«أبوظبي للثقافة» تنهي صيانة معرض قلعة الجاهلي في العين
أنهت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خلال الأشهر الأربعة الماضية أعمال الصيانة في معرض قلعة الجاهلي بالعين، وقام فريق من الحرفيين بالتمركز في القلعة، وذلك للقيام بالخطوات الرئيسة لعملية الصيانة والترميم للأرضيات. وكانت الهيئة قد أكملت في عام ،2008 مشروع إعادة الاستخدام لجزء من القلعة وتحويله لمعرض، حيث تم تحويل ثلاثة أجنحة إلى مركز معلومات للزوار ومعرض دائم للرحالة مبارك بن لندن (ولفريد ثيسيغر) ومعرض مؤقت، وهدف المشروع إلى تقديم تجربة مميزة لا تنسى للزوار من خلال الجمع بين التكنولوجيا الحديثة لخلق بيئة مريحة والمعروضات وخلق تجربة أصيلة للعمارة الطينية التقليدية من الأسطح الطينية وجذوع وجريد النخيل للأسقف، ورغم كون هذا الخيار من استخدام هذه المواد التقليدية خياراً معقولاً في منطق الحفاظ على المبنى، لكنه سبب تحدياً آخر في صيانة هذه الأسطح والعناصر.
وتتكون كل من أرضيات المعرض ومركز الزوار من ثلاث طبقات من الطين وطبقة من الشمع الواقي، وكما هو معلوم فإن الطين بطبيعته يعتبر مادة هشة وتحتاج لصيانة ومتابعة دورية، وعلى الرغم من كون الطبقة الشمعية قد ساعدت لتقليل سرعة تدهور الأرضيات، إلا أنّ العدد الكبير لزوار القلعة من السياح أو من الحاضرين للفعاليات الخاصة أسهم في تسريع تدهور هذه الأرضيات.
وترصد إدارة الترميم التابعة للهيئة وبانتظام حالة الأرضيات والعناصر التقليدية في القلعة، حيث يتم تقييم حالة الأرضيات وتسجيل ذلك من خلال الصور والرسوم، ومن أهم المشكلات التي تم رصدها على أرضيات القلعة كانت الشقوق والفتحات في الأرضيات وفقدان طبقة الشمع أو الطين، وبعد ذلك تم تحديد جدول زمني للقيام بعملية صيانة وترميم شاملة وكاملة للأرضيات والتنسيق مع الأطراف المختلفة.
تطلبت أعمال الصيانة تسوية الأرضيات، ووضع الطبقة الثانية من الطين، ووضع الطبقة الأخيرة والرقيقة من الطين، ووضع الطبقة الشمعية الواقية، ويجب على كل طبقة من هذه الطبقات أن تكون في حالة جفاف تام قبل أية خطوة تالية، ويطلب تنفيذ الطبقات المختلفة وقتاً طويلاً وجهداً شاقاً في مكان ضيق في صالات العرض خلال فترة الصيف الحارة، وقد تم صون وترميم نحو 350 متراً مربعاً من الأرضيات بوساطة حرفيين وعمال.
وتعتبر قلعة الجاهلي واحدة من أهم قلاع العين، وأبوظبي، لما تحتويه من عناصر معمارية فريدة ببرجها الدفاعي المتدرج، والمخطط الأرضي المتميز، وكذلك ارتباطها الوثيق بتاريخ أسرة آل نهيان، الذين استخدموها للسكنى وكمركز حكم للمنطقة، وبنيت القلعة في عام 1898 في عهد المغفور له الشيخ زايد الأول، ومرّ المبنى بتغييرات مهمة عدة. وستقوم إدارة الترميم بتنفيذ عملية تفتيش ومتابعة دورية لهذه الأرضيات، وفي حال تطلب الأمر، فإنها ستقوم بعملية إصلاح سريعة ومحددة حتى يحين موعد دورة الصيانة الشاملة المقبلة.