هدى الخطـــيب: «اللهجة البيـضـــاء» نتائجها سوداء
«يتحدثون عن لهجة بيضاء يمكن أن تكون بديلاً عن اللهجة الإماراتية في الدراما المحلية من أجل التسويق، لا أعتقد أن اللهجة التي يمكن أن تحل بديلاً للهجتنا الأم لا تكون سوى سوداء، وتبييضها مجرد خدعة لأسباب في نفس مروجي تلك المغالطة». بهذه النبرة من الاحتداد، تدافع الفنانة الإماراتية، هدى الخطيب، عن وجهة نظرها، التي تدعو فيها المخرجين والمنتجين إلى عدم الاستعانة بممثلين لا يجيدون اللهجة الإماراتية. واضافت الخطيب «بعض الجهات الإنتاجية تتحجج بأنها تلجأ إلى لهجة خليجية بيضاء، محل الإماراتية المحلية لأهداف تسويقية، لكن الحقيقة ان اللهجة التي تلغي لهجتنا الإماراتية الأم لا يمكن أن تكون سوى سوداء، إذا ما أصروا على أن اللهجات ألوان، لكنه في النهاية تبرير تقف وراءه أهداف غير معلنة». وأكدت الخطيب أنها لا تعني بدعوتها هذه إقامة حواجز بين اللهجات الخليجية او العربية عموماً، بقدر ما تدعو إلى عدم تشويه أصالة اللهجة الإماراتية، مضيفة «مرحباً بكل الفنانين الخليجيين والعرب في أعمال إماراتية مشتركة، تماماً كما يتم الترحيب بنا في أعمال خليجية وعربية على نحو غير مسبوق في المراحل السابقة، ولكن على الجهات الانتاجية أن تكون واعية بشأن سلامة اللغة، فمن الثري للعمل أن يتلقى المشاهد لهجات غير مشوهة، فيتأكد الممثل من إجادته للهجة غير الأصلية له الذي يتحتم دوره أن يؤديها، أو يتمسك بلهجته الأصلية».
انفتاح الجمهور
مظلومون قالت الفنانة الإماراتية هدى الخطيب إن الساحة الفنية الخليجية حبلى بالكثير من الفنانين الحقيقيين القادرين على النهوض بشكل أكبر بالدراما الخليجية، إذا ما أحسنت الجهات الإنتاجية استثمار طاقاتهم، مضيفة «هناك تغييب إعلامي يمارس ضد أسماء بعينها، في حين أن البعض يحظى بخدمة إعلامية وأيضاً نقدية، على الرغم من تضاؤل حضوره بمعيايير الكيف، فنياً». وأضافت الخطيب «من لا يجيدون إثارة الجدل، أو الانتماء إلى مجموعات بعينها يظلون مظلومين على كل المستويات، فبعض الجهات الإنتاجية تعمل في دوائر مغلقة على أشخاص بعينهم، بما في ذلك حتى دعوات بعض المهرجانات المحلية، وفي الوقت الذي يتجاهل فيه الإعلام نجاحات البعض، فإن التهليل والتزويق يصاحب أَعمالاً، ربما لا يشاهدها سوى القائمين على إنتاجها». وطالبت الفنانة الإماراتية ان يتم استثمار الإمكانات الهائلة للفنانين الإماراتيين بعيداً عن مزاجية صنع القرار الخاص بالإنتاج الدرامي، بصفة خاصة من جهات الإنتاج المحسوبة على الدولة، مضيفة «نجح الفنان الإماراتي في معقل صناعة الدراما الخليجية بالكويت، وهناك تجارب مشرّفة لإماراتيين في دراما غير خليجية، وتبقى آمال الفنان المواطن معقودة على مبادرات تفتح له آفاق النجاح داخل بلده». |
على الرغم من أنها واحدة من أكثر الممثلات الإماراتيات اللائي شاركن في أعمال خارجية، أكثرها في الكويت، وبعضها في هوليوود الشرق، مصر، إلا أنها تعترف بأن الدراما الإماراتية لم تنجح في الإسهام في انفتاح الجمهور العربي على اللهجة الإماراتية، على النحو الذي تحقق في مجال الأغنية، مضيفة : «أخفقت الدراما الإماراتية في ما نجحت به الأغنية، بسبب أن الأولى ظلت في بوتقة واحدة، ومالت كثيراً إلى الانغلاق ومخاطبة المشاهد المحلي، فضلاً عن سيادة وَهم اللهجة البيضاء الذي اتبعه الكثير من المنتجين، وهو امر أثر بالتبعية في فرص انتشار اللهجة الإماراتية التي لم تأخذ فرص دعم حقيقية من محيطها».
وأضافت «البعض يقول ان اللهجة الإماراتية صعبة، وغير مستساغة لدى المشاهد الخليجي، وهذا أمر مردود عليه، لأن هناك شغفاً كبيراً من أشقائنا الخليجيين بلهجتنا، وإذا كان بالفعل هناك مشكلات في تمام استيعابها فإن جانباً أصيلاً من المسؤولية يقع على عاتق صانعي الدراما الإماراتية».
«اليحموم»
كشفت هدى الخطيب عن انتهائها من تصوير مسلسل «اليحموم» الذي يقوم بإنتاجه الفنان أحمد الجسمي، ويتوقع عرضه على قناة «سما دبي» خلال شهر رمضان المقبل، وهو نص البحريني عيسى الحمر وإخراج مواطنه مصطفى رشيد، مضيفة «أعتقد أن المسلسل يمثل بالفعل إضافة حقيقية لكوكبة الأعمال الإماراتية الملتصقة بواقع الناس وحياتهم، من خلال قصة إنسانية ذات بعد اجتماعي، لاسيما أنها من إبداع الكاتب الاستثنائي عيسى الحمر، ويخرجها المبدع مصطفى رشيد».
التطرق إلى «اليحموم» جعل الخطيب تبادر إلى طرح أسئلة، بدلاً عن الإجابة عنها، قائلة «لماذا تتوالى إبداعات المخرج البحريني المقيم في دبي مصطفى رشيد على نحو لافت، من دون ان نلمس صدى نقدياً أو إعلامياً لهذا الجهد المتميز؟ وإلى متى سنظل بعيدين عن بؤرة الضوء والاهتمام الإعلامي الذي يصب اهتمامه باتجاه أشخاص يجيدون صنع بهرجة حول ما يقومون به حتى ولو كان نتاجهم شديد التواضع من الناحية الفنية؟». وفي التجربة ذاتها أشارت الخطيب إلى أنها تؤدي دور زوجة البطل المحوري للعمل (سعيد) الذي يجسد دوره الفنان أحمد الجسمي، حيث يتعرض (سعيد) إلى حادث سير يفقد خلاله رأسمال الشركة التي يعود جزء من رأسمالها إلى أقربائه، ويتعرض إلى فقدان ذاكرة، ويصبح البحث عن مصير تلك الشنطة في ظل حياة أخرى يعيشها (سعيد) بذاكرته المؤقتة، مثيراً أحداثاً اجتماعية عدة.
الجسمي
حول تجربتها مع الجسمي أكدت الخطيب الخصوصية التي يتمتع بها الجسمي ليس فقط ممثلاً كبيراً بل منتجاً مرهف الإحساس، وأشارت إلى أن الجسمي المنتج لا يختلف عن نظيره الفنان، فهو في كلتا الحالتين أبعد ما يكون عن السعي للانفراد بالرأي، او توجيه دفة العمل بناء على حسابات إنتاجية أو مادية خالصة، بل إننا كفنانين مشاركين في العمل، كثيراً ما كنا نتدخل من أجل مصلحة الشركة المنفذة للعمل التي يملكها، وهي «جرناس» للإنتاج الفني، من دون أن يشكل هذا الأمر هاجساً بالنسبة، له، لذلك فإن العمل مع الجسمي منتجاً، يضفي على المشاركين فيه مشاعر الأسرة الفنية الواحدة.
وأشارت الخطيب إلى انها انتهت ايضاً من تصوير مسلسل كويتي كوميدي بعنوان «مذكرات عائلية جداً» يشاركها فيه البطولة الفنان إبراهيم الحربي، عبر حلقات منفصلة متصلة، حيث تمر العائلة في كل حلقة بأحداث جديدة تغلفها الكوميديا، ويستوعب المسلسل الكثير من الوجوه المعروفة سواء كممثلين دائمي الحضور، أو كضيوف لبعض الحلقات مثل انتصار الشراح، شجون الهاجري، سناء علي، وغيرهن، مضيفة «على الرغم من ان فكرة العمل مكررة، إلا أن المخرج محمد العلمي استطاع أن يبتكر حلولاً مبتكرة جعلت المسلسل يسلك نمطاً مغايراً عن المألوف في مجال المسلسلات الكوميدية ذات الطابع المشابه»، وكشفت الخطيب أيضاً عن اشتراكها في مسلسل لمصلحة قناة دبي الفضائية، من المنتظر أن يبدأ تصويره في أبريل المقبل، فضلاً عن مسلسل آخر للمخرج ياسر الياسري، سيتم تصوير أجزاء منه في الهند، تم تأجيله مؤقتاً.