لتنمية المواهب والتنبؤ بمستقبل التشكيل في الإمارات

نوار القاسمي: الورش الفنية تفجّـــر طاقات الأطفال وإبداعهم

الفنانة التشكيلية نجاة مكي في ورشة «أحلام ملونة». من المصدر

في محاولة لتنمية مواهب الأطفال الفنية، واكتشاف المبدعين منهم وتبنيهم، وبهدف خلق أجواء تفاعلية وفرص التعلم والاستفادة من الفنانين المحليين، أطلقت مؤسسة الشارقة للفنون، حزمة من الفعاليات والبرامج الخاصة بالطفل، وذلك في سياق ورش فنية مصاحبة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ.30

وقالت الشيخة نوار القاسمي، مسؤولة الاتصال والبرامج في مؤسسة الشارقة للفنون، لـ«الإمارات اليوم»، إن «المؤسسة ارتأت تسليط الضوء على فئة الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين ست و12 سنة، والتركيز على تنمية مهارات الرسم والتلوين لديهم، من خلال المشاركة في ورش عمل متخصصة تنفذها المؤسسة خلال معرض الشارقة للكتاب وعلى مدار 10 أيام بمعدل ورشة فنية يومياً».

ولفتت القاسمي إلى أن «الورش تعد رابطاً فنياً يجمع بين الأطفال والفن، لتفجير طاقاتهم واستيعابها في لوحة قد تكشف عن موهبة فنية واعدة، لاسيما مع احتكاكهم بفنانين تشكيليين محليين يقدمون أساسيات الرسم وتعليمه، ويصححون الأخطاء الفنية ليتمكن الطفل من تداركها مستقبلاً».

نتاج فني طفولي

قالت الفنانة التشكيلية الدكتورة نجاة مكي، إن «الأعمال الفنية التي رسمها الأطفال تنوعت من حيث فكرة العمل وطريقة تنفيذه والخامات التي ادخلها في عمله، إذ إن الطفل يعكس التربية والمعتقدات التي تربى عليها، فتجده يرسم المساجد والمآذن والمنازل الصغيرة التي تجسد حميمية العائلة وترابطها، كما ان هناك الطفل المتأثر بالرسوم المتحركة والخيال فيرسم شخصيات كرتونية وأشكال غريبة لها اسقاطات ذهنية لا يعرفها سوى الطفل نفسه، وتجد الطفل المحب للطبيعة والذي يرسم البحيرات والمناظر الطبيعية والجبال الشاهقة وشروق الشمس».

وتابعت مكي أن «الورش اكتشفت مواهب لدى مجموعة من الأطفال الذين يمكن التنبؤ بأنهم فنانو الغد، وبدورنا كفنانين موجودين حالياً في الساحة الفنية، يجب علينا احتواء الفنان الصغير مهما كانت ديانته أو جنسيته، والتعامل معه بشكل خاص وتمييزه عن غيره، لأن الفنان حساس، فكيف اذا كان طفلاً».

وتابعت أن «الورش الفنية التي تقدمها المؤسسة تخلق حالة من التواصل والتفاعل الايجابي بين الأطفال، واضفاء عنصري التشويق والمنافسة بينهم أثناء تنفيذ اللوحات واختيار الألوان والخامات، كما يتم التأثر بخبرات الفنان، خصوصاً المراهقين الذين غالباً ما يعبرون عن مشاعرهم بالرسم والتعبير الكتابي والفنون عامة، لاسيما أنهم يعكسون المشهد الحقيقي في اللوحة، كلِ بحسب زاويته».

ورش فنية

تقدم المؤسسة خلال مشاركتها في معرض الكتاب في دورته الحالية، حزمة متنوعة من الورش الفنية، منها ورشة الزخرفة الهندسية تنفذها الفنانة فاطمة الزهراء حسن، وتتيح الورشة للأطفال امكانية ابتكار أنماط خاصة وأشكال متنوعة باستخدام أدوات بسيطة متوافرة في المنزل، منها الخيوط وأوراق الصحف، أما ورشة تصنيع الكتب مع الفنان والمحاضر من كلية الفنون الجميلة والتصميم في جامعة الشارقة، توم باجاليي، فتتيح للأطفال المشاركين في الورشة فرصة العمل مع الفنان لصنع كتاب يدوي بسيط يتكون من صفحات بيضاء مطوية بنوعية من الورق الفني، على أن تتنوع الابتكارات والأشكال الفنية للمنتَج النهائي، الأمر الذي يزرع الثقة لدى الطفل ويعزز روح التعاون أثناء المشاركة في صنع الكتاب الذي يستخدمه الأطفال لاحقاً في الرسم والتلوين أو حتى الكتابة، ولدقة الورشة فقد حددت اعمار معينة للمشاركة فيها، وهم أطفال الناشئة الذين تراوح أعمارهم بين ثماني الى 15 سنة.

وأكدت القاسمي أن «البرامج والفعاليات الفنية المخصصة للأطفال تأتي بهدف التركيز على تعليم الطفل الفنون التي غالباً لا يركز عليها في البيئة المحيطة به، سواء في المدرسة أو المنزل، الأمر الذي يقتل الموهبة لدى الطفل، إضافة إلى ذلك تقوم المؤسسة بتشجيع الأطفال واليافعين من ذوي الاعاقة على ممارسة الفنون، من خلال تنظيم بينالي الصم المخصص لعرض أعمالهم ولوحاتهم الفنية، كما تعتزم المؤسسة مستقبلاً، طرح برنامج تعليمي فني لطلبة المدارس والجامعات».

أحلام ملونة

من جهتها، قالت الفنانة التشكيلية الدكتورة نجاة مكي، إن «مشاركتي في الورش الفنية التي تنفذها مؤسسة الشارقة للفنون تأتي بهدف اكتشاف المواهب الفنية لدى الأطفال ومساعدتهم على صقلها واحتواء الموهوبين منهم، إذ يمكن من خلال تلك الورش التنبؤ بمصير الحركة الفنية التشكيلية في الإمارات على المستوى البعيد، خصوصاً إذا استمر هؤلاء الموهوبون الصغار في الفن، خصوصاً ان الأطفال يمتلكون قدرة على عكس تفكيرهم على اللوحة والتعبير عما يرونه من زخم لوني في البيئة المحيطة بهم». وأكدت أن «الأطفال في الورشة يستطيعون ربط الصورة البصرية الذهنية ومكتسباتها بالواقع الذي يعيشه الطفل والبيئة المحيطة به، الأمر الذي ينعكس على أعمالهم الفنية، لاسيما أن اللون هو اللغة التي يتحدث بها الطفل للتعبير عن ذاته».

ولفتت مكي إلى أن «تنوع الخامات والأدوات خلق عند الأطفال قدرة على الابداع والابتكار من خلال التجريب اللوني، ومن الخامات المستخدمة الألوان الزيتية والأقلام الملونة الخشبية والشمعية إضافة إلى الأكريليك الذي يفضل استخدامه الفنانون المحترفون، الأمر الذي ينعكس ايجاباً على الطفل ويشعره بأنه فنان في طور النمو».

مبادرة نوعية

تعد مؤسسة الشارقة للفنون مبادرة نوعية جديدة تأسست لتطوير آليات النهوض بالفنون البصرية في منطقة الخليج والعالم العربي، وبناء ركيزة مرجعية تعمل على استقطاب الفنانين والعاملين في قطاع الفنون، وعلى اكتشاف واستشراف الواقع الفني واستثمار الخامات الإبداعية الجادة، من خلال توفير فرص الدعم الحقيقي لها، والتعريف بها محلياً وعالمياً عبر برامج العروض الدولية، وبرامج التبادل الثقافي المشترك، منها «لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج»، إلى جانب مختلف العروض النوعية التي يقدمها بينالي الشارقة والتي أثرت المشهد الفني المعاصر.

ولا تنفصل رؤى وتطلعات مؤسسة الشارقة للفنون عن المشروع الثقافي لإمارة الشارقة الذي يمثل صوتاً جاداً ومنفرداً حقّق صدقيته على امتداد عقود من الإنتاج الثقافي النوعي، وأصبح بذلك بوابة إلى ميادين المعرفة والإبداع بأبعاده الإنسانية الشاملة، ولا تبتعد في الوقت نفسه عن هاجسها الأساسي كمؤسسة تسعى إلى تحريض الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار على مصاريعها مع كل الهويات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية.


أجندة اليوم

الثلاثاء 22 نوفمبر 2011

 

30:10 صباحا

نحن معاً - ورشة المكفوفين والمبصرين معاً

(قصص رنين)

المكان: مركز إكسبو الشارقة، قاعة طفل 2

المشاركون : روان بركات

11 صباحا

موسيقى الحكايات- قراءة لذوي الاحتياجات الخاصة.

المكان: مركز اكسبو الشارقة، قاعة طفل 3

المشاركون: روث كريك باتريك

11 - 1 ظهراً

مشروع بيبلوغرافي كتاب الطفل العربي (لقاء مفتوح)

المكان: مركز اكسبو الشارقة، ملتقى 1

المشاركون: عدنان سالم - خالد البلبيسي

12 ظهراً

مسرحية العصفور الشجاع

المكان: مركز اكسبو الشارقة، قاعة طفل 6

المشاركون: نزار وأميرة (تونس)

1 ــ 3ظهراً

حقوق الملكية الفكرية في العالم

المكان: مركز اكسبو الشارقة، قاعة المؤتمرات

المشاركون: عبدالقدوس العبدولي - جوزيف صادر - ايما هاوس

30:6 ــ 30:7 مساء

أربعة عقود في ثقافة الامارات

المكان: مركز اكسبو الشارقة، قاعة المؤتمرات

المشاركون: ماجد بوشليبي - دكتور محمد يوسف - أحمد راشد ثاني

8 مساء

تجليات الشعر - أمسية شعرية

المكان: مركز اكسبو الشارقة، قاعة المؤتمرات

المشاركون: جمال بخيت - محمد الاشعري

8 مساء

مسرح الجيب وهشاشة التجربة

المكان: مركز اكسبو الشارقة، ملتقى 1

المشاركون: توفيق الجبالي - هشام عطوه - خالد رسلان - لينا أبيض

 

8 مساء

العزف الموسيقي الهندي

المكان: مركز اكسبو الشارقة، القاعة الخارجية

الفنانون المشاركون: اومبايي

تويتر