168 فعالية من 18 دولة ونجوم من أرجاء العالم

العالم يتحاور في أبوظــــبي

من اليمين عبدالعزيز المسلم وطوني هول وهدى كانو وحسن المسعود وأمنيه طاهر. من المصدر

168 فعالية تستمر على مدى 27 يوماً، قائمة كبيرة من الأنشطة يقدمها «مهرجان أبوظبي» هذا العام في دورته التاسعة التي تقام في الفترة من 11 مارس إلى 6 أبريل، تحت شعار «العالم في حوار»، بمشاركة 18 دولة، وبرنامج حافل بالنجوم والمبدعين، كما تحل المملكة المتحدة ضيفَ شرف لدورة هذا العام. وأشارت مؤسسة «مجموعة ابوظبي للفنون»، ومديرة المهرجان هدى كانو، إلى أن «أهم ما يميز المهرجان هذا العام انه يرحل بجمهوره في رحلة عبر الماضي العريق للحضارة العربية التي امتدت من الأندلس حتى بلاد السند والصين، وتركت للبشرية من الفنون والعلوم ما لم تتركه حضارة، عبر مبادرة (بيت الفارابي)، التي تحتفي بالفارابي المعلم الثاني بعد ارسطو، واستاذ ابن سينا، وهو المعلم الذي حفر دروب الانفتاح على فكر الآخر، ووضع كتاب الموسيقى، واخترع آلة القانون، وذلك بهدف معرفة التاريخ والاستعانة به على خوض سباق العلم والفكر والتكنولوجيا بالمقدرة التنافسية المطلوبة اليوم، ليكون العالم العربي جزءاً فاعلاً في نهضة الفكر العالمي». لافتة إلى أن برنامج «بيت الفارابي» يتضمن أمسيات عدة تترجم توق «مهرجان أبوظبي» إلى نور المعرفة من أبرزها امسية عن حكايات إماراتية للباحث في التراث الإماراتي عبدالعزيز المسلّم، وفي الشعر والموسيقى، سيتم تقديم رحلة في عالم المقامات مع أنور أبو دراغ، ووقفة مع «أثر الشرق» لغوكسل باكتاغير، وفي اطار تكريمه للفكر والإسهام العربي المتجدد في منجز الحضارة العالمية، يطرح «بيت الفارابي» كتاب «أحلام عازف الخشبة»، الذي يوثّق المنجز الموسيقي لأستاذ العود العربي نصير شمة، إلى جانب إصدار الألبوم الغنائي«لأني أحيا» الذي يضمّ روائع الشعر العربي من الحلاج حتى أنسي الحاج، من تأليف السوبرانو هبة القواس، وأيضاً إصدار الألبوم الموسيقي تأليف الفنان الإماراتي الشاب فيصل الساري الذي يجمع بين الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز.

وأوضحت كانو في المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس، في «قصر الإمارات» في ابوظبي، معرض «تجليات النور» للفنان العراقي حسن المسعود الذي يجمع بين الشرق والغرب عبر رحلة الحروفية العربية، ويلقي المعرض الضوء على مجموعة مختارة من أعمال الفنان الحروفية بعضها على القماش، إضافة أيضا إلى فعاليات «رواق الفكر» التي تمثل رهانَاً على المستقبل بتحفيز التفكير الإبداعي والحوار، عبر محاضرات عدة منها «الدبلوماسية الثقافية»، و«الإبداع في التعليم»، و«الأندلس معبرٌ للتأثير العربي على الغرب»، ويخصص المهرجان وقفة مع «الموسيقار الراحل وليد غلمية.. حضارة وأثر»، وأخرى مع النحات الراحل محمد غني حكمت تحت عنوان «تاريخٌ في النحت».

جوائز المهرجان

وذكرت هدى كانو أن جائزة مهرجان أبوظبي 2012 سيتم منحها للموسيقار الراحل وليد غلمية تقديراً لدوره، عبر مسيرة المهرجان وأثرِهِ كأحد أهم أعلام الموسيقى العربية، كما يقدّم المهرجان (جائزة الإبداع) من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون إلى طلبة جامعة الإمارات عن تميّزِهم في القيادات الإعلامية الشابة وبرنامج ابتعاث الطلبة، في إطار مبادرة جامعة نيويورك لتعليم الأداء والدراما.

وأضافت كانو «مهرجان أبوظبي مهرجان بلاد الخير، ومن وحيِ قيمِها، يتبرّع كعادته كلّ عام لمصلحة المؤسسات الخيرية والمجتمعية، ويخصّص قسماً من عائداته لكل من: مبادرة القلب الشجاع (لبنان)، التي تؤمّن الدعم اللازم لإجراء عمليات جراحة القلب للأطفال المرضى، وبرنامج تعليم الفنون لأكثر من مليون طفل في سبع دول عربية في إطار برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة».

ويكرم البرنامج المجتمعي الخاص بمهرجان أبوظبي 2012 روحية وجوهر «بلاد الخير» الإرث الكبير للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويبني جسور التواصل بين مختلف الثقافات في الإمارات السبع، كما يدعم الحفاظ على الحرف اليدوية التقليدية والفنون التًراثية الشعبية ومن بينها الشعر والموسيقى، منطلقاً من الإيمان بالدور الحيوي والفاعل للفنون والثقافة في المجتمع بحيث تشارك في فعالياته جميع شرائح المجتمع الإماراتي، ما يوفّر فرصاً جديدة في ميادين الفنون والإبداع، كما تقدم الدورة التاسعة للمهرجان فعالية الحكواتي «حكايات الطنبوري» في جولة في المنطقة الغربية والإمارات الشمالية، ويقدمها الحكواتي أحمد يوسف وفرقته.

برنامج متميز

البرنامج الرئيس للمهرجان يضم كوكبة من نجوم الغناء والموسيقى من بينهم: عازفة «السيتار» الأولى في العالم انوشكا شنكر، وعازف الكمان العالمي وسفير اليونيسكو للنوايا الحسنة مكسيم فنغيروف، برفقة اوركسترا سانت بطرسبرغ الفلهارمونية بقيادة يوري تيميركانوف، ومن العالم العربي يأتي الفنان العراقي نصير أشمة، ليجتمع مع كبار الموسيقيين العالميينأ من إيطاليا، وإسبانيا، والولايات المتحدة، واليونانأ وكولومبيا،أ في رحلة ساحرة أإلى عوالم الإيقاع العذب والطقوس الموسيقية التي تعكس ما للموسيقى من تأثير في تعزيز لقاء الثقافات، وبالتعاون مجدداً مع أوبرا المتروبوليتان، ويستضيف المهرجان هذا العام عرض «ملحمة فاغنر»، الذي يعرض طوال أيام العطلة لأسبوعين متتاليين، يشارك فيه كل من بريان تيرفل «ووتان»، وديبورا فويت «برونهيلد»، وجوناس كاوفمان «سيغموند»، بقيادة جايمس ليفين، وإخراج روبرت ليباج، وهو يشتمل على إنتاج المتروبوليتان عامي 2010 و2011 للأعمال داس رينغولد، وداي والكر، وسيغفريد وغوترداميرنغ. وبعد النجاح الذي حققه عرض مسرحية «ماكبث» في مهرجان أبوظبي العام الماضي، تعود «غلوب إديوكيشن» في «شكسبير غلوب» إلى أبوظبي لتقدم عرضاً حصرياً لمسرحية «حلم ليلة منتصف صيف» للشباب والطلبة، سعياً إلى إحياء الإرث المسرحي الشكسبيري الملهم.

شرق وغرب

يجتمع سحر الشرق مع ابداع الغرب في عرض للرقص المعاصر يقدمه مصمم الرقص العالمي المغربي الأصل سيدي العربي شرقاوي، برفقةأ أنتوني أغورملي، الحائز جائزة «تيرنر»، و17 من رهبان أمعبدأشاولين أفي الصين.

كما تقوم فرقة باليه SemperOper وأوركسترا «هانوفر الفلهارمونية» بتقديم عرض «لاسبايادير» التي ألفها ماريوس بيبتيبا عام ،1877 وهي مستوحاة من قصيدة هندية يتم عزفها على ألحان لودفيغ مينكوس.

ومن الدولة ضيفة الشرف يستضيف مهرجان أبوظبي هذا العام دار الأوبرا الملكية في أول تعاون لها مع مهرجان عربي، حيث تقدم من انتاجها عرض «الصديق الحبيب» الذي كتب حواره السير رونالد هاروود، مصحوباً بموسيقى تشايكوفسكي ويتضمن مؤدين من فرقة الباليه الملكية. ومن الاستعراضات إلى أمسيات الغناء حيث تحيي أمسية الجاز النجمة العالمية والمغنية والشاعرة ناتالي كول الحائزة تسع جوائز غرامي ابنة أسطورةأ الجاز نات كينغ كول، التي ستقدم عرضها الأول في أبوظبي. ويحيي المطرب فضل شاكر أمسية الطرب العربي الأصيل «ليلة مع الأساطير» التي سيقدم فيها أغنيات لطالما ملأت الدنيا طرباً ونغماً من روائع أم كلثوم ونجاة وصباح وفريد الأطرش.

تويتر