زار المعرض الفني الخيري لــ « نور دبي » الذي افتتحه ماجد بن محمد
محمد بن راشد: الفن رسالة إنســـانية
أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن «الفن رسالة إنسانيـة واجتماعية، له دور كبير ومهم في تواصل الدول، والتعريف بثقافات شعوبها وتراثها وعاداتها وتقاليدها الاجتماعية، وبناء جسور للسلام، والتعارف بين المجتمعات دون الالتفات أو التمييز بين عرق ولون أو لغة ودين».
وأضاف سموّه أن «الفنان سواء كان شاعراً أو رساماً أو موسيقياً أو نحاتاً أو مصوراً هو كتلة من المشاعر والأحاسيس والعاطفة يعبّر من خلال فنه عن صورة جمالية أو إنسانية صادقة».
31 عملاً في مزاد اليوم جمع المعرض الذي افتتحه سموّ الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، في غاليري «آرا» في دبي ، أمس، 31 عملاً، تنوّعت بين التصوير والتشكيل والمجسمات الفنية، إلى جانب «الديجتال»، لمجموعة من الفنانين، إذ قدموا أعمالهم لتعرض في المزاد الذي سيقام اليوم بإدارة «كريستيز». وقد تم انتقاء مجموعة من الأعمال المميزة لفنانين من الإمارات وسورية والبحرين والسعودية وإيران وبريطانيا وتركيا، للمزاد الذي سيعود ريعه الى مؤسسة «نور دبي»، فيما حل الفنان التركي الضرير أشرف أرمغان، ضيفاً خاصاً في هذا الحدث، إذ قام بتحسس مجسم برج خليفة، ورسمه أمام الحضور في أكثر من محاولة. وتعد مشاركة نجاة مكي وعبدالقادر الريس، من أبرز المشاركات في هذا المزاد، إذ قدم الريس عملاً، حرص فيه على إبراز هويته في الرسم، فقسم اللوحة إلى قسمين، عرض في القسم الأول اللون الذي لا يمكن أن يغيب عن أعماله وهو الأصفر، فيما في الجزء الأسفل تمازج الأسود مع الفيروزي والأحمر، لتحل في أعلى اللوحة الحروف العربية. أما الفنانة نجاة مكي، فقد حرصت على تقديم أعمال خاصة لهذا المعرض، أتت من فكرة الرؤية والبصر، فحرصت على تشكيل العين بطريقة فنية تحمل بأطرافه الإشعاع. وإلى جانب هذه الأعمال، اشتمل المعرض على لوحة للفنان السوري ثائر هلال، مقدمة من «غاليري أيام»، اعتمد فيها على تمازج الأحمر والأبيض بأسلوبه المعتاد في التكرار في اللوحة. بينما قدمت الفنانة عزة القبيسي، مجسمات من خشب النخيل، جمعتها بكلمات منحوتة من الستانلس ستيل، منتقية مفردات الحضارة والوطن والهوية. أما الأعمال السعودية في المعرض فكانت متميزة، كونها عبّرت عن الاتجاه السعودي المعاصر في التشكيل، لاسيما مع منى القحطاني. وقالت مديرة ومالكة «أرا غاليري»، موزة العبار، إن «الفكرة الخاصة بالمعرض أتت بعد مرور عام على تأسيس (الغاليري)، إذ سنعتمد أن يكون لدينا معرض خيري في كل عام». وأضافت أن «المشروع الخيري هذا العام خصص لمؤسسة (نور دبي)، وهناك 31 لوحة إلى جانب 10 صور من المخيمات التي تزورها مؤسسة (نور دبي)، وهي تجسد طريقة عملهم في المخيمات». ولفتت إلى أن «التعاون مع (كريستيز) لإدارة المزاد، جاء حرصاً على إنجاح المزاد، لما للدار من باع طويل في مجال المزادات». |
جاء ذلك، خلال زيارة سموه، بعد ظهر أمس، المعرض الفني الخيري الثاني لمؤسسة «نور دبي» فى منطقة برج خليفة بدبي. وتفقّد سموّه مجموعة مختارة من لوحات نخبة من الفنانين المحليين والعرب والمسلمين، من بينهم الفنان التركي الكفيف أشرف أرمغان، الذي تبرّع بثلاث لوحات لمصلحة مؤسسة «نور دبي»، ورسم لوحة برج خليفة أمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وأهداها إلى سموه.
وتعرّف سموه، من خلال الشرح الذي قدمه مدير عام هيئة الصحة بدبي رئيس مجلس ادارة مؤسسة «نور دبي»، قاضي سعيد المروشد، إلى الهدف من وراء تنظيم مثل هذه المعارض الفنية التي يشارك فيها فنانون من دولة الإمارات، ومن بعض الدول العربية والرسلامية، إسهاماً منهم فى دعم جهود وأنشطة «نور دبي» في معالجة مرضى العيون في الوطن العربي والدول الإسلامية وغيرها من الدول الفقيرة، والذين وصل عددهم حتى الآن نحو ستة ملايين مريض.
من جهتها، أشارت المديرة التنفيذية لمؤسسة «نور دبي»، الدكتورة منال تريم، في معرض توضيحها لصاحب السموّ حاكم دبي، إلى أن اللوحات المعروضة الـ31 في المعرض لـ29 فناناً وفنانة، ستُباع اليوم في مزاد علني ويعود ريعها لصالح «نور دبي»، إسهاماً وتبرعاً من الفنانين المشاركين لهذه المؤسسة الإنسانية الخيرية، التي أنشئت مبادرة من سموّه في عام ،2008 وقرر سموّه عام 2010 تحويلها إلى مؤسسة «نور دبي»، لها شخصيتها الاعتبارية وتختص بتنظيم حملات علاجية ووقائية داخل الدولة وخارجها، خصوصاً في المناطق الأشد فقراً لمرضى العيون.
وأبدى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إعجابه بهذه المبادرة الإنسانية الخيرية لفنانينا المحليين وزملائهم من الفنانين العرب والمسلمين، معتبراً مثل هذه المبادرات والمشاركات من قبل شريحة الفنانين وكل شرائح وفعاليات المجتمع، إنما تعكس روح التلاحم الوطني والتكافل الاجتماعي لمجتمعنا بكل مكوناته الزاخر بالقيم والأخلاق العربيـة والإسلاميـة النبيلة.
رافق سموّه في جولته في ردهات المعرض وزير شؤون مجلس الوزراء محمد عبدالله القرقاوي، ومدير عام دائرة التشريفات والضيافة بدبي خليفة سعيد سليمان، وأعضاء مجلس إدارة مؤسسة «نور دبي»، ومجموعة من الفنانين والفنانات.
وكان سموّ الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، دشن في غاليري «آرا» المعرض الخيري السنوي الثاني «فن من أجل البصر» (آرت فور سايت) لمؤسسة «نور دبي»، المبادرة الخيرية في مجال مكافحة العمى على مستوى العالم.
وحضر حفل التدشين رئيس مجلس أمناء مؤسسة «نور دبي» الخيرية قاضي المروشد، وقنصل عام تركيا في دبي تشومو أوغلو، وأعضاء مجلس أمناء مؤسسة «نور دبي» الخيرية، ونخبة من الفنانين الإماراتيين والعالميين، ممن تبرعوا بريع لوحاتهم وتحفهم الفنية للمزاد الخيري، بهدف دعم المشروعات وبرامج مؤسسة «نور دبي» لمكافحة العمى عالمياً.
واستمع سموّه خلال جولته في المعرض إلى شرح مفصل من المروشد، والمديرة التنفيذية لمؤسسة «نور دبي» الدكتورة منال تريم، حول أهداف المعرض والنجاحات التي حققتها الدورة السابقة للمعرض والمشروعات التي تعتزم مؤسسة «نور دبي» الخيرية القيام بها خلال الفترة المقبلة لمكافحة العمى بمختلف دول العالم التي تحتاج لمثل هذه البرامج.
كما تجوّل سموّه في مختلف أركان المعرض، واستمع من الفنانين العارضين إلى شرح حول لوحاتهم الفنية ودلالاتها ودور الفن في إيصال رسالة الفنان إلى مختلف طبقات وشرائح المجتمع.
وأكد المروشد في تصريحات صحافية «أهمية هذا المعرض الذي يأتي ضمن الأنشطة والفعاليات والمشروعات التي تقوم بها مؤسسة (نور دبي) لإبراز كفاءات الفنانين الإماراتيين، ودعم الناشئين منهم عبر عرض أعمالهم في معرض يتضمن أعمالاً لفنانين عالميين».
واستعرض الجهود التي تقوم بها مؤسسة «نور دبي» المبادرة الخيرية في مجال مكافحة العمى على مستوى العالم، من خلال برامجها العلاجية والتعليمية والتوعوية، إذ تمكنت من مساعدة ما يقارب من ستة مليون محتاج حول العالم.
وقالت الدكتورة منال عمران تريم إن «فكرة دمج الفن التشكيلي بالأعمال الخيرية لمكافحة العمى نشأت عندما قامت فاتوماتا من مالي ابنة الـ12 ربيعاً بإلهام من حولها عندما بدأت برسم أشكال مختلفة بألوان عديدة في فترة النقاهة بعد خضوعها لعملية جراحية على يد أطباء مؤسسة «نور دبي» أعادت لها بصرها، إذ كان أول ما أدركته فاتوماتا هو جمال ألوان الطبيعة من حولها بعد أن أمضت معظم سنين طفولتها في الظلام». وأعربت عن تقديرها للفنانين المشاركين في المعرض ممن قدموا لوحات لصالح «نور دبي» الخيرية لدعم برامجها في مكافحة العمى.
وأوضحت أن «اليوم الثاني للمعرض يتضمن مزاداً خيرياً للعديد من اللوحات التي تبرع بها فنانون من الإمارات، مثل عبدالقادر الريس، الذي تعرض لوحاته في مقر الأمم المتحدة، وله العديد من الأعمال الفنية التي تعرض في متاحف في الشرق الأوسط وأوروبا والصين، إضافة إلى الفنانة الإماراتية نجاة مكي، التي قامت بإنجاز عمل فني خاص بمؤسسة نور دبي تحت عنوان (أمل)» .
وأضافت أنه «يشارك في المعرض أيضا كل من الشيخة لطيفة بنت مكتوم وجلال لقمان وعزة القبيسي وخولة المري وسعيد خليفة، وعدد من الفنانين الإماراتيين بلوحات فنية، إضافة إلى فنانين عالميين أمثال محمد كانو ورضا حسيني وهمات ومنال الدويان ووباباك حازمي».
وقالت تريم إن «المعرض يشارك فيه عدد من المعارض الفنية من خلال لوحات مثل غاليري (أيام) ومؤسسة (بارجيل) و(تشكيل) ومتحف (سلسالي) ومجموعة من مقتنيات (فرجام)».
ولفتت إلى الدور الذي تقوم به مؤسسة «نور دبي» الخيرية لتعزيز جهودها في المجال التوعوي لمكافحة العمى، إذ قامت المؤسسة بالتعاون مع برج خليفة باستضافة الفنان التركي أشرف أرمغان، وهو كفيف منذ الولادة، ولكن رغم إعاقته البصرية لم تحرمه بصيرته من الرسم حتى أصبحت لوحاته تعرض في متاحف أوروبية.
وذكرت تريم «لقد غير أشرف أرمغان ـ الرسام الأعمى ـ مفهوم الطب في مجال النظر وكيفية إدراكنا لما نراه حتى قامت جامعات أميركيـة بفحص قدراتـه الذهنيـة في التعرف إلى الألوان عبر خضوعه لفحوص عدة، كانت نتيجتها مدهشـة، إذ تبين من الرنين المغناطيسي أن الخلايا الدماغية عند الفنان أشرف المعنية بمركز النظر تظهر نشاطاً عندما يبدأ بالرسم بمعدل النشاط نفسـه الذي نراه عندما يبدأ شخص عادي باستخدام حاسة البصر».
وأكدت مديرة غاليري «آرا» موزة محمد العبار، «أهميـة هـذه المبادرة التي من شأنها إعادة الأمل لمن فقد نعمـة البصر بسبب الفقر، أو الكوارث الطبيعيـة، أو الحروب».
يذكر أن المزاد الخيري ستقوم بتنظيمة شركة «كريستي» العالمية اليوم في برج «بلازا داون تاون» المطل على برج خليفة، بالتعاون مع شركة «إعمار».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news