«وفاء للأجداد والبحر» تؤهل الرميثي
استطاع الشاعر الإماراتي راشد الرميثي ان يحجز ثاني مقعد إماراتي في المرحلة الثانية من مسابقة «شاعر المليون» بعد أن حصل على بطاقة التأهل من لجنة تحكيم المسابقة في الحلقة الخامسة من البرنامج، التي أذيعت مساء اول من أمس على قناة ابوظبي الإمارات في بث مباشر من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي. كما تأهل الشاعر الكويتي بدر الحمد المحيني. بينما تأهل من شعراء الحلقة الماضية كل من القطري ناصر الوبير، والسعودي علي الغامدي بعد حصولهما على أعلى نسبة من تصويت الجمهور.
جاء تأهل راشد الرميثي من خلال قصيدة بعنوان «وفاء للأجداد والبحر»، استلهم فيها اجواء التراث الإماراتي والعلاقة الوطيدة التي جمعت بين الانسان والبحر في الإمارات، في حوارية اثنت عليها لجنة التحكيم التي تضم سلطان العميمي والدكتور غسان الحسن والشاعر حمد السعيد. كما ربط بين البحر والمسابقة، عبر رموز مميزة تعرض خصوصية البيئة البحرية الإماراتية، وتاريخ عائلة الرميثي المعروفة في الإمارات بعلاقتها بالبحر، وحياة أهل البادية في ليوا. وتميزت القصيدة بخصوصية مفرداتها، وبابتعاد صورها عن الصياغات الجاهزة، بحسب ما ذكر سلطان العميمي في تعليقه على القصيدة.
بينما قدم الشاعر بدر الحمد المحيني قصيدة من نوعية السهل الممتنع، وقف فيها بين الرمزية والحداثة والتقليدية، بحيث جاءت مشرعة على التأويل، لتفتح المجال امام المتلقي لتفسيرها وفق ما يراه، كما أوضح حمد السعيد في تعليقه عليها.
الحلقة التي جمعت بين ثمانية شعراء هم: عبدالله السميّن الحربي، ومحمد عبدالله الزعبي، ومشعل دهيّم الظفيري، من السعودية، بالإضافة إلى ثلاثة شعراء من الكويت: أنور النفيخ العازمي، وبدر حمد المحيني، وحمود بن قمرا المري، وإلى جانبهم الشاعران راشد أحمد الرميثي من الإمارات، وأحمد شحادة الخميسي من سورية. الحلقة اتسمت بحرص الشعراء المشاركين على طرح قضايا حساسة مرتبطة بالمجتمعات العربية، كما قال غسان الحسن. وهو ما انطبق على قصيدة الشاعر عبدالله السميّن الحربي «الشباب وإجحاف بعض الكتاب» التي تطرقت إلى مشكلات الشباب ومعاناتهم بأسلوب نقدي مهذب.
بينما تناول الشاعر أنور العازمي، في قصيدته «الأوضاع التي تعانيها الأمة العربية»، في نص اتسم بالرمزية والانفتاح على التأويل، إلى جانب تماسكه فنيا وموضوعيا.
والقى الشاعر أحمد شحادة الخميسي نصا وطنيا بعنوان «الهروب نحو الأعلى» نجح في تصوير الهم العربي، بحسب غسان الحسن. بينما أشار العميمي إلى انه على الرغم من الحزن البادي في القصيدة إلا أنها جميلة، وتحفل بشاعرية كبيرة، وفيها إبداع شعري، وعناصر ومفردات دالّة على الحياة. في حين كانت قضية فلسطين هي محور قصيدة الشاعر حمود بن قمرا المري، جاءت في هيئة حوارية تعتبر من أبسط أنواع الحواريات، كما أشار الحسن، مضيفا «لكن الشاعر بدا متصنّعاً حين شخّص محاوره (الشايب)، أما حينما حاول تقسيم الفكرة فقد كان هدفه الابتعاد عن رتابة من الممكن أن تصيب البناء».
بينما أثنى حمد السعيد على تفاعل الشعراء في هذه الدورة مع قضاياهم، مشيدا بالأسلوب القصصي الجميل في النص الذي يشد انتباه المتلقي، فقد طرح الشاعر موضوعاً مطروحاً أصلاً لكن بطريقة مغايرة. وقدم الشاعر محمد عبدالله الزعبي قصيدة عاطفية، رأت فيها اللجنة نصا جميلا، جاء فيه الحب شاملاً ومقيماً ومتنوعاً بين حب الذات وحب القبيلة والديرة والحبيبة والمسابقة.
وتحت عنوان «فكر هدام»؛ قدم الشاعر مشعل دهيّم الظفير، قال عنها حمد السعيد، «توجد جرأة واضحة في النص الذي تطرق إلى قضية مهمة»، لافتا إلى أهمية أن يكون النص الشعري ناضجاً، ويسهم في تنوير العقول كما هو الأمر بالنسبة لنص مشعل الذي جاء في غاية الروعة والوعي، على حد تعبير السعيد.
يذكر أن برنامج «شاعر المليون» يقدم بإشراف هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، ويقدمه كل من حسين العامري وحصة الفلاسي، بينما يقدم الاعلامي عارف عمر استديو التحليل النفسي الذي تقوم به الدكتورة ناديا ابوهناد.