في حفل اختــــــــــــــــــتام « مهرجان أبوظبي 2012»
فضــــل شاكر يغني.. ولم يــــعتـزل
رغم أن الأمسية التي أحياها الفنان اللبناني فضل شاكر، مساء أول من أمس، في أبوظبي حملت عنوان «أيقونات الغناء العربي»، وقدم خلالها مجموعة من الأغنيات لكبار المطربين والملحنين في الوطن العربي، إلا ان الاستقبال الأكثر حفاوة من الجمهور كان للأغنيات الخاصة لشاكر، والتي غنى بعضاً منها خلال الحفل، الذي أقيم مساء أول من أمس، في قصر الإمارات بأبوظبي وحظي بجمهور كبير، متراجعاً عما كان أعلنه الشهر الماضي نيته اعتزال الفن احتجاجاً على الأحداث المأساوية في سورية.
خلال الحفل ظهرت بوضوح المكانة التي يحظى بها فضل شاكر لدى الجمهور الحاضر في المسرح، والذي عبر عن هذه المكانة في كلمات مقتضبة سريعة كانت تخرج من أرجاء المسرح ترحب به وتطالب بأغنيات بعينها، أو تعبر عن مدى حبها له، ورغم هذا الحب والترحيب كان واضحا ان شيئاً ما مفقود في حضور وأداء فضل شاكر على المسرح الذي لم يصل إلى درجة «السلطنة»، التي لا يكتمل أداء ايقونات الطرب العربي إلا بها، بل حتى افتقد إلى الانسجام مع الفرقة الموسيقية وإيقاع الحفل في بعض الاحيان كأنه يغني من دون روح، خصوصاً في الجزء الأول من الحفل، بينما كان في الجزء الثاني منه أكثر انسجاماً في الأداء، واكثر تفاعلاً مع الأغنيات التي قدمها، لكن في المجمل شكل الحفل ختاماً جيداً لفعاليات مهرجان ابوظبي ،2012 الذي نظمته مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، واستمر على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية.
خلال الحفل الذي اعتمدت فكرته على الاحتفاء بالإرث الموسيقي لرواد الأغنية العربية، وتقديم التحية لنجوم وأساطير الغناء العربي من خلال تقديم بعض أغنياتهم بصوت عربي أصيل، انتقى شاكر مجموعة متميزة من الأغنيات كانت بدايتها بألحان الأخوين رحباني وأغنية فيروز «أنا لحبيبي»، وللثلاثي الكبير نفسه قدم فضل شاكر أغنية «احكي لي عن بلدي»، بينما كان للفنانة وردة وأغنياتها النصيب الأكبر من أغنيات الامسية، حيث غني شاكر «لولا الملامة» من ألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب، و«أكدب عليك» من ألحان محمد الموجي، ومن ألحان المبدع بليغ حمدي قدم جزءاً من أغنية «العيون السود»، ومن ألحان بليغ حمدي أيضاً قدم جزءاً من أغنية الفنان عبدالحليم حافظ «زي الهوى»، التي اشتعلت معها أجواء المسرح، وتفاعل معها الجمهور تفاعلاً كبيراً، ومن أغنيات الفنانة صباح غنى شاكر «زي العسل». ولم تقتصر الأمسية على «أيقونات الطرب» وتراث الموسيقى العربية، فغنى الفنان اللبناني بعضاً من أغنياته الخاصة؛ تنقل فيها بين قديمه وجديده، فغنى «بعدك عالبال»، و«روح»، و«معقول»، و«يا غايب»، ومن ألبومه الأخير قدم «ياويلي تعبان» ليعود ويقدم أغنية «يروح» ويغادر المسرح سريعاً بعد تقديم الشكر للجمهور في كلمات مقتضبة، دون ان يقوم بتقديم التحية للفرقة الموسيقية أو المايسترو، ويعود مرة أخرى ليتلقى باقتي ورد من الجمهور.
وكان شاكر قد أثار العديد من التساؤلات والجدل في الفترة الماضية، بعد تصريحات صحافية له شن فيها هجوماً شديداً على الوسط الفني اللبناني ووجه للفنانين انتقادات قاسية تفاوتت أمامها ردود فعل الفنانين، فبينما قرر البعض تجاهلها وعدم الرد عليها، أشار البعض الآخر إلى نيته اللجوء للقضاء. كما أثار شاكر الجدل بعدها بإعلان اعتزاله الغناء رغم ارتباطه بإحياء حفلات من أبرزها الحفل الذي اقيم في أبوظبي، وحفل آخر من المقرر ان يحييه ضمن فعاليات مهرجان موازين في المغرب.
من جانبها، قالت مُؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي هدى الخميس كانو، «إن سعادتنا الليلة بوجود فنان عملاق مثل فضل شاكر، وهو مدعاة للفخر بفنوننا وموسيقانا الشرقية الساحرة، وقد اكتملت سعادتنا بسماع روائع القامات الأسطورية للغناء العربي التي ألهمت بإبداعاتها أجيالاً وراء أجيال في حقل الموسيقى والغناء»، معربة عن سعادتها بالنجاح الذي لقيته الأمسية والأمسيات العالمية الأخرى التي قدمها مهرجان أبوظبي ،2012 مثل: الباليه، والأوبرا، وروايات شكسبير، وموسيقى الجاز. وتجاوب الجمهور معها، ما يدل بكل قوة على عمق معنى شعار المهرجان هذا العام «العالم في حوار»، ويدلل بكل المعاني على قدرة الفنون على توحيد الثقافات وجمع الرؤى. كما تقدمت كانو بالشكر لكل من أسهم في إنجاح أمسيات وفعاليات مهرجان أبوظبي 2012 الذي أضحى في عامه التاسع مهرجاناً عالمياً يرسخ مكانة أبوظبي إحدى العواصم العالمية للفنون المتميزة.
وكانت النسخة التاسعة من مهرجان أبوظبي قد انطلقت فعالياتها في 11 مارس الماضي واستمرت حتى أول من أمس، بحضور عالمي جمع كبريات الفرق الفنية من باليه وأوبرا ومسرح وجاز، بالإضافة إلى فعاليات برنامجيه التعليمي والمجتمعي التي غطت مختلف مناطق الإمارات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news