لقـطات شـغلت العالـــــــم 2011
عام ساخن بامتياز، هكذا يمكن ان يوصف عام ،2011 الذي يلملم أيامه القليلة الباقية ليودع العالم، بعد ان انهك الجميع بمفاجآته وأحداثه وثوراته وانقلاباته وكوارثه الطبيعية. أيضا يعد 2011 عاماً إعلامياً بدرجة كبيرة، حيث كان لوسائل الإعلام حضورها ودورها الفاعل في الأحداث، سلباً وإيجاباً. كما شهد تنامي دور وسائل الاعلام غير التقليدية وانتشارها بصورة فاقت الأعوام الماضية.
هنا نرصد أهم اللقطات التي نقلتها شاشات العالم طوال ،2011 بداية من الساحة المحلية وأهم اللقطات التي شغلت الشاشات المحلية، اضافة الى احداث كبرى في الوطن العربي والعالم:
مشهد الاحتفال الضخم الذي اقيم بمناسبة اليوم الوطني الـ40 لدولة الإمارات، الذي اقيم في مدينة زايد الرياضية بحضور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، واخوانه حكام الإمارات، وسط حضور ما يقرب من 60 ألفاً من مواطني الدولة والمقيمين على أرضها، وحضر الاحتفال حشد كبير من ممثلي وسائل الاعلام من مختلف أنحاء العالم تمت استضافتهم خصيصاً لتغطية الحدث الكبير، الذي تضمن فعاليات مبهرة، أما مشهد الختام الذي خفقت له القلوب ويعد من أبرز اللقطات على الشاشات المحلية في ،2011 فكان مشهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو يشارك مع عدد من الشيوخ، أبناء الوطن احتفالاتهم و«الرزفة» أمام الجمهور في صورة نادرة للتواصل والتداخل بين القيادة والشعب.
من المشاهد البارزة على الشاشات المحلية في العام الجاري، مشهد «روح الاتحاد»، هذا الشعار الذي نجح في ان يوحد بين الشاشات التلفزيونية المحلية، واكتست في ظله بالفعل ثوب المحلية، ونجحت في ان تستلهم روح الاتحاد عبر مجموعة متميزة من البرامج والتغطيات والفعاليات التي عكست فرحة المجتمع الإماراتي والمقيمين باليوم الوطني، كما كشفت ان اكتساب الشاشات الإماراتية هوية محلية ليس مستحيلاً.
فوز فرسان الإمارات بقيادة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بالميدالية الذهبية في سباق القدرة للتحمل الذي أقيم في ديسمبر الجاري ضمن منافسات دورة الألعاب العربية الـ12 في العاصمة القطرية الدوحة، كان من بين ابرز الاحداث الكبيرة في الامارات.
من المشاهد المؤلمة التي تابعها الجمهور في عام ،2011 مشهد وفاة لاعب الكرة الإماراتي ذياب عوانة، في حادث سير مروع، وهو الحادث الذي انطلقت معه حملة «أتعهد»، التي أطلقتها جريدة «الإمارات اليوم» لحث الجمهور على التوقف نهائياً عن كتابة الرسائل والمحادثات النصية أثناء القيادة، أيضا كان ذياب عوانة صاحب واحدة من أبرز لقطات عام 2011 الرياضية، بعد ان صنف الهدف الذي سجله بكعب قدمه من ركلة جزاء في مرمى لبنان، أثناء مباراة ودية فازت بها الإمارات على لبنان بستة اهداف مقابل هدفين، قبل بدء تصفيات كأس العالم، باعتباره أغرب أهداف العام.
أما الشاشة العربية فكانت أكثر حراكاً أو «انفجاراً» خلال عام 2011 الذي يعد بامتياز الأكثر سخونة بفضل ثورات «الربيع العربي» التي انطلقت بثورة الياسمين في تونس مع نهاية ،2010 وأتت أولى ثمارها في 14 يناير ،2011 بهروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى السعودية. وخلال الثورة التونسية تابع العالم مشاهد لا تنسى من أبرزها اشعال محمد البوعزيزي مفجر الثورة النار في جسده، احتجاجاً على القمع والقهر والبطالة التي يعانيها كثير من الشباب التونسي، ثم مشهد الرئيس التونسي وهو يزوره في المستشفى، بعد ان استشعر النظام خطورة الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد، ثم خطابه الذي ردد فيه «فهمتكم». ومشهد الشاب الثائر هو يحتضن أحد جنود الجيش التونسي بعد ان اعلن الجيش انحيازه للثورة. أما المشهد الأكثر تأثيراً فكان لشخص يصرخ في شوارع تونس الخالية من المارة في المساء «بن علي هرب.. عاشت تونس عاشت تونس».
مع 25 يناير كان الوطن العربي على موعد مع «ثورة اللوتس» التي اندلعت على ضفاف النيل في مصر، وعلى مدى 18 يوماً تابع العالم لقطات وثقت ثورة رسمت لنفسها ملامح خاصة ابرزها السلمية، والحضور النسائي الفاعل، واستخدام وسائل مبتكرة عبر بها الثوار عن مواقفهم ومشاعرهم مثل النكات والتعليقات المرحة والكاريكاتير والرقص والغناء. وأفرزت ثورة 25 يناير عدداً كبيراً من المشاهد التي تابعها العالم باهتمام شديد، وكانت مصدر إلهام للعديد من الأفلام القصيرة والبرامج الوثائقية التي عرضت على الشاشات او عبر «يوتيوب» ولعل من أكثرها انتشاراً كليب بعنوان «الثورة الضاحكة» قامت بإنتاجه قناة «بي بي سي»، ومن أبرز مشاهد هذه الثورة: مشهد المتظاهرين وهم يصلون الجمعة على جسر قصر النيل وسيارات الأمن المركزي تفتح عليهم خراطيم المياه، ومشهد الشاب الذي وقف بثبات نادر ليتصدى لخراطيم المياه. ايضا مشاهد سيارات مختلفة وهي تنطلق بين الثوار لتدهسهم في وحشية، ومشهد الخيول والجمال وهي تحاول اقتحام ميدان التحرير، وتصدي المتظاهرين لها في ما سمي «موقعة الجمل»، في حين كان اكثر المشاهد انتشاراً وتأثيراً مشهد اللواء عمر سليمان وهو يعلن تنحي الرئيس حسني مبارك عن الحكم، وتفويض المجلس العسكري لحكم البلاد، وانطلاق الاحتفالات في ميدان التحرير الذي أصبح مزاراً سياحياً لكل من يقصد مصر.
إذا كانت ثورة يناير في مصر اكتسبت طابعها الباسم من المتظاهرين والشباب انفسهم، حملت الثورة ليبيا التي انطلقت في 17 فبراير في بدايتها طابعاً كوميدياً افرزته خطب الرئيس الليبي السابق معمر القذافي التي تناقل رواد «يوتيوب» و«فيس بوك» مقاطع منها تحولت إلى أغنيات وفيديو كليبات مثل «زنفة زنقة»، و«من انتم». وخلال الثورة الليبية التي حملت طابعاً اكثر عنفاً، واستمرت لفترة أطول من نظيرتيها التونسية والمصرية، عرضت الشاشات مشاهد قاسية ودموية سببتها المعارك الطاحنة التي جرت بين النظام والثوار، وألقت بطابعها على مشهد النهاية، الذي تابع خلاله العالم مقتل القذافي، والجدل حوله.
بالتزامن مع ثورتي مصر وليبيا تابعت الشاشات ثورة اليمن التي مازالت تنتظر جني ثمارها، والتي مازال الثوار يتمسكون بسلميتها على الرغم مما يعانونه من عنف من قبل النظام.
لايزال العام يتابع أحداث الثورة السورية وما تفرزه من مشاهد اعتداءات وحشية على المتظاهرين. وتناقلت وسائل الإعلام مشاهد مؤثرة في الأحداث، من بينها استشهاد «ايقونة الثورة السورية» الطفل حمزة الخطيب، واستشهاد ابراهيم قاشوش الذي عرف بأنه «مغني الثورة»، اضافة الى مشاهد عديدة.
وعلى المستوى العالمي كان 2011 مليئاً بالأحداث والمشاهد التي تابعتها أنظار العالم في كل مكان عبر الشاشات من أهمها:
صور الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها اليونان في فبراير على إجراءات التقشف التي فرضتها الحكومة، والتي تضمنت العديد من مشاهد العنف بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب.
مشاهد الدمار الواسع الذي تعرضت له اليابان بعد الزلزال الذي ضربها في مارس ،2011 وتسبب في تسونامي الذي أودى بحياة أكثر من 15 ألفاً و800 شخص وتسبب في حدوث كارثة نووية بعد انفجار محطة فوكوشيما النووية.
من الأحداث القليلة السعيدة التي شهدها عام ،2011 مراسم زفاف الأمير وليام ابن الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني وكيت ميدلتون الذي أطلق عليه «زواج القرن»، حيث تابعه سكان الكرة الأرضية بشغف شديد يستدعي إلى الذاكرة اهتمام العالم بمتابعة زفاف والدي الأمير ويليام الأمير تشارلز والأميرة الراحلة ديانا.
فوجئ العالم في بداية شهر مايو الماضي، بالرئيس الأميركي باراك أوباما يعلن في تصريح له بثته شاشات التلفزيون، مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان، اثر غارة شنتها القوات الأميركية على مقره، لكن غابت صور تنفيذ العملية، كما لم يتم عرض صور للجثة، وهو ما افسح المجال لانتشار صورة لجثة مشوهة انتشاراً واسعاً على الانترنت باعتبارها جثة بن لادن، ولكن تم تكذيب الأمر.
في سياق الاحتجاجات والمتظاهرات، تابع المشاهدون أحداث احتجاجات حركة «احتلوا وول ستريت» ضد السياسات الاقتصادية التي تتحكم في العالم وتزداد قسوة على الفقراء ودول ما يسمى العالم الثالث، مطالبين بنظام اقتصادي أكثر انصافاً في العالم.