أحمد خوري يعرض مقتنـــــياته من تاريخ الإمارات

منافسة قوية تشهدها دولة الإمارات هذه الأيام؛ فالجميع، أفراداً ومؤسسات، يسعى للمشاركة في الاحتفال باليوم الوطني الـ40 لقيام الدولة وإعلان الاتحاد، وأن يقدم أفضل ما لديه في هذه المناسبة الغالية.

من جانبه، اختار د.أحمد محمد خوري المشاركة في الاحتفال بطريقته الخاصة، عبر اقامة معرض للمقتنيات الأثرية والقديمة بالتعاون مع «أدنوك» ومجموعة شركاتها. موضحا «هذه المبادرة هي محاولة متواضعة مني للمشاركة في الاحتفال بوطني وبيومه الأربعين، خصوصا انني اعتبر أن شغفي بجمع الآثار والمقتنيات تعبير من نوع خاص عن حبي بوطني واعتزازي به، ومن خلال المئات من القطع والتحف الفنية والمخطوطات الاسلامية والخليجية التي يعود بعضها إلى ما قبل الميلاد بـ3000 سنة، بل هناك قطع يرجع تاريخها إلى ما قبل 100 سنة قبل هذا التاريخ، بما يكشف للجميع ان دولة الإمارات ومنطقة الخليج لها تاريخ وحضارة تستحق ان نفخر بها، وان نقدمها للأجيال الجديدة التي لا تعرف الكثير عن تاريخ المنطقة».

مقتنيات نادرة

ضم المعرض الذي يقام في مقر شركة «أدكو» بأبوظبي، ويستمر حتى منتصف ديسمبر المقبل، مجموعة كبيرة من القطع الأثرية التي تحاكي الإرث الحضاري للمنطقة، وفي مقدمتها الإمارات، ويصل عددها الى 150 قطعة، بعضها قطع نادرة. وانقسمت المعروضات إلى تصنيفات عدة من بينها قطع الاكسسوار والزينة النسائية، والقطع الفخارية والادوات التي كانت تستخدم في الحياة اليومية، وكذلك الاسلحة، مثل الخناجر والبنادق، إلى جانب العملات والمسكوكات.

وأوضح د.خوري ان المعروضات كلها خليجية استعملت في الإمارات، وبعضها صنع في الإمارات الشمالية أو منطقة ليوا. مشيرا إلى ان المجموعة تضم قطعا نادرة ترجع إلى نهاية القرن17 وبداية القرن 18 الميلادي، من بينها قطع فخارية كانت تستخدم في طهي واعداد الطعام وربما يعود تاريخ صناعتها إلى قبل هذا التاريخ، وهناك أيضا خوذة للرأس يعود تاريخها إلى 1860م، كانت تستخدمها النساء للزينة في الاعياد والاعراس والمناسبات المهمة، وهي مصنوعة من الفضة، ومن القطع التي كانت تستخدم للزينة أيضا قبعة من الفضة عيار ،22 ومطعمة بقطع من الذهب، ويصل وزن هذه القطعة الى 72 غراما، وصنعت في عمان، وكان تستخدمها نساء البدو أيضا. كما ضمت المجموعة قطعا وتصميمات للزينة اتسمت بحجمها الكبير، مثل «الغلامية» وهي قطع تشبه الحلق، ولكنها أكبر حجما ولذلك لم تكن توضع في الأذن، بل تعلق في الرقبة أو الرأس، وهناك العديد من القلادات، بعضها كتبت عليها آيات قرآنية وتسمى «حرز»، بحسب ما ذكر د.خوري، أما المستديرة منها فكانت تسمى «قرش كتابي أو لوح»، أيضا هناك «المخنق» وبعضه صنع في عمان وغالبا ما يكون من الذهب، أما النحاسي منه فصنع في الفجيرة، وهو ما يعود إلى ان عمان اشتهرت منذ القرن الـ17 بتجارة الذهب، ويلقى الذهب العماني اقبالا كبيرا على مستوى العالم.

3 معارض

أكد د.خوري ان جميع القطع المعروضة بحالتها الأصلية التي كانت تستعمل بها، وهو أمر مهم جدا يحرص عليه من خلال العناية بكل مقتنياته بوضعها في صناديق أو خزائن عرض، ولفها بقطع من القماش القطني لحمايتها من الرطوبة التي يمكن ان تفسدها. لافتا إلى ان المعروضات لم تقتصر على الحلي وقطع الزينة فقط، فهناك قطع معدنية تاريخية تعود للمهلب بن أبي صفرة والحجاج بن يوسف، بالإضافة إلى عملات ترجع إلى الاسكندر المقدوني. كما تضم المجموعة بنادق نادرة تضم 10 بنادق منها قطعة عثمانية كان يستخدمها قادة الجيوش، والاخريات صنعت في بريطانيا.

وأشار إلى ان المعرض المقام في «أدكو» هو أحد ثلاثة معارض، حيث يقام معرض آخر في قرية الحصن التراثية التي اقامتها «أدنوك» وشركاتها على كورنيش أبوظبي أمام مجمع الشيخ خليفة للطاقة، احتفالا باليوم الوطني، حيث تم تخصيص «عريش تراثي» لعرض مقتنيات أثرية خليجية وإماراتية، ويضم المعرض ما يقرب من 200 قطعة، والمعرض الثالث يقام في مقر شركة «أدنوك» الرئيس، وهو أصغر حجما حيث يتضمن ما يراوح بين 50 و60 قطعة.

وعن هواية جمع المقتنيات القديمة والقطع الأثرية وصعوباتها، أشار خوري إلى ان هناك حالة اقبال واسعة على اقتناء الآثار المرتبطة بمنطقة الخليج في السنوات الأخيرة من مختلف الجهات المهتمة بالآثار في العالم، خصوصا بعد ان قام المتحف البريطاني باقتناء العديد من هذه القطع، ونظم معرضا للمقتنيات الخليجية، وهو ما شجع على الاقبال على اقتناء آثار هذه المنطقة، في المقابل أدى هذا الأمر إلى مضاعفة أسعارها لما يصل إلى ثلاثة أضعاف السعر السابق. متوقعا انه خلال فترة العامين المقبلين لن تكون هناك قطع نادرة تنتمي إلى تاريخ الخليج معروضة للبيع أو الاقتناء. لافتا إلى ان أغلبية المعروض حاليا ملك لورثة أحد هواة الاقتناء، واختلفوا في ما بينهم على هذه التركة.

وأشار خوري إلى ان الخبرة لا تحمي جامع التحف تماما من الوقوع في فخ شراء قطع مقلدة او غير أصلية، وهو ما تعرض له من قبل بضع مرات، ولذا يحرص على استشارة خبراء متخصصين في هذا المجال للتأكد من سلامة القطعة قبل شرائها، كما يفضل التعامل مع تجار معروفين له ويثق بهم.

الأكثر مشاركة