الفنان.. والآخر

أصالة قالت كلمتها وصمتت، لكن ما الداعي إلى أن تخرج فنانة مثل رغدة لتكيل لها الاتهامات، وتُعيّرها بمرض ابتليت به في طفولتها، وأن النظام السوري الذي هاجمته أصالة هو الذي تكفل بعلاجها، كأن علاج الأطفال من شلل يصيبهم منحة تتفضل بها الحكومات على شعوبها وليس واجباً ومقوماً أساسياً من مقومات وجود هذه الحكومات ومبررات استمرارها.

من الطبيعي أن تختلف الآراء من شخص لآخر وفقاً لميوله واتجاهاته ومعتقداته، ولكن تعنينا مواقف الفنانين الذين طالما اعتبرهم الجمهور رموزاً للحرية وداعمين للعدل تجاه الرأي الآخر، فالفن في جوهره إبداع، والابداع يقوم على التفرد والخصوصية وكذلك الحرية، فما بال أهل الفن يتناسون هذه القيم، كاشفين عن شخصيات دكتاتورية لا تقبل بالآخر، ولا تكتفي بالرفض، فتذهب إلى الاتهامات والإساءة والتجريح، في وقت باتت مجتمعاتنا في أشد الحاجة إلى نشر روح التسامح والمحبة والقدرة على الحوار وتقبل الآخر بعيداً عن التكفير أو التخوين والتهديد والإساءة. وعندما يعجز الفنانون والنخب، الذين يمثلون واجهة مجتمعاتهم، عن التحلي بهذه القيم، كيف يمكن أن نطالب العامة والبسطاء في مجتمعاتنا العربية التي تثقل الأمية كاهلها بالتحلي بهذه الصفات؟

الأكثر مشاركة