أكثر من 100 فعالية على مدى يومين

القوافل الثقافية.. تراث إماراتي يعاد تجديده

القوافل انطلقت منذ 3 أعوام بمهمة إحياء الموروث الثقافي الإماراتي. من المصدر

حطّت القوافل الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، رحالها في منطقة البدية التابعة للفجيرة، أول من أمس، معتمدة على عناصر التراث الاماراتي، في الفعاليات المقدمة التي بلغ عددها 100 والتي تختتم اليوم تحت عنوان «مجتمعنا أمانة». وقد حرصت القافلة التي افتتحها سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، وهي الثانية لهذا العام، والحادية عشرة في ترتيب القوافل التي انطلقت منذ ثلاثة اعوام، على التنويع في الفعاليات التي تمتد على مدى يومين، لتجعل من الفعاليات كاملة فرصة للترفيه والتوعية الأسرية والصحية وإحياء التراث الإماراتي في آن.

وقد حاولت القافلة التركيز على فئات معينة في المجتمع، ومنها على سبيل المثال فئة ذوي الاعاقة التي قدمت عروض اليولة، وكذلك فئة ربات البيوت من خلال توفير مكان يتيح لهن عرض اعمالهن وانتاجهن، الى جانب الحرف التراثية، وكذلك الأشغال اليدوية لنزلاء السجون. وقد تمكنت القافلة بوصولها الى هذه المناطق النائية من تحقيق اهداف متعددة، ترتكز كلها على اهمية التراث، وكذلك ابراز الكثير من الفنون في العزف والشعر والرقص الشعبي، وغيرها الكثير.

تراث

وقال أمين سر جمعية خورفكان للثقافة والفنون الشعبية، خلفان النقبي، إن «أهمية القافلة تكمن في إبراز التراث الاماراتي، وبعض الفنون التي نقدمها»، مشيرا الى انه ارتأى تقديم بعض ما تمتلكه الجمعية في متحفها، ومنها الاواني والاسلحة القديمة، لتعريف الجيل الجديد على هذه الادوات. وذكر بعض ما قدمه في المعرض، وهي الدلة، وقدور الطبخ النحاسية القديمة التي تعود الى الخمسينات من القرن الماضي. أما الاسلحة فقد عرض مجموعة يطلق عليها اسم ابوالفتيلة، وليس فيها مخزن للرصاص، وهي تعود الى عام ،1800 الى جانب الكند والصمعة التي هي أحدث، وتعود الى عام ،1950 وأكد أنه حصل على القطع من خلال احتفاظ الأجيال بهذه الأسلحة. أما الخناجر، فهي الزينة التي كانت تستخدم في المنازل، الى جانب كونها السلاح الصغير الذي يحملونه معهم في الصحراء لحماية انفسهم من المخاطر. والى جانب الاسلحة قدم النقبي، آلة تسجيل تعود الى الاربعينات، وكذلك مجموعة من الصور لبعض القلاع الاماراتية التراثية.

من جهتها، المشاركة في خيمة جمعية البدية للثقافة والفنون الشعبية، موزة عبدالله، قالت إن «الجمعية تهتم بابراز الحرف اليدوية المتنوعة، فيما التلة، التي اعمل عليها، تعتبر من ابرز الحرف التي تمارسها النساء الاماراتيات، لاسيما الكبار، حيث انها لم تعد تستخدم كما في السابق». ولفتت الى ان التلة قد تكون ملونة أو من لون واحد، وهي تستخدم لتزيين الأثواب التراثية، وهي موجودة بألوان معينة، ومنها الاخضر أو الابيض او الاحمر، أو هذه الألوان مجتمعة مع الذهبي، معتبرة ان هذه الحياكة تحتاج للكثير من الدقة والوقت أيضا. ونوهت بعملن على تقديم الدورات في المدارس للفتيات الصغار، اللواتي يرغبن في تعلم هذه الحرفة، بالرغم من ابتعاد الجيل الجديد عن هذه الحرف.

أشغال يدوية

من جهتها، عائشة سالم، التي تقوم بحياكة السدو، أشارت الى انها تستخدم الخوص من النخل، الذي يجمع بعد ان يقص ويتم تجفيفه فيصبح يابساً، ثم يتم تقسيمه طوليا، وبعدها يحاك بطرق متعاكسة، اما بلونه الأساسي أو بعد أن يتم صبغه. وأكدت ان هذه الادوات المحاكة من الخوص، لم تعد تستخدم في الحياة اليومية، كما في القدم، لكن النساء يمارسن هذه الحرف للتسلية، وكذلك لابتكار أدوات قد تستخدم في البر.

أما فاطمة علي، فقدمت الخبز الاماراتي الذي يدعى، «خبز كب»، وقد اوضحت مكونات هذا الخبز، قائلة، ان «تحضير هذا الخبز لا يستغرق الكثير من الوقت، فهو لا يحتاج الى التحضير لوقت طويل، بل الى ربع ساعة قبل ان يخبز على النار، حيث يضاف اليه البيض وهو على النار، وقد يضاف اليه الجبن او العسل». واشارت الى ان هذا الخبز لا يقدم بشكل يومي على المائدة الاماراتية، بل في المناسبات المهمة والاعياد.

وقد عرضت بعض الأشغال اليدوية، لنزيلات المؤسسات الاصلاحية، وأوضحت الملازم أول، مدير فرع سجن النساء في ادارة المؤسسة العقابية والاصلاحية في الفجيرة، موزة عبيد الكلباني، تباين هذه المنتجات بين الصوفية والاكسسوارات المنزلية، منوهة الى انهم يسألون النزيلة في بداية سجنها عن هوايتها، ليقدموا لها المواد الأولية لتعمل في اثناء قضاء فترة حكمها في السجن. وأفادت بأنهم يحرصون على بيع هذه المنتجات، ويقومون بتأمين المواد الأولية من خلال الأموال، الى جانب تقديم قسم من أموال المبيعات للنزيلات، وهذا أسهم في زيادة رغبتهن في العمل. واكدت ان المشاركة مهمة لتقديم هذه المنتجات، وابراز ما يقمن به خلف القضبان، وتوصيل رسالة المؤسسة العقابية والاصلاحية.

ومن ضمن الفعاليات التي قدمت على المسرح كانت محاضرة عن الحجامة، قدمها يوسف المطلعي، أبرز فيها أهمية الحجامة الوقائية والعلاجية، موضحا الفرق بين الاثنين، ومركزاً على ايجاز آثار الحجامة الفعالة، وكذلك عازماً على تطبيقها على الراغبين في ذلك.

واعتبر ان الاقبال على الحجامة، بات كبيرا في الوقت الراهن، مشددا على وجوب التفات الناس الى أهمية اختيار الاختصاصي المرخص، والذي يدرك كيفية القيام بالحجامة، وكذلك رمي البقايا الطبية في الاماكن المخصصة، وعدم استخدام المعدات غير المعقمة، لتجنب الآثار الجانبية لأي خطأ في تطبيقها.

تويتر