نجل عمر المختار نجــــــم مهـرجان «الثورة الليبية»

تقدّم ابن الزعيم الليبي عمر المختار، محمد المختار، ضيوف مهرجان انتصار الثورة الليبية، الذي انطلق، الخميس الماضي، على خشبة مسرح قطر الوطني في الدوحة، تحت عنوان «انتصرت ثورة 17 من فبراير». وشهد نجل المختار من على كرسيه المتحرك معظم فعاليات المهرجان بفرحٍ كبير، اذ لم تغب ابتسامته عن وجهه، مرحباً بحضور الحفل الكثيف الذي توافد عدد كبير منه لالتقاط الصور معه.

المهرجان هو الثالث على التوالي الذي تقيمه وزارة الثقافة والفنون والتراث، بعد الأول لشعراء الثورة المصرية، والثاني لانتصار الثورة التونسية، اكدت فعالياته اهمية دور الثقافة والفنون في دعم الثورات، حيث سلطت الضوء على أبرز شعراء وفناني الثورة الليبية، الذين رافقوا اندلاعها وشكلوا بنتاجهم نقلة نوعية في أحداث مسيرتها.

بطولات

ذكر مدير ادارة الثقافة بوزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية، فالح عجلان الهاجري، حول مشاركة الفنانين والشعراء والمثقفين الليبيين في مهرجان «انتصار الثورة الليبية»، انه «عندما أرادت قطر مشاركة شقيقتها ليبيا احتفالات النصر، لم تجد أفضل من مثقفيها وشعرائها وفنانيها، للمشاركة في إقامة مهرجان انتصار الثورة الليبية، تلك الثورة التي سطر فيها أحفاد المجاهد الكبير عمر المختار أروع البطولات، وسجل لهم التاريخ صمودهم في وجه أحد طغاة العصر الحديث». وقال إن «الأمة العربية تمرض، لكنها لا تموت، وان العصر الذي نعيشه لا مكان فيه للطواغيت».

وتقدم مشاركو مهرجان الانتصار، «شاعر ثورة 17 من نوفمبر»، الدكتور سعد العمروني، الذي قدم ما يزيد على 20 قصيدة في الثورة الليبية، أبرزها «يا طرابلس قوليله»، والشاعر علي الشحات الذي عانى الكثير من النظام الليبي السابق، والفنانة الليبية أسماء سليم التي سطع نجمها خلال أحداث الثورة، والفنان ميلود العمروني، و«فراشة الفن الليبي» عبير الترهوني، والفنان صالح الأبيض، وفرج عبدالكريم، والفنان الشعبي مصطفى البتير.

فعاليات منوّعة

تميزت فعاليات المهرجان الذي أقيم تحت رعاية وزير الثقافة والفنون والتراث، الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، بكثافة وتنوع فقراتها المقدمة، حيث جمعت في توليفة مميزة الأفلام الوثائقية والأغاني والأناشيد الحماسية، إلى جانب أشعار ثورية، ومشاهد تمثيلية جمعت ما بين الجد والهزل.

كما تضمنت فعاليات المهرجان أداء نشيد «سوف نبقى هنا»، للمنشد الليبي الدكتور عادل المشيطي، الذي انطلق مع بداية الثورة متنبئاً بسقوط الرئيس الليبي السابق معمر القذافي. وجمعت اغنيتان الفنان القطري علي عبدالستار والفنان الليبي أيمن الهوني، وذلك بعد 10 سنوات من اللقاء الذي جمعهما معاً في أوبريت «الحلم العربي». وشارك في الاغنيتين المشتركتين للفنانين «كورال» من الأطفال، وكانت الأولى بعنوان «شكراً يا شهيد»، والثانية «يالله» تحمل دعاء للشهداء، سيكون على حد قول عبدالستار «تظاهرة ثقافية تضامنية، ليس فقط مع ثوار ليبيا، وإنما مع كل الثورات العربية لتأخذ حيزاً إعلامياً جيداً».

وحصدت الفقرة الشعرية الأولى لـ«شاعر ثورة 17 من نوفمبر»، اهتمام وانتباه الحضور الذي تفاعل مع أشعاره الثورية، بالهتافات والتصفيق الحار، لاسيما مع القصيدة التي جسدت موقف مجموعة من الشعوب العربية من الثورة الليبية، بلهجاتها المتعددة، وهي السودان، مصر، تونس، الأردن، سورية، ودول الخليج العربية. والثانية للشاعر علي الشحات الذي قدم قصيدتين، الأولى تحدثت عن ليبيا ومعاناتها مع القذافي، ثم الثورة، في حين جاءت القصيدة الثانية رداً على أحد الشعراء الذي شكك في وضع منطقة «البريقة» التي كانت تشهد اشتباكات مع كتائب القذافي. وتوسطت الفقرتين الشعريتين أغانٍ للثورة الليبية، قدمتها أسماء سليم، مع أغنية خاصة مهداة إلى دولة قطر ثناءً على موقفها من الثورة، بمشاركة الفنان القطري عبدالعزيز جاسم الهيدوس عزفاً على العود.

وتركت الفنون المسرحية بصمة واضحة في المهرجان، حيث قدم ميلود العمروني عرضاً فردياً، بعنوان «شادي فيروز»، إلى جانب مشاهد من مسرحية ساخرة بعنوان «بوشفشوفة» تدور حول القذافي، جسد فيها شخصيته فرج عبدالكريم، ورافقته فيها عبير الترهوني، التي قدمت ثلاث شخصيات، زوجة القذافي، إحدى حارساته «عائشة 15»، ومقدمة لأحد مؤتمراته. وينتظر انطلاق المسرحية قريباً بمشاركة مجموعة من الفنانين الليبيين ووجوه جديدة.

أطفال ليبيا

ترك اطفال ليبيون بصمة واضحة في فعاليات المهرجان، تقدمهم الطفل يوسف الشيباني (11 سنة)، الذي قدم أغنيته الشهيرة «نبوا نعيش بحرية»، التي ظهرت مع بداية الثورة، هذا إلى جانب أطفال من مدرسة شاركوا في التقديم، ولم يقتصر حضورهم كجمهور، بل تعداه ليشمل مشاركات مختلفة، وقدم أطفال من مدينة «أجدابيا» أغنية حول التحرير، و«مليون شكر يا قطر». واختتمت فعاليات اليوم الأول من مهرجان «انتصرت ثورة 17 من فبراير»، بفقرات منوعة لفرقة شعبية جسدت التراث والفن الليبي التقليدي، برفقة الفنان الشعبي مصطفى البتير.

احتفاءً بالجابر

احتفى مهرجان انتصار الثورة الليبية، الذي اختتم فعالياته، مساء امس، على خشبة مسرح قطر الوطني في الدوحة، تحت عنوان «انتصرت ثورة 17 من فبراير»، بالشهيد علي حسن الجابر الذي كان رئيس قسم التصوير في قناة «الجزيرة»، الذي استشهد بثلاث رصاصات، في كمين تعرض له فريق القناة في منطقة الهواري جنوب غرب مدينة بنغازي. والقى عريف الحفل كلمة حول الشهيد، كما القى الدكتور سعد العمروني قصيدة عن الشهيد الجابري. وجسد العرض الفردي للفنان ميلود العمروني، بعنوان «شادي فيروز»، آلام الغياب، ومنها ألم غياب الجابر.

الأكثر مشاركة