ضمن نشاطات اتحاد الكتّاب
معتوق وأبوبكر.. أمـسـية بلا شراكـــة شعرية
استضاف نادي الشعر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، في مقره على قناة القصباء في الشارقة، أول من أمس، الشاعرين سعيد معتوق من الإمارات، وعبدالله أبوبكر من الاردن، في أمسية شعرية تجاذبها نمطان متباينان من الكتابة، اجتمعا بطريقة غير مدروسة على المنصة ذاتها، فبين الإفراط في اللغة العادية في كتابات سعيد معتوق التي افتقرت للمجهود اللغوي، والخبرة الفنية، وبين الحداثة البالغة في قصائد أبوبكر، التي اتكأت على مخيال شعري ناضج وقاموس لغوي ثري، لم يجد الحضور بداً من التعبير بتمتمات (صاخبة أحياناً ومسموعة)، عن انطباعات «نقدية» عفوية وبسيطة، بين السخط والرضا.
سعيد معتوق عضو نادي الشعر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وصاحب ديوان «ناي حياتي»، قدم مجموعة قراءات اتسمت «بالحمولة الأخلاقية» والإنسانية العالية، وأثقلها منسوب الوعظ والإرشاد فيها، والتي يحتاج المتلقي إلى «جرأة كبيرة»، لكي يستطيع تصنيفها فنياً ضمن جنس القصيدة، لكن الكاتب استطاع ومن دون جهد كبير أن يكسب تعاطف الحضور مع شخصه المتواضع والرقيق، خصوصاً مع ارتباكه الواضح في الإلقاء، وصوته الخفيض والعجول.
الفضاء المسيّج بالورع، الذي خلّفته قراءات معتوق، لم يجعل الشاعر عبدالله أبوبكر، الكاتب والصحافي في جريدة «الخليج» الإماراتية، يتورع عن قراءة عدد من قصائده القصيرة التي ذهبت الى مناخات أخرى، لا تتقاطع ولو في الحد الأدنى مع فضاءات شريكه في الأمسية، إذ نحت قراءاته وباندفاع واضحٍ إلى موضوعات الجسد وأشواق الحياة، بجماليات فنيةٍ جريئة، كان واضحاً تمكن الشاعر المولود أواسط الثمانينات منها. وقدمت الأمسية مسؤولة الأنشطة في الاتحاد جميلة الرويحي، وأدارها الكاتب والصحافي وائل الجشي.
ومن قصيدة «القصيدة» لـ «أبوبكر»:
أرضٌ وأفقٌ
ثوابٌ وإثمٌ
جهنّمَ إن شئتَ كانتْ
وإن شئتَ كانت لشاعرها كالطريدةْ
فأي الرصاصِ يصيبُ ليحيي
وأي الرصاصِ
سيخطئ صدر النصوصِ العديدهْ
إذا الشعرُ يوماً
أرادَ الحياةَ
فلابدّ من ميتة..
في القصيدةْ!
ومن قصائد معتوق:
تـمريـن طيـفا لأمطـر شعـرا
سخي الهوى
في رحـاب الصفـاء
ودفـؤك
يرنو اليه الفـؤاد
يرى في ثـناياه رجـع الغـناء
تـمريـن
حـتى أرى كيف تـنجـبـني بسـمتي
اذ تـزيـح شـقائي
كأنـك داري
بغـيرك دنـياي منـفى
اليـك مآل الهنـاء
تمرين مثـل مرور النسـيم عـلى الروض
طـيـبة الاحـتواء
ليصبـح بعـضي بـيت القـصيدة
ألقـيه في ملتـقى الأصدقـاء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news