نهلة الفهد: المهتمون بصناعة الســــــــــــــــــــــــــــــــينما في أميركا يتطلعون للتعرف إلى الفيلم الإماراتي. تصوير: مصطفى قاسمي

نهلة الفهد: أبحث عن بصمة درامية

بعدما تم تصنيفها مخرجة أغان مصورة، خرجت الإماراتية نهلة الفهد من مظلة قناة متخصصة في الأغاني ظلت لسنوات ضمن طاقمها الرئيس وهي «الحواس»، لتلتحق بأخرى اجتماعية هي «نور دبي» التي تولت إدارتها قبل أن تفضل التفرغ للعمل المستقل، لكن هذه المرة عبر شركة إنتاج «بيوند ستوديوز» التي تهدف في المقام الأول إلى تقديم منتج درامي. وظن البعض أن المخرجة التي اختيرت ضمن بعثة لدراسة تقنيات صناعة الأفلام في أميركا حولت وجهتها عن إخراج الأغاني المصورة، لكنها فاجأت الجميع بشراكة جديدة مع الفنان فايز السعيد شهدت تأسيس شركة «فايز السعيد ميديا»، مؤكدة أن «الجوانب الفنية في إخراج الأغاني المصورة، قابلة لأن تساير فنون الإنتاج الدرامي».

ثقة

أكدت المخرجة نهلة الفهد أن تأسيس شركة إنتاج في دبي أمر إجرائي سهل، وهو أقل حلقات العناء في مراحل الإنتاج الحقيقية. وقالت ان «الأمر الصعب هو الوصول إلى ثقة المؤسسات والأفراد، وهذا لا يتحقق إلا من خلال عاملي تجويد الأدوات الفنية، والانسجام مع النسق القيمي للمجتمع»، مشيرة إلى أن هذين العاملين هما اللذان عززا الثقة بشراكتها الجديدة مع فايز السعيد عبر مؤسسة تحمل اسم الأخير، تعنى بالإنتاج الموسيقي وتنظيم الفعاليات، فضلاً عن شركتها الخاصة التي تعنى بالإنتاج الدرامي.

ووصفت الفهد الفنان فايز السعيد بـ«الشخصية الجديرة بالثقة»، مضيفة «قدوم 51 فناناً للاشتراك في أوبريت (ولاء وانتماء)، بناء على اتصال هاتفي مع فايز السعيد، هو نتيجة لهذه الثقة، ومع احتكاكي الطويل بأوساط الإنتاج الفني عموماً، أستطيع أن أؤكد أن التجاوب على هذا النحو دون وجود عقود موقعة، أمر يكاد يكون لا سابق له».

وكشفت الفهد عن تصويرها أغنية جديدة بالتعاون مع السعيد لمصلحة وزارة الشؤون الاجتماعية بعنوان «انت السند»، تدور حول مشاعر الأبوة، بالإضافة إلى ما وصفته بـ«الجزء الثاني» لأغنية «الشرطة والإشارة» بالتعاون مع شرطة دبي، ضمن سلسلة الأعمال الغنائية ذات الأهداف الاجتماعية.

الفهد التي التقتها «الإمارات اليوم» في مقر شركتها الجديدة، أكدت أن اللجوء إلى العمل الخاص يمثل بالنسبة لها خياراً مهماً ستسعى من خلاله إلى إنتاج متميز، مضيفة «لن أكون في مجال الإنتاج الدرامي مجرد تكملة عدد، وسأسعى إلى بصمة درامية خاصة تميز أعمالي سواء من حيث الشكل أو المحتوى». وأشارت الى ان أي عمل يتطلب تطويراً للمهارات والأدوات، لكن مجال الإخراج والإنتاج الفني يتطلب اكثر من ذلك.

واستطردت «المتتبع لمعظم الأعمال التي قمت بإخراجها سيجد تبايناً يكاد يكون منظماً في كل مرحلة، لكن هذا لم يمنعني من خوض تجارب مختلفة كلياً عن مجال إخراج الأغاني المصورة، وهي التجربة التي قادتني إلى إدارة قناة نور دبي على مدار عامين، قبل أن أقرر خوض مجال صناعة الأفلام».

التحدّي الممتع

اعتبرت الفهد الإنتاج الدرامي في السينما أو التلفزيون «تحدياً ممتعاً» في المرحلة المقبلة، وفرصة لاستيعاب طاقة بحاجة إلى أن تبلورها مشروعات إنتاجية كبرى، مضيفة في ما يتعلق بمجال السينما «سوف أبدأ قريباً في أولى مراحل إنتاج فيلم سينمائي يقبل المشاركة في المهرجانات الكبرى، وهو فيلم قمت بكتابة السيناريو الخاص به، وانتهيت تقريباً من التصور الإخراجي له لاسيما أنني لمست تساؤلاً لدى المهتمين بصناعة السينما، عن وجود الفيلم الإماراتي في الغرب عموماً، وفي المهرجانات التي تقام في الولايات المتحدة الأميركية على خصوصا، لاسيما أن مشاركة الأفلام في تلك المهرجانات لا تتعارض مع مشاركتها في المهرجانين السينمائيين الأهم اللذين يقامان بالدولة، وهما دبي وأبوظبي السينمائيان».

وفي ما يتعلق بالدراما التلفزيونية، قالت «الإنتاج في حد ذاته يجب ألا يمثل هاجساً أو هدفاً، خصوصا بالنسبة للشركات الناشئة التي تهدف إلى تثبيت جسور من الثقة مع المؤسسات التلفزيونية والمشاهدين، بل الأهم هو إنتاج يحمل ملامح مختلفة، وصادقة في التعبير عن المجتمع الذي تمثله».

ندرة النصوص

أضافت الفهد «نمتلك في الإمارات الكثير من مقومات الإنتاج الدرامي الجيد، سواء من حيث المخرجين والممثلين، والفنيين، والبنية التحتية المتطورة، بما في ذلك مواقع التصوير النموذجية، ايضاً القدرات التمويلية للمشروعات الإنتاجية الكبرى لكن الإشكالية التي يمكن وصفها بالقديمة والمتجددة، تتعلق بندرة النصوص الجيدة». ورأت ان هذه الإشكالية تقف وراء الكثير من الظواهر السلبية، منها استيراد أعمال رديئة، فضلاً عن أعمال غير منسجمة مع قيم المجتمع مثل المسلسلات التركية. لكنها اكدت ان «ندرة النصوص لا تعني غياب الكتاب الاماراتيين في هذا المجال»، معتبرة أن هناك تهميشاً لأعمال الشباب، رغم أن بعضها يحمل عناصر الإجادة، وربما يكون أكثر التصاقاً بالمشكلات والقضايا المعاصرة، مضيفة «استسهال اختيار النصوص التي يتم الاعتماد عليها في المسلسلات الدرامية، والبحث عن أسماء مكررة لتجنب عناء التدقيق في الاختيار، يحرمان المشاهد من متابعة اعمال من الممكن أن تحقق عنصري الإمتاع والإفادة في حال تحويلها إلى مسلسلات، فقط لأن كتابها ربما لايزالون في مراحلهم الإبداعية الأولى، رغم أن تلك المراحل كثيراً ما تتمخض عنها تجارب مهمة».

ووعدت الفهد بأن تفاجئ المشاهد في عدد من الأعمال التي يتم الإعداد لها الآن، بالكثير من الوجوه الشابة سواء في مجال التمثيل أو الكتابة. وقالت «المعيار الأساسي للدراما التلفزيونية هو العمق، والاقتراب من الناس، والابتعاد عن التسطيح، فضلاً عن دراسة المردود الإيجابي، فضلاً عن البعد عن الخلط بين الكوميديا الهادفة، والإضحاك كهدف في حد ذاته». في المقابل أيضاً أكدت الفهد أن تبني الأصوات الإماراتية الموهوبة هو هدف أساسي في شركة «فايز السعيد ميديا»، التي تقوم أيضاً بتنظيم أحداث مختلفة، منها استضافة النجمة العالمية كيم كاردشيان، مشيرة إلى أن استهلال الشركة بتسجيل أوبريت «ولاء وانتماء»، من خلال 51 فناناً، هو مؤشر صادق إلى استراتيجية العمل المقبلة.

الأكثر مشاركة