المسكري: جائزة « أفــضل كتاب إماراتي » تقدير ومسؤولية
«فكرة أصبحت حلماً، ثم تحولت إلى حقيقة»، بهذا وصف الإماراتي خالد المسكري قصة فوزه بجائزة «أفضل كتاب إماراتي لعام 2011» من معرض الشارقة الدولي للكتاب عن كتابه «الدليل العملي للمراسلات في الأعمال»، وتكريمه من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وأكد المسكري أن التكريم كان أكبر مكافأة تعوّضه عن المجهود الذي بذله في تأليف الكتاب، الذي يعد الأول الذي يكتب باللغة الإنجليزية في مجال كتابة الأعمال والمراسلات، مضيفا لـ«الإمارات اليوم» أن «حصولي على تكريم بهذا المستوى الرفيع كان مكافأة غير متوقعة ومصدر فخر كبيراً لي، خصوصاً أن الكتاب الفائز هو أول مؤلفاتي، وهو ما يجعلني أنظر لهذا التكريم باعتباره مسؤولية تجاه الوطن الذي منحني هذا التقدير، وإلى المجتمع الذي ينتظر من كل فرد فيه ان يقدم أفضل ما لديه، وإلى الإبداع في جميع المجالات. وما أسعدني أكثر هو ان الفخر بهذه الجائزة لم يقتصر علي فقط، بل امتد لكل عائلتي، إذ اعتبر والدي الكاتب محمد المسكري، أن التكريم وسام على صدره هو أيضاً».
شباب يحتاج إلى دعم قال صاحب كتاب «الدليل العملي للمراسلات في الأعمال» خالد المسكري، إنه رغم وجود عدد من المؤسسات التي تدعم المواهب والمشروعات الوطنية لأبناء الدولة، إلا أن كثيرين من المواطنين لا يعلمون الكثير من هذه المؤسسات واختصاصاتها، ومجالات عملها، وكيفية التواصل معها لتقديم أعمالهم إليها، داعياً هذه المؤسسات إلى الانفتاح أكثر على المجتمع، والإعلان عن وسائل التواصل معها، والمجالات التي يمكن ان تدعمها، وطبيعة الدعم الذي تقدمه حتى توفر الكثير من المجهود والتخبط على الشباب، «فهناك الكثير من المواهب المواطنة التي تحتاج إلى الدعم والتوجيه، وللأسف بعضها يموت دون ان يصل أو يكشف عن نفسه». |
وأشار خالد المسكري إلى أن حصوله على جائزة «أفضل كتاب إماراتي لعام 2011»، يمثل حافزاً مهماً له ليواصل مشواره في الطريق نفسه، إذ يعد حالياً لكتابه الجديد الذي سيحمل عنوان «الدليل العملي في كتابة السيرة الذاتية»، بينما سيبدأ مع العام المقبل تقديم دورات تدريبية حول الكتابة في مجال الأعمال كتطبيق عملي لما تضمنه الكتاب، حتى يمكن لأكبر شريحة من الجمهور الاستفادة من المعلومات التي وردت في الكتاب.
كتاب مختلف
أوضح المسكري أن اتجاهه لتأليف الكتاب جاء خلال عمله في قسم التدريب والتطوير بإحدى الشركات الكبرى في أبوظبي، حيث وجد ان هناك كثيرين من العاملين معه لا يجيدون كتابة المراسلات الخاصة بالعمل، خصوصاً التي ترسل بالبريد الإلكتروني، رغم اجادتهم اللغة الإنجليزية، وكان بعضهم يطلب منه المساعدة في كتابة هذه المراسلات، بل لم يقتصر الأمر على زملائه في العمل وأصدقائه، فكان يتلقى طلبات مساعدة من أشخاص لا يعرفهم شخصياً، لكتابة رسائل خاصة بهم مثل طلب العلاج في الخارج، أو مرافقة مريض خلال فترة علاجه في الخارج، أو الحصول على ترقية أو غيرها، مرجعاً استعانة الآخرين به في هذا المجال إلى أن كتابة المراسلات المتعلقة بالعمل تتطلب مهارة وبلاغة معينة في صياغتها، والتي تلعب دوراً كبيراً في قبول الطلب او المراسلة.
وأضاف «مع الوقت أصبح لدي عدد كبير من الرسائل الخاصة التي يطلبها مني الآخرون، ووجدت ان دائرة من يتصلون بي لطلب المساعدة تتسع، ففكرت في أن أجمع ما لدي من معلومات ومعرفة بهذا المجال في كتاب حتى يستفيد منه أكبر عدد ممكن من القراء، وبالفعل بدأت العمل في الكتاب عام ،2007 وتطلب مني إنجازه ما يقرب من ثلاث سنوات، حتى أتممته».
وحول ما يتميز به «الدليل العملي للمراسلات في الأعمال» عن غيره من الكتب التي توجد في المكتبات، أوضح المسكري ان كتابه هو أول كتاب إماراتي يكتب باللغة الإنجليزية في هذا المجال، وهو يتجاوز كتباً أخرى كثيرة موجودة في الأسواق، تعتمد في الغالب على تجميع لأقوال وآراء أكاديميين ومتخصصين في المجال، «لكنني في هذا الكتاب لم أستخدم هذا الأسلوب، إذ قمت بقراءة عدد كبير من الكتب المتخصصة في الكتابات والمراسلات، وبدأت أخرج باستنتاجات خاصة بي، وأن أصنع اسلوبي المميز، كما لم أكتف في الكتاب بذكر الأساليب التي يفضل استخدامها، وتلك التي لا يفضل استخدامها، بل عمدت إلى ذكر الأسباب في كل حالة، وعملت على مراعاة خصوصية المجتمع العربي والإماراتي في أسلوب كتابة المراسلات، فهناك عادات وتقاليد في مجتمعاتنا لا توجد في الغرب، وبالتالي حرصت على مراعاتها ما يجعل الكتاب أكثر أهمية».
صعوبات عدة
أشار المسكري إلى أنه رغم تميز كتابه إلا أنه وجد صعوبات في إنتاجه وطرحه في الأسواق، خصوصاً انه تزامن مع بداية الأزمة الاقتصادية التي أثرت في العالم في مختلف المجالات، إذ كان قد اتفق على طباعة الكتاب مع إحدى دور النشر الغربية، ولكن الاتفاق لم يتم بسبب الأزمة، ما اضطره لطباعة الكتاب على حسابه الخاص، كما قام بتوزيع الكتاب في المكتبات بمجهوده الخاص. موضحاً أن «طباعة الكتاب تكلفت ما يقرب من 50 ألف درهم تحملتها بنفسي، وكنت أقوم بنفسي بالتواصل مع المكتبات الكبرى لتوزيعه، ولكن هذا الوضع تغير بعد فوزي بالجائزة، فقد تلقيت عروضاً مختلفة لطباعة الكتاب وتوزيعه، وهو ما قد ألجأ إليه في الطبعة الثانية منه، فقد شارفت الطبعة الأولى على النفاد، خصوصاً أن كثيراً من طلبة الجامعات في الدولة يعتبرون الكتاب مرجعاً في مجاله، كذلك استعانت به بعض المؤسسات لتدريب موظفيها على الكتابة والمراسلات العملية».