ليلة وفاء لأحمد راشد ثاني
بين جفن القلب ونبضة الدمعة الصاعدة إلى أعلى متون الفقد، كان ثلاثي المحبة إسماعيل عبدالله وجمال مطر ومرعي الحليان يبذرون سقف الروح وجمرة الكلمات الصاعدة في طقس الوفاء للكاتب الراحل أحمد راشد ثاني في لقاء احتضنته فضاءات قصر الثقافة في الشارقة، بحضور نخبة طيبة من محبي وأصدقاء الراحل، وحشد كبير من ضيوف أيام الشارقة المسرحية وأهل المسرح.
فراغ آخر أطل برأسه من النافذة، رحيل آخر قاسٍ للروح مدمٍ للقلب مزرٍ للجسد، بهذه المفردات التي احتشدت فيها هيبة الفقيد الإبداعية والفكرية والجمالية ابتدأ الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، إسماعيل عبدالله، مضيفاً «في مساء رمادي هز بفعلته الوسط الثقافي والمسرحي العربي، مساء لم يكن ربيعياً أبداً هذه المرة، حلّق في آفاقه بالغياب، طائر العشق والبحر والنخيل، بعد أن فتح قفص مدغشقر جانحاً نحو الحرية خاتمة كل الحكايات، فلم تعد على الباب موجة، ولم يعد في ذلك المساء للصبر حصاة، وسؤال الأرض تحول إلى صراخ، حتى إنها آثرت الصمت على الكلام، والشمعة أدماها الظلام، والليل أتى في موعده كما تنبأ بدنوّه ابن خورفكان، فغادر موغلاً في البعد أكثر هذه المرة».
وبشهادة بعنوان «يرعى الشعر في المدرسة »، تحدث المؤلف جمال سالم قائلاً: «كيف استطعت يا أحمد أن تترك الصحاب يتحدثون ويكتبون عنك وأنت صامت، نمت مبكراً ليستيقظوا هم، نمت ونام الشعر معك، كلهم كتبوا عنك، لكن في الحقيقة كتبوا عن أنفسهم، أنت من أعطاهم الفرصة، تركت الكرسي خالياً، كل منهم يرسل عواطفه الصادقة لك، كل منهم يثبت شاعريته بك. وأضاف جمال سالم «من حق أحمد راشد ثاني أن يرتاح، فلقد بدأ مبكراً يرعى الشعر في المدرسة حتى وصل الخمسين، ألا يحق له أن ينام قرير العين مطمئن البال، وأصحابه الكثر وبحثه طوال عمره عن الشعر حتى وجده، لا تحتاج الفراشة الى بندقية لتصطادها، تحتاج الى وردة».
أما الفنان والمخرج مرعي الحليان فلقد تحدث قائلاً: «أحمد راشد ثاني شاعر وطني حتى نخاع القلب، هطل من موجة البحر وطار بأجنحة الدمعة المتوقفة في أعلى القصيدة، امتلك جرأة وصدقاً وعاش حياته من أجلهما، أحب التعبير عن حبه وخوفه على وطنه، وتحدث ليالي طويلة باهتمام بالغ عن حلمه حتى لحظاته الأخيرة على سرير القصيدة، كان يكتب كل التفاصيل الدقيقة، وتشبث حتى النبض الأخير من أجل كلمة تستمر في تشظي دلالاتها إلى حيث الخلود.. رحمك الله يا نورس خورفكان».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news