«بيضة النعامة».. جدل حول الشكل والمضمون

لم يقف الجدل حول رواية «بيضة النعام» للكاتب رؤوف مسعد عند مضمونها الذي قوبل بانتقادات واسعة بعد صدروها في تسعينات القرن الماضي، بل امتد الجدل إلى الصعيد الفني، إذ اعتبر نقاد «بيضة النعام» بعيدة كل البعد عن التصنيف الذي وضعها المؤلف تحتها (رواية)، مشيرين إلى أنها تتجاوز كونها جزءاً من سيرة ذاتية للكاتب المصري.

أثارت الرواية عقب صدورها تحديداً في عام 1994 نقاشا كبيرا، إذ رأها البعض عملا فضائحيا، يغوص في التركيز على الجسد الأنثوي والذكوري، ويلج مناطق شديدة الحساسية، ما جعل الرواية محظورة في بلدان عربية عدة، وصودرت نسخ منها في كثير من المكتبات، ما دفع الكاتب إلى الهجرة والإقامة في هولندا بشكل نهائي.

وقال الناقد العراقي عبدالله إبراهيم، ملخصاً مزالق الرواية على مستوى الشكل أو المضمون «ينجز رؤوف مسعد سيرة روائية انتهاكية، ثمة أفعال انتهاكية تنتظم النص من أوله، إذ يفتتح بممارسة شاذة تدل على انتهاك عرف أخلاقي، ويختتم بمشهد العودة الى الطبيعة في بكارتها الأولى، وهو انتهاك للثقافة. وبين الافتتاح والختام، يكون نص (بيضة النعامة) نفسه في تعارض بنائي وأسلوبي ودلالي مع قواعد النوع الروائي، النوع السيري، لكنه ينتزع من خضم تلك التعارضات هويته النصية بوصفه سيرة روائية يتمثل الخروج على النوع الروائي بتهشيم متقصد للبناء التقليدي، وحساراته الزمنية والمكانية، ولطرائق السرد الشائعة التي تحل محلها باقة متنوعة من المستندات الشخصية كالمذكرات والسيرة والمدونات الذاتية والتجارب والاسفار والرحلات، وكل هذه المكونات تندرج في النص بلا نظام، لكنها تضفي عليه تنوعا باهرا».

وأضاف إبراهيم في تحليله الذي نشر في مجلة «نزوى» العمانية «يريد المؤلف أن يبحث في مشكلة الجسد، وذلك يقتضي كتابة تاريخ روائي لجسده هو الذي يكون حضوره ميهمنا منذ الطفولة، فالمنفى، فالسجون، والكتابة عن الجسد واكتشافه في ضوء خبرة مغايرة للأعراف القائمة أمر يدرج هو ذاته ضمن الانتهاك، والى ذلك يشير المؤلف بوضوح في تصدير الكتاب».

الأكثر مشاركة