ستيفن سيغال في « شاعر المليون »
مفاجأة غير متوقعة شهدتها الحلقة الثانية من برنامج «شاعر المليون»، حيث كان الفنان العالمي ستيفن سيغال بين حضور الحلقة التي اقيمت مساء أول من أمس، على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، حيث تابع مع زوجته المنافسة كاملة بين شعراء الحلقة الثمانية. الطريف ان الشاعر الكويتي وعضو لجنة تحكيم مسابقة «شاعر المليون» حمد السعيد، رحب بسيغال على طريقته الخاصة، عارضاً عليه الدخول في محاورة شعرية بينهما، ورحب سيغال بالتحدي الذي لو حدث سيكون الاول من نوعه.
شهدت الحلقة في بدايتها تأهل الشاعر الكويتي مبارك حجيلان العازمي، ومواطنه فلاح بن ذروه الهاجري، من شعراء الحلقة الماضية، بينما شهدت في نهايتها تأهل الشاعر البحريني عبدالله خالد الخالدي والشاعر السعودي علي البوعينين، بعد منحهما بطاقتي التأهل من لجنة التحكيم التي تضم كلاً من سلطان العميمي ود. غسان الحسن وحمد السعيد.
تحليل نفسي في فقرة التحليل النفسي التي تم استحداثها هذا العام؛ تحدثت د. ناديا بوهنّاد عن شعراء الحلقة، محللة حركاتهم ولغات أجسادهم، فقالت: إن «الشاعر حمود يملك حضوراً جيداً، وقد بدا أثناء صعوده خشبة المسرح مستعداً، وكانت حركات يده متناسبة مع القصيدة، لكنني لاحظت إحساسه بالضيق، أما البقمي إلى جانب حضوره الذي كان جيداً، كانت كذلك ابتسامته جميلة، ومآخذي عليه إمساكه الغترة كثيراً، ما يدل على عدم الراحة، وكذلك قلقه الواضح في حركة اليد، وحك جبهته، وحركة قدميه على الأرض، وقد لاحظت أنه أمسك يديه، وهو دليل على شعوره بالحصار، في حين كان حضور الشاعر الخالدي قوياً جداً، وكان يرتاح كلما تقدم الوقت، وقد عبرت لغته عن محتوى القصيدة، وكانت جلسة الشاعر تدل على الرضا، خصوصاً حينما كانت اللجنة تدلي برأيها، ومن صفات الشاعر علي البوعينين حضوره الجيد، وحماسه، فلم يكن قلقاً، وقد لاحظت أنه كان يضغط على شفتيه خلال استماعه رأي اللجنة، أما الأكلبي صاحب الحضور الجيد، فقد كان مستعجلاً في إلقاء النص، كما كانت حركته كثيرة، والشخص الوحيد الذي كان رأيي فيه إيجابياً هو علي عليان العدوان، فحضوره كان ممتازاً، وكان يبدي حماساً وحيوية ». أما من استطاع تحفيز الجمهور وزيادة تفاعله، بحسب بوهناد، فهو غالب جزيلان. |
بنص «مهذب» كما وصفه حمد السعيد، جاء تأهل الشاعر البحريني الشاعر عبدالله خالد الخالدي، الذي قدّم نصه «وطن وافي ومطعون»، الذي تحدث فيه عن الاحداث والاضطرابات التي شهدتها البحرين خلال العام الماضي. بينما كان الوفاء هو طريق الشاعر السعودي علي البوعينين التميمي للتأهل وانتزاع إعجاب اللجنة والحضور، بعد ان قدم قصيدة رثاء في الشاعرة الراحلة مستورة الأحمدي التي شاركت في «شاعر المليون» الموسم الرابع، وبلغت فيه مراحل متقدمة، وكانت قد أصدرت لها أكاديمية الشعر ديوان «حروف لا تجر» الذي ضم 62 قصيدة تراوحت أغراضها بين الوجداني والاجتماعي والوطني، وقد استعار التميمي لرثائيته كلمات الأحمدي التي وضعتها على حائطها في الـ«فيس بوك» قبل مغادرتها الحياة في 3 أكتوبر 2011 عن عمر يناهز الـ35 عاماً: (تنفسوا بعمق.. شهيق.. زفير.. فكل ملذات الدنيا تقف عندما تتعثر أنفاسنا، قبل أن تتشبع الرئة بما فيها من أوكسجين.. وما زلنا بخير ما دامت لم تقف الحياة بعد.. احتراماً لعجزنا عن التنفس).
امتازت حلقة البرنامج التي جمعت بين ستة شعراء هم: عبدالله خالد الخالدي من البحرين، وعبدالله مرهب البقمي من السعودية، وعلي البوعينين التميمي من السعودية، وعلي بن مغيب الأكلبي من السعودية، وغالب جزيلان من اليمن، وحمود بن عوينه العازمي من الكويت، وعلي عليان العدوان من الأردن، وفلاح محمد عبيد العجمي من الكويت، بالتنوع الكبير في القصائد التي قدمها الشعراء وأغراضها الشعرية، ومن القصائد اللافتة تلك التي قدمها الشاعر علي بن مغيب الأكلبي تحت عنوان «خليفة زايد» التي ألقاها في مديح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وما يمتاز به من صفات ومآثر متعددة، متطرقاً إلى دور المغفور له الشيخ زايد في قيام الاتحاد، وفي تعليقه على القصيدة قال د. غسان: بشكل عام تحد قصائد المديح من شاعرية الشاعر، خصوصاً إذا كانت الشخصية الممدوحة ذات منصب كبير، لكن الشاعر حلّق بشاعريته، وذلك لما يتمتع به الممدوح من صفات حسنة ذهب إليها الشاعر، سواء المادية منها أم المعنوية، وبناء على ذلك جاءت القصيدة مترعة بأشياء جميلة، وبمحسنات إضافية.
وقدم الشاعر عبدالله بن مرهب البقمي قصيدة «الشعر والمجد»، تناول فيها العلاقة بين الشاعر والقصيدة، وموضوع بحث الشاعر عن المجد والخلود، والحضور والغياب، بحسب ما أشار سلطان العميمي. وعن الشعر والشاعر جاءت كذلك قصيدة الشاعر حمود بوعوينه العازمي التي وصفتها لجنة التحكيم بأنها حملت من الصور الشعرية ما يوضح مقدرة الشاعر، لكن الموضوع الذي لجأ إليه الشاعر مكرر وغير لافت، وهو ما ينطبق على بعض المفردات في النص.
وحول الوطن وهمومه جاءت قصيدة الشاعر علي عليان العدوان بعنوان «موعد تحت المطر». الوطن أيضاً كان موضوع قصيدة الشاعر اليمني غالب أحمد جزيلان، الذي ألقى قصيدة في حب اليمن، وكذلك في حب الذات، بعنوان «الصدمة».