خلال أمسية له نظمها «بيت الشعر» في الشارقة

يوسف عبدالعزيز يستدرج الحواس

يوسف عبدالعزيز خلال الأمسية الشعرية. الإمارات اليوم

تجلى الشاعر يوسف عبدالعزيز في أمسيته التي نظمها بيت الشعر في الشارقة، أول من أمس، متنقلاً بين قصائد تفيض شعراً، أمام جمهور يحسن الإصغاء. وعلى مدار ساعتين، قرأ الشاعر الذي يزور الإمارات للمرة الأولى قصائد عدة، من بينها «موسيقى» و«كتاب الشك» و«وجه الرجل المرأة» و«ذئب الأربعين»، إذ وقف عبدالعزيز على المنبر مستدرجاً حواس الجمهور إلى جماليات قصيدته وحريتها ومشهديتها. ومن الحب إلى قرينه الموت، كان يرتحل عبر إلقاء يقترب من الإنشاد التعبيري، حتى أن أحد الحضور أشار إلى قدرات الشاعر التعبيرية عبر لغته الجسدية، علاوة على لغته الشعرية.

وفي بداية الأمسية قدم الشاعر يوسف أبولوز صديقه الشاعر يوسف عبدالعزيز، ليجتمع «اليوسفان» على منصة التقديم والشعر، مجدداً، خصوصاً أن علاقتهما تعود إلى منتصف السبعينات من القرن الماضي، ويمثلان مع الشعراء إبراهيم نصرالله وطاهر رياض وزهير أبوشايب وعمر شبانة صورة لجيل من الشعراء. وقال أبولوز في تقديمه إن «الشعر حارس يومي للشاعر عبدالعزيز، لكي لا تنقض عليه ثقافة اليأس والخوف والكراهية»، مضيفاً أن في شعر عبدالعزيز «تتحرك الحياة وتبتهج، هو أيضاً شاعر الأسى أحياناً، لكنه ليس الأسى المدمر والمخرب لروح الكائن البشري، بل في شعره بكائيات ومراثٍ تمتلك مع ذلك جمالياتها النقية». كما أشار الى أن في شعر عبدالعزيز «إيروتيكية» أو حسية لها أخلاقياتها، حسب وصف أبولوز الذي أشار أيضاً إلى ميل عبدالعزيز إلى روح سريالية خاصة به، وليست مستعارة، إذ إن «صورته الشعرية هي نتاج ذاته واقتراحه الإبداعي».

يوسف عبدالعزيز نقل صورة مكثفة عن تجربته الشعرية عبر خطوط القصائد التي يتلاقى فيها التأمل والتراجيديا والحب والفقدان والأزمنة والتهجير والعذوبة والغرابة والوحشة أيضاً، إذ يبكي الحب والعتمة تعبئ الأبجدية. وفي قصيدة «ذئب الأربعين» يقول:

«طاشَت وردةُ الأُنثى

على ماءِ الصباحِ الرخوِ

والحب بكى حينَ رأى صورتَهُ الصفراءَ

في المرآةِ:

ليلٌ أسودُ تحتَ الجناحينِ

فراشُ ميتُ في قفصِ الصدرِ

ورمحٌ في الجبين

وحدَهُ في النفَقِ المعتمِ

ذئبُ الأَربعين

يملأُ الأرضَ عُواءً

ويشم الميتين».

وتواصلت مشهديات القصائد عبر صوت عميق، حيث العزلة تغدو ذات الشاعر، نفسه، لكنه يخرج منها ليراها في مرآته، وهي ترتدي ملابسه وتشاركه القهوة.

وفي قصيدة «كتاب الشك» يقول:

«الليلةَ

صادفتُ العزلةَ في البيتِ

وقد لبست أجملَ قمصاني،

كانت تشربُ مِن قَهوَتي المُرةِ

أيضاً

وتدخّنُ تبغي،

وتقلّبُ ما يشبهُ مخطوطاً لي

كانت تجلسُ في كرسيي

مِثلَ الملكات».

تويتر