الإبداع الإلكتروني يقلب الطاولة على مثقفي الورق

خلال ندوة «الإبداع بين الورقي وسطوة الإلكتروني». من المصدر

قال رئيس اتحاد الكتاب والأدباء في العراق، الناقد والمترجم الدكتور فاضل ثامر، إن «ظهور الإنترنت أحدثت تأثيرات واسعة على مستوى العالم، إذ إن شباب الـ(فيس بوك) والـ(تويتر) قلبوا الطاولة على الحكام العرب، وأصبحت التقنيات الحديثة والإنترنت حاجات ملحة تسهم في صنع الإبداع، ونحن على اعتبار أننا كتاب وأدباء وناقدون، إذا لم نتطور ونحسن استخدام الوسائل الحديثة فإن الطاولة قد تقلب على أوراقنا وكتبنا».

ولفت خلال ندوة الابداع التي نظمها معرض الشارقة الدولي للكتاب، أول من أمس، تحت عنوان«الإبداع بين الورقي وسطوة الإلكتروني»، إلى أن «الإبداع مطلق، سواء كان من خلال الورق أو التقنيات الحديثة بوساطة الإنترنت، ما يعني أن الإبداع وارد في شتى المجالات والألوان والطرق، والفرق يكمن في وسائط نقل الإبداع والإشكالات الناجمة عنها».

وأكد أن «الجيل الجديد لا يميل، في تقديري، إلى الكتابة والقراءة الورقية، بل إلى التصفح والمتابعة الرقمية، وذلك مع انتشار الإنترنت، إذ إن هناك منافسة واضحة للكتاب الإلكتروني وتتوجب الاستفادة من التقنيات الحديثة والإنترنت، لاسيما أن كتب الأطفال الجديدة أعطت مساحة أكبر للصورة وتضمنت أقراصاً مدمجة».

وقال رئيس قطاع القنوات الإقليمية في مصر الكاتب الدكتور عادل معاطي، إن «إشكالية الورقي والإلكتروني موضوع بدهي، لاسيما أن الجيل الجديد لديه علاقة متينة مع الكمبيوتر والانترنت والأجهزة الرقمية الحديثة، الأمر الذي يستدعي البحث والنقاش، والعثور على اجابات عن تساؤلات تشغل كثيرين، منها ما هي احتمالية أن تسحب التكنولوجيا البساط من تحت الكتاب الورقي، وهل نشهد تغييراً، كأن يصبح خير جليس في الزمان حاسوباً».

وتابع: «على الرغم من أهمية التقنية والنقلات النوعية التي حققتها، يبقى للكتاب متعته الخاصة، ويبقى القارئ قادراً على احتضانه وأخذه معه أينما توجه، كما أن للكتاب سحراً خاصاً، يدفعنا إلى اتخاذ مواقف في الحياة أكثر وضوحاً من قراءة الإلكتروني».

وخلص إلى أن «الإبداع هو كل ما يعبر عن الذات، وأن لحظة الإبداع الحقيقية هي كل ما يتفاعل معه الإنسان»، لافتاً إلى أن «الإبداع الورقي أضاء لنا الطريق ونشأنا عليه، آخذين بعين الاعتبار تطور الكتاب في ظل التكنولوجيا في الشكل والمضمون، لكنه اليوم يجد منافساً كبيراً في المضمون من الناحية الرقمية».

ويخشى معاطي أن يأتي يوم يكون فيه معرض الشارقة غرفة واحدة مليئة بالأقراص المدمجة هي عبارة عن دور النشر التي تنشر كتبها إلكترونياً.

إلى ذلك، أوضح عضو اتحاد الكتاب في سورية الباحث السوري الدكتور ابراهيم الجرادي، أن «الإبداع مرتبط بالقصة والرواية والمسرح والشعر وما شابه من أجناس ادبية أخرى، وعلى الرغم من أن الكتاب الإلكتروني اختصر الزمان والمكان وتجاوز الرقيب، إلا أن الورقي مازال متفوقاً على الإبداع الإلكتروني، والدليل على ذلك أن أكثر الشعراء انتشاراً حتى الآن هم الورقيون مثل محمود درويش، وكذلك الحال مع الرواية الورقية وبقية الأجناس الأدبية، أي أن الجيل الذي جاء قبل سطوة الإلكتروني والانترنت ما زال هو السائد، وقد يكون ذلك بحكم التعود على الكتابة الورقية». وتابع «يبقى التساؤل الأساسي هل يزحزح الإبداع الإلكتروني الإبداع الورقي؟ والإجابة من منظوري هي «نعم»، لكن لابد من الإشارة إلى أهمية ضرورة الحفاظ على القيم الأخلاقية، خصوصاً أن الكتابة الإلكترونية حررت الإنسان العربي من الرقيب والخوف من السلطة».

تويتر