أكد أن جهة في العاصمة الإماراتية ستتولى دعم الجائزة

زكي نسيبة: «البوكر» لن تغادر أبوظبي

من فعاليات المؤتمر الصحافي الذي أعقب إعلان الفائز بالبوكر. وام

أكد مستشار وزارة شؤون الرئاسة، نائب رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، زكي نسيبة، ان الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لن تغادر أبوظبي، لكنها في صدد تغيير مصدر تمويل الجائزة، مشيرا إلى ان الأسابيع القليلة المقبلة ستشهد إصدار بيان تفصيلي يحدد آلية الدعم الذي سيوجه للجائزة، والجهة التي ستتولى دعمها.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقد عقب حفل إعلان فوز رواية «دروز بلغراد» للبناني ربيع جابر بـ«البوكر»، مساء أول من أمس في أبوظبي، أضاف نسيبة «كما سبق وذكرنا؛ مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، الجهة التي تتولى تمويل جائزة البوكر، بصدد التركيز على العمل الاجتماعي الذي يستهدف الأجيال الشابة، لكن في المقابل، لدى مجلس أمناء الجائزة تأكيدات أن يستمر الدعم من أبوظبي وبالآلية نفسها، إذ ستتولى احدى الجهات في الإمارة تقديم الدعم للجائزة».

خجل جابر

اعتذر الروائي ربيع جابر الفائز بجائزة «البوكر» عن إجراء اي لقاءات صحافية، او المشاركة في اي جلسات حوارية او فعاليات كانت مدرجة على جدول فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، كما يجري كل عام. وعمد جابر خلال حفل إعلان الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية إلى تفادي عدسات المصورين طوال وجوده، سواء على خشبة المسرح لتسلم الجائزة، او خلال جلوسه انتظاراً لاعلان الجوائز، أيضاً لم يتمالك جابر دموعه خلال تكريمه، والتي ظلت تنساب على وجهه.

من جانبه، قال الروائي ربيع جابر انه كان يتوقع فوزه بالجائزة منذ عامين، عندما وصلت روايته «أمريكا» إلى القائمة القصيرة للبوكر عام 2010 «لكن يبدو ان حنا يعقوب، بطل رواية (دروز بلغراد) الفائزة بالجائزة، أفضل حظاً مما تخيّلت».

رداً على ميله الى عدم الحديث، والاقتضاب الشديد في الإجابة عن الأسئلة التي وجهت إليه خلال المؤتمر الصحافي، قال جابر: «لكي يكتب الكاتب فهو يجلس في غرفة ويوصد عليه بابها، ومع الزمن يعتاد الانفراد بنفسه، وعندما يجلس مع شخص او اثنين، يكون من السهل التواصل معهما، ولكن عندما يجلس أمام جمع كبير لا يدرك لمن يوجه حديثه بالتحديد، وبالتالي تكون الكتابة أسهل من التعامل المباشر مع الجمهور».

وأوضح صاحب «دروز بلغراد» انه خلال السنوات الماضية قام بتأليف عدد كبير من الروايات، وكانت الشخصية هي التي تستحوذ على تفكيره واهتمامه، فالقارئ إذا لم يحب الشخصية الرئيسة لن يستطيع اكمال قراءة العمل، فالشخصية اساسية، كما ان الحبكة ضرورية والمناخ العام للرواية، موضحا أنه «عندما أفكر في الشخصية التي تدور حولها الأحداث، وما يحدث لها وما هو مصيرها، تواجهني أكثر من معضلة، بعضها طريف، مثل عندما اكتشف ان الشخصية تعرضت لمواقف مشابهة في روايات سابقة، وهنا اتجه لتجربة خيارات أخرى».

وتابع جابر «أظن أن هذه الجائزة هي الجائزة العربية الوحيدة الآن التي توسع فعلا دوائر قراء الرواية العربية. هذا بحد ذاته انجاز مهم. على الصعيد العربي تجذب الجائزة قراء جدد من بلدان مختلفة عن بلد الكاتب وهو شيء تحول دونه عادة الحدود. على صعيد اللغات الأجنبية أهم من الجائزة أن يكون الكتاب جيدا. الكتاب الجيد يفترض أنه جيد في أي مكان وفي أي لغة يترجم إليها».

من جهته ذكر رئيس لجنة تحكيم الجائزة في دورتها الحالية، الناقد السوري جورج طرابيشي، انه ليست هناك معايير مطلقة للحكم على الرواية، فهي ليست معادلة رياضية. معتبرا ان الرواية مثل الإنسان، وكما ان هناك على كوكب الأرض ما يتجاوز السبعة مليارات شخص من المستحيل ان يتشابه اثنان منهم، كذلك الرواية لا يجب ان تشبه رواية أخرى، وإذا ما التزمت بمعايير محددة لتخرج شبه غيرها لن تكون رواية، لأنها تفقد ذاتها وتفردها.

وأشار طرابيشي إلى ان لجنة التحكيم في عملها لم تنظر إلى جنسية الكتّاب او جنسهم، أو حتى أخلاقية العمل، بمعنى الحكم عليه وفقاً لمعايير اخلاقية «فإذا كانت هناك رواية جنسية ناجحة بين الروايات المرشحة، كنا اعتمدناها»، لافتا إلى ان العمل ضمن لجنة تحكيم الجائزة اعتمد على التجربة المتراكمة لدى اعضاء اللجنة كنقاد وكتاب عاشوا مع الرواية، ولدى كل منهم معايير لها، وعندما تقابلت اللجنة عمدت إلى التوصل إلى معايير مشتركة، ولعل من اهمها «ان تكون الرواية رواية».

وارجع رئيس لجنة التحكيم اقتصار القائمة الطويلة للبوكر هذا العام على 13 رواية فقط، وليس 16 كالمعتاد، إلى رغبة اللجنة في عدم تمديد القائمة بإدخال روايات لا تتمتع بالسوية، فكان من الضروري العمل بمبدأ الاستبعاد للحفاظ على المستوى الجيد، شارحاً «في رأيي؛ هناك خلل ما، فواقع النشر في اوروبا يختلف عنه في العالم العربي، ففي اوروبا اي ناشر يكون له حضوره في السوق، وله قراؤه ومطبوعاته. أما في العالم العربي فهناك أقطار مركزية في مجال النشر وأخرى طرفية، وهناك دور نشر قد لا يتعدى رصيدها ثلاث روايات فقط، وتقوم بترشيحها كلها، وفي المقابل هناك دور نشر لديها 40 رواية جيدة، لكنها لا تستطيع المشاركة إلا بثلاث فقط، ما يضعها في حرج عند الاختيار، وهو ما يؤدي إلى التفاوت الكبير في مستوى الروايات المتقدمة للجائزة».

من جانبها، توقعت عضوة لجنة التحكيم الناقدة اللبنانية مودي البيطار ان تشهد الفترة المقبل «وابلاً» من الأدب العربي الذي سيجتاح ترشيحات لائحة البوكر او غيرها من الجوائز، ويتناول «الربيع العربي» وصراخ الشعوب الساعية للحرية. وعن رواية «دروز بلغراد» وكتابات ربيع جابر؛ ذكرت انها تتميز بالبحث العميق في تاريخ لبنان، ومتانة تصوير المناخ والفضاء في العمل، إلى جانب اعتنائه بالخلفية الثقافية للشخصيات.

وحول أبرز المعايير التي استندت إليها لجنة التحكيم في اختيار العمل الفائز؛ أشارت البيطار إلى ان من هذه المعايير قدرة الكاتب على توسيع مداه الروائي دون ان يفقد السيطرة على عالمه، والقدرة على الاقناع، وجودة السرد والتطور القصصي، إلى جانب التطور الفني في الرواية، والقدرة على التحكم في العناصر القصصية، إضافة إلى الطاقة والحيوية في اللغة.

تويتر