«آرت دبي».. يــوم نسائي في «عيد الأم»
خصص «آرت دبي»، أمس، يوماً للنساء في «عيد الأم»، إذ شهد المعرض حضوراً نسائياً لافتاً، وركزت الزائرات على الاعمال الفنية التي تتناول المرأة. وهي ليست مصادفة أن يتناسب اليوم المخصص للنساء مع مناسبة تتعلق بالأمهات. وعند دخول باحة المعرض التي تضم 75 صالة، يخيم عليها المشهد النسوي بطريقة فنية هي الاخرى، إذ بدأت العيون برصد الأعمال التي تحكي عن المرأة في يوم خصص للنساء، تحت رعاية حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة.
وبدت زائرات يحاكين بلباسهن الاعمال الفنية، في إشارة الى ارتباط الجمال بالانوثة والفن أيضاً، وظهر بعضهن بشعر مصفف بطريقة كلاسيكية، وثياب صباحية تتناسب مع المكان، علاوة على لمسة خيالية بدت ببعض الفانتازيا التي اضفنها على هيئتهن ليتوأمن مع شكل المشهد العام، وظهرن مثل «لوحات حية» بين أعمال كبيرة الحجم تحكي قصصهن أو قصص نسوة أخريات، كتلك المرأة التي ما إن وطئت قدماها مدخل صالات العرض حتى ازاحت عباءتها وغطاء رأسها، مؤكدة أنها «أول مرة في حياتها تشاهد معرضا فنيا». وقالت «كأنني جئت بخزانة ملابسي بألوانها هنا».
انتونيا كارفر مديرة معرض «آرت دبي» قالت «أنا سعيدة لهذا اليوم، فالجمال الانثوي وجمال الأعمال طغيا على كل شيء»، مؤكدة «نعم، ليست مصادفة أن نحتفي بيوم مخصص للنساء في عيد الأم».
الحديث عن 500 فنان تعرض أعمالهم 75 صالة من 32 دولة، لا يمكن تفصيله، لكن الحديث سيكون ضمن جولة عن صورة المرأة في أعمال الفنانين، وأثارت تساؤلات زائرات قلن إن «المرأة دائما تظهر حزينة في معظم اعمال الفنانين». مثلا في لوحة افريقية تظهر فتاة تعلو ملامح وجهها علامات الحزن، وفي لوحة أخرى تظهر فتاة بعينين جميلتين ووجه مغطى بنقاب، لكن نظرتها تدل على حرية مدفونة بسبب المجتمع، وأخرى لامرأة تنظر من خلف شباك لطيف رجل.
حالات لم يعد لها مكان، حسب زائرات، في الحياة الحالية. وقالت تولين مرقص التي تعمل في مجال تدريس الفن «يجب أن تتغير طريقة رسم المرأة. نعم هي تعاني ضوابط مجتمعية ودينية، لكن نماذج كثيرة من النساء استطعن التحدي، ولم ار نموذجهن في لوحة».
في المقابل، قالت الطالبة في كلية الفنون ريم الفلاسي: «سئمت منظر المرأة الخانعة في لوحات بعض الفنانين، وأشعر بالغضب أكثر عندما تكون اللوحة بتوقيع امرأة»، مضيفة: «نعم تعاني النساء كثيراً، لكنهن قادرات على الأقل على الحلم، فتصوير الحلم أفضل من تصويرهن على أنهن يعشن انفصاما».
حتى في الأعمال التي عرضها «آرت دبي»، التي تحكي عن الثورات العربية «ظهرت المرأة تابعة وغير مرئية ومختبئة وراء حجابها»، وفق ما قالته نيرمين مؤنس، مضيفة: «هذا لا يعكس حقيقة دور المرأة في ثورات (الربيع العربي)، إذ خرجت في تظاهرات الاحتجاج جبناً الى جنب مع الرجل، وتعرضت مثله للاعتقال والاستشهاد أو الاصابة».
في المقابل، كانت هناك أعمال تحتفي بالمرأة المناضلة والمرأة الأم، والغريب أن الفنان الغربي يجسد المرأة بصورة قريبة من تجسيد الفنان العربي لها. وهذا ما لفت انتباه الطالبة انتصار اليازي، التي تدرس الفنون. وقالت إن «الفنان العربي عندما يحكي المرأة ويرسمها فهو يتحدى ذاته».
وفي سياق الحديث عن المرأة في الفن، أعلنت جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب عن مشاركتها في معرض «آرت دبي» عبر عرض الأعمال الفائزة في مسابقة العام الماضي، إذ فاز بالمركز الأول عن فئة الفنون الجميلة وليد الواوي، والأول عن فئة التصوير الفوتوغرافي عمر علي محمد، وعن فئة الوسائط المتعددة لانتيان إكزي.
خصص «آرت دبي» اليوم وغداً وبعد غد للجمهور لزيارة المعرض وحضور الفعاليات والأنشطة وورش العمل التفاعلية والجلسات الحوارية المختلفة. أويتميز برنامج مشروعات «آرت دبي» هذا العام بسلسلة من الأعمال الأدائية التفاعلية التي تنسجم مع أفكار وموضوعات الحدث، إذ سيقوم كارلوس سيلدران (مانيلا) بأداء سبعة فصول في سبعة أقسام مختلفة من المعرض، تتضمّن تعليقاته وآراءه الخاصة عن مفاهيم جيوسياسة وفنية وثقافية، فيما يتعاون الفنان التركي كوكين إرجون مع موسيقيين محليين، وبدعمٍ من «ذا فريدج»، للتعليق على «آرت دبي» من خلال موسيقى البوب.
وتتولى القيمة الهولندية نات مولر، تعريف الزوار بالمشروعات الإبداعية الخمسة الفائزة بجائزة أبراج كابيتال للفنون التي كشف عنها خلال المعرض لفنانين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، وتشمل تلك الأعمال الفيديو والخزف والنحت والتصوير والمجسمات.
وتكون إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، محطّ اهتمام قسم «ماركر»، إذ ترافق عليا سواستيكا، القيمة والمشرفة على العديد من المعارض الفنية الإندونيسية والعالمية، الزائرين في جولتهم حول المنصات المفاهيمية التي تمثل أعمال فنانين إندونيسيين معاصرين.
وأعلن «آرت دبي» عن مساحته الإبداعية الجديدة «ذي هاتش» المخصصة لعروض الفيديو ومحاضرات الفنانين. ويستمتع الصغار من سن الرابعة إلى سن العاشرة بالمساحة الاستكشافية التعليمية «المغرب إلى القمر»، المنفذة بدعم من «لوي فيتون»، التي تشمل ورش عمل يومية بمشاركة الفنانة المغربية يطو برادة ودار تصميم منتجات الصّغار «زيد زيد كيدس».
ويشهد اليوم أول أمسية للعروض الأدائية، يستضيفها «آرت دبي»، بقيادة رامي فاروق، مؤسسة صالة «ترافيك» الفنية، ويشارك بالأمسية عدد من الموسيقيين والفنانين والأكاديميين والشعراء.