جمال بخيت خلال الأمسية الشعرية. من المصدر

بخـيت والأشــعري وجهـان للشــعر

هو من تغنى بقصائده كبار المطربين ومن شاع انتقاده للحكام العرب النيام، هو من نصر على الأقل بقصائده آلاء المصرية التي رسبت في جميع المواد الدراسية بسبب امتحان التعبير عن القمح، والذي دان في سطورها رئيس الجمهورية، هو من طلب العون و«المدد» من رموز الوطن الراحلين مثل جمال عبدالناصر، وهو من وجّه سؤال «دين أبوكم اسمه إيه» لكل من تجبر وتكبر على شعبه ومارس دكتاتوريته عليهم وتلذذ بقمعهم وتعذيبهم.

أجج الشاعر المصري «جمال بخيت» مشاعر حب الوطن والقومية العربية، ولامس الحس الثوري لدى الجماهير التي حضرت باختلاف أجناسها، وانتماءاتها ودياناتها، أمسية شعرية جمعت بخيت والشاعر المغربي محمد الأشعري، على هامش الفعاليات المصاحبة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ.30

امتاز بخيت بأسلوبه الذي بات معروفاً لدى متابعيه، الذي يعتمد على التلاعب الصوتي في الإلقاء وتجسيد حالة القصيدة بإيماءات وتحركات في قاعة الأمسية، الأمر الذي يكسر حاجز الجمود الشعري ويشيع حس التفاعل بين القصيدة والمتلقي، الذي من النادر أن يستمع لقصائد بخيت دون ان يصفق بحرارة وهو يردد أبياتها مع الشاعر أثناء القائه أو دون أن تقول الآه بعد انتهائه من الإلقاء.

قدم بخيت مجموعة من أشهر قصائده، التي تغنى بها مطربون كبار عرب ومصريون، فغرد أولى قصائده «تعرف تتكلم بلدي» التي غنتها المطربة التونسية لطيفة، فأشعل القاعة حماسة وتصفيقاً امتد حتى نهاية الأمسية.

ولم يكتفِ بخيت بالحماسة الجماهيرية بل لامس المشاعر الوطنية لدى كل فرد تابعه، فقدم لهم قصائد «شهرزاد»، و«لِم الشمل بلاش تفكيكه» التي بات الحاضرون يرددونها منذ بدايتها حتى نهايتها، كذلك الحال بقصيدة «،1 ،2 سرجي مرجي»، التي جسدت الانتفاضة والمقاومة وعكست التخاذل العربي والقهر الشعبي.

ورصدت قصائد بخيت حالة مصر السياسية قبل وبعد ثورة 25 يناير، إذ إن ديوانه الجديد وثق المرحلة السياسية والمعيشية بين عامي 2008 و،2010 وعكس في قصائده ما كان يحدث في مصر والمصريين، إذ إن الثورة المصرية سبقت صدور ديوانه، إلا ان بعض قصائد ديوانه خرجت في وقتها المناسب فيما البعض الآخر لم يخرج إلا بعد قيام الثورة.

وتعايش بخيت في تناول قصائده مع النص، وذاب في فكرته ووحد كلماته التي انتقاها بعناية فكانت قصيدة غنائية ذات وقع إنساني وعاطفي وحماسي غالباً على المتلقي المصري والعربي، ويمتلك بخيت أسلوباً إلقائياً يميزه عن غيره من الشعراء، كما أن لديه عمقاً فكرياً وموهبة وخيالاً خصباً وراصداً قوياً للأحداث السياسية والمعيشية.

أما قصيدة «مسحراتي العرب»، فكان لها وقع خاص على الحضور، كونها توجه رسائل إيقاظ للحكام العرب النائمين وتوعية للناس وضمائرهم، متجاوزاً بذلك الدور الحقيقي للمسحراتي الذي يجوب الأزقة لإيقاظ الناس من النوم للتسحّر في رمضان، لذلك يلقب بخيت الثائر والمقاوم بقصائده بـ«مسحراتي العرب».

ولم يتردد بخيت في طلبه العون و«المدد» من رموز الوطن الراحلين والأحياء، فجميع الذين وردت أسماؤهم في قصيدة «مدد» التي نشرت في ،2009 كانوا في ميدان التحرير، ونصر بخيت شباباً ظلموا واضطهدوا على يد السلطة منهم «عبدالحميد شتا»، وهو طالب مصري حاصل على المرتبة الأولى في مراحل تعليمه على مستوى وزارة التعليم المصري، إلا أنه رفض تعيينه عندما تقدم للعمل في وزارة الخارجية، من دون أن يؤخذ بعين الاعتبار شهاداته، فكان المقياس الوحيد الذي رفض من أجله، هو ان والده عامل بسيط، فما كان من شتا الا أن شنق نفسه.

أما آلاء إحدى الشخصيات التي وردت في قصائد بخيت، فكانت طالبة عمرها 15 عاماً، عندما دخلت قاعة امتحان التعبير، والذي كان من المفترض أن تكتب فيه عن «القمح»، إلا أن آلاء كانت متطلعة إلى ما يدور حولها في مصر، فقررت أن تكتب تعبيراً يدين رئيس الجمهورية لأن القمح لا يزرع في مصر وعددت الأسباب السياسية وكشفت المستور، فما كان من مراقب الامتحان والمدقق ومدير المدرسة ووزير التعليم إلا أنهم أحالوها للتحقيق لدى أمن الدولة، التي ارتأت الاخيرة أن تكون آلاء درساً للجميع وترسب في جميع المواد، إلا أن قصتها أثيرت في الصحافة حتى أعيد لها كامل حقوقها.

كتب بخيت عددا من أجمل ما تغنى به المطربون العرب مثل أغنية «يبقى انت أكيد المصرى» التي غنتها لطيفة التونسية، وأغنية «آدم وحنان» لماجدة الرومي، و«عم بطاطا» لعلي الحجار، ولعل أشهر ما عرف به لدى الشعب العربي الكبير قصيدة «مش باقي مني غير شوية ضي في عيني»، والتي جاءت في قمة أجواء المذلة والقمع والفقر التي عاشها المواطن المصري قبل ثورة 25 يناير. أصدر بخيت ديواناً جديداً بعنوان «دين أبوهم» وهو ديوان ينتمي إلى مرحلة «24 يناير» أي ما قبل قيام الثورة، إذ يوجه بخيت في قصيدة «دين أبوهم» انتقادات لاذعة للحكام العرب، وجسدت روحاً منفتحة على كل البشر، بأديانهم وأعراقهم وطوائفهم كافة، إذ ذكر في القصيدة أن العبادة ليست كلاماً وأن الدين إلهي وإن كان يهودياً أو مسيحياً أو لم يكن إلهياً، وكان مجوسياً فله حلاله وحرامه، واستنكر في الوقت نفسه الحكومات الباقية والمستمرة في إشباع الشعب العربي ذلاً وقهراً وجوعاً، دون أن تتحلى بأي قيم أو مبادئ أو أخلاق، ووصفهم بأنهم وحوش ينهبون ويقتلون ويبيعون الأوطان، ويتساءل «من إلاه دينكم ومن رسوله وما هو كتابه، دين أبوكم اسمه ايه».

وغرد الشاعر محمد الأشعري أروع قصائد ديوانه «كتاب الشظايا»، فداعب الروح ولامس الوجدان وتغزل بالحبيبة وغرد خارج المناخ السائد، فأحدث إبداعاً، من خلال اللغة المستخدمة في قصائده التي ترتقى إلى ما هو جدير بالاستماع والاستمتاع والتأثر الوجداني والفكري، والتأمل في كل بيت وكلمة قصد بها 1000 معنى يخدم فكرة القصيدة، ويأخذ بخيال المتلقي إلى سحر الأنوثة وجغرافية العشق.

أجندة اليوم

10 صباحا ــ 10 مساء

امرح وتعلم

المكان: مركز إكسبو الشارقة، قاعة الطفل 1

المشاركون: شركة بيكابو

30:10 ــ 12 مساء

لقاء مع طلبة الجامعات والمدارس لتشجيعهم على القراءة

المكان: مركز إكسبو الشارقة، القاعة الخارجية

المشاركون : راسكين بوند

30:11 صباحا

مسرحية «العصفور الشجاع»

المكان: مركز إكسبو الشارقة، قاعة الطفل 6

المشاركون: نزار وأميرة

1 ظهرا

خطوط وزخارف ـ خط الاجازة وزخرفة الهلكار الملون

المكان: مركز إكسبو الشارقة، قاعة طفل 2

المشاركون: مصعب الدوري- محمد فاروق الحداد

6 مساء

موسيقى الحكايات - قراءة لذوي الاحتياجات الخاصة

المكان: مركز إكسبو الشارقة، قاعة الطفل 3

المشاركون: روث كريك باتريك

8 مساء

مسرحية مدينة الاحلام

المكان: مركز إكسبو الشارقة، مسرح الطفل

المشاركون: باسمة حمادة، أحمد السلمان، مشعل الشايع

8 مساء

بوح الروح «رواية اسمه الغرام»، «طروس إلى مولاي السلطان»

المكان: مركز إكسبو الشارقة، ملتقى 1

المشاركون: علوية صبح، سارة الجروان

8 مساء

قصائد في حب الإمارات

المكان: مركز إكسبو الشارقة، ملتقى 2

المشاركون: إبراهيم محمد إبراهيم، حبيب الصايغ، سالم الزمر

8 مساء

التراث العربي وأوهام الحداثة

المكان: مركز إكسبو الشارقة، القاعة الخارجية

المشاركون: د. جمال الغيظاني

الأكثر مشاركة