بلال البدور: «العربية» تعاني تشوّهات مزمنة
دعا رئيس جمعية حماية اللغة العربية، بلال البدور، إلى تكاتف الجهود الرسمية والشعبية لحماية اللغة العربية وتعزيز حضورها، متمنياً أن تسود التهنئة «كل عام ولغتنا الجميلة بخير» بين المتحدثين بلغة الضاد، مؤكداً أن «اللغة العربية تعاني بفعل ممارسات خاطئة تشوهات يومية ومزمنة تتطلب تكاتفاً لتقليل آثارها». وفي الوقت نفسه رفض اتخاذ الممارسات الأسرية مشجباً جاهزاً لتعليق خيبات الأمل المرتبطة بضعف مستوى الجيل الجديد في لغته العربية.
وقال خلال احتفال نظمته، أول من أمس، ندوة الثقافة أوالعلوم في دبي، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، ان «يوم الأول من مارس الذي أقرته الأمم المتحدة باعتباره يوم اللغة العربية، لا يصادف مولد أبي الأسود الدؤلي، أو الخليل بن أحمد الفراهيدي، أو العثور على نسخ مهمة من مؤلفات أعلام البلاغة والأدب ونحو ذلك». وفي الندوة التي قدمها الأديب علي عبيد، وشارك فيها عالم الشرق وأستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة تاراس شبشنكا (الجامعة الحمراء) وعضو أكاديمية العلوم في أوكرانيا، الدكتور فالاري ريبالكن، والشاعر الإماراتي عبدالله الهدية، قال البدور إن «الحياة العملية أضحت مرتبطة إلى حد بعيد بمدى تمكن الأجيال من اللغة الإنجليزية خصوصاً»، متسائلاً «كيف نلوم الأبناء للسعي إلى التمكن من الممارسة الجيدة لتلك اللغة؟»، مشيراً إلى أن النسق الاجتماعي في الإمارات، ومعظم دول مجلس التعاون الخليجي «مرتبط بوجود عمالة لا تجيد اللغة العربية، خصوصاً الخدم، تفرض على الأسر التعامل بلغة اجنبية، من أجل التواصل، ما يضعف تدريجياً قدرات الأبناء على ممارسة لغة عربية سليمة».
وأكد أن نهضة اللغة العربية لا يمكن أن تكون بمعزل عن نهضة علمية وأدبية شاملة تعتمد على الإبداع. كما نبه إلى أن «الإعلام الذي يدخل بيوتنا لا ينتمي إلى اللغة العربية الفصحى، وهو ما يسلمنا إلى إشكالات تعميق اللهجات».
واشار الى اشكالية «الشيفرات الدلالية» البعيدة عن الاستخدام الصحيح لقواعد اللغة العربية على «الانترنت»، خصوصاً في غرف الدردشة.
وأشار مدير الندوة، علي عبيد، إلى «عبقرية الكوريين حينما بعثوا لغتهم الأم بعدما أوشك ان يبيدها اليابانيون بعد احتلال استمر ستة عقود».
الأستاذ الاوكراني ريبالكن، أالذي يرأس مركز «الخليل بن أحمد الفراهيدي» في أوكرانيا، وله مؤلفات وترجمات، تحدث بلغة عربية فصحى، متطرقاً إلى تاريخ اهتمام بلاده باللغة العربية، مؤكداً أن التاريخ كما خلّد الفراهيد سيخلد ويقدر عالياً الجهود المخلصة التي يبذلها علماء اللغة العربية من اجل صونها أمام موجة من التهديدات، معرباً عن ثقته بأن تستمر اللغة العربية مزدهرة عبر العصور.
واختتم الشاعر عبدالله الهدية الندوة بقصيدتين هما «بشارة القلم» و«عربية الجدين».