أكد أن «طماشة» لم يخضع للرقابة.. وشكا معوّقات أمـــــــام التصوير
سلطان النيادي: الدرامــا ليست بوقاً دعائياً
أكد الفنان سلطان النيادي أن الجزء الرابع من مسلسل «طماشة»، الذي يجري تصوير مشاهد منه، «لم يخضع للرقابة»، مضيفاً أن «الدراما ليست بوقاً دعائياً لتجميل ظواهر». وأشار إلى أن «الرقابة الوحيدة» كانت تتعلق بالمستوى الفني للعمل، موضحاً «لم يلجأ تلفزيون دبي إلى فرض توصيات أو تعليمات على أسرة المسلسل، الذي يعرض على شاشة دبي الفضائية في رمضان المقبل».
نغموش ظاهرة استثنائية
عندما يتحدث الفنان سلطان النيادي، سواء بصفته منتجاً أو ممثلاً أو حتى كاتب سيناريو، عن بطل مسلسل «طماشة» الفنان جابر نغموش، يبدو حديثه مفعماً بالإعجاب والتقدير لموهبته الاستثنائية، مؤكداً أن «نغموش ظاهرة استثنائية لم يتم الاستفادة القصوى من إمكاناتها الثرية حتى الآن، فهو يمتلك حساً إبداعياً واعياً يجعله يستنبط مواطن القوة والضعف في العمل الدرامي في مرحلة مبكرة جداً، فيتحمس له، أو يتركه». وأضاف أن «نغموش يتحمس للجزء التالي من (طماشة) بمجرد انتهاء عرض أحدث الأجزاء، ويتواصل مع الكُتّاب المرشحين، ويبدو متلهفاً للاطلاع على السيناريو، ليدخل بعدها في أجواء مناقشته، وكثيراً ما تكون اقتراحاته جوهرية من أجل التعديل من خلال تعاون خلاق مع الكاتب». وأوضح النيادي، الذي يعد من أكثر الأصدقاء قرباً لبطل «طماشة»، أن «نغموش شخصية متناهية العفوية، يستطيع أن ينثر الضحكة في كواليس العمل، تماماً كما في مشاهده الدرامية. ورغم نجوميته فإنه يتعامل بندية مع جميع الممثلين والفنيين، ويبدي تفهماً كاملاً لرؤية المخرج، والحيثيات الفنية التي يحددها السيناريو، بحرفية ومسؤولية». |
وكشف النيادي عن معوقات تواجه تصوير بعض مشاهد المسلسل، وقال لـ«الإمارات اليوم» إن «عراقيل تضعها جهات أمام استكمال تصوير مشاهده»، موضحاً أن «العمل الذي اعتبره البعض بمثابة استكمال للمسلسل الأشهر في الدراما الإماراتية (حاير طاير) يبدو متحللاً من أهم المشكلات التي واجهــت الأخير قبل توقفه عند جزئه السادس».
النيادي الذي يدير شركة «ظبيان للإنتاج الفني»، المتولية تنفيذ المسلسل، ويقوم أيضاً بكتابة معظم حلقات المسلسل، إضافة إلى الفنان محمد العامري الذي كتب نحو 10 حلقات، في مقابل حلقتين أعدهما طالب الدوس، أكد أن «طماشة الجديدة هي موديل 2012»، حسب تعبيره، مضيفاً أن «المشاهد سيشعر بأنه أمام عمل بنكهة جديدة، رغم تقديمه للعام الرابع على التوالي».
تخلص «طماشة» من تجربة التعدد في أقلام الكتاب على النحو الذي وصل بها العام الماضي إلى سبعة كُتّاب، كان محل تبرير من النيادي، الذي قال إن «خصوصية (طماشة) تفرض فنيات بعينها على الكتابة، وآلية اختيار القضايا. ورغم أن تجربة تنوع الكُتّاب العام الماضي كانت ثرية، ما دفعنا هذا العام إلى مخاطبة كثيرين منهم في وقت مبكر، إلا أن المحصلة دفعت باتجاه الاقتصاد في الأسماء، لأن بعض النصوص كانت دون المستوى، فيما خلا بعضها الآخر من نكهة المسلسل التي أصبحت لوناً درامياً مميزاً».
«البحث عن نواقص المجتمع وسلبياته ليست مراد الدراما الجريئة»، حسب النيادي، الذي رفض أن يكون العمل مشغولاً بتزيين الواقع أو تجميله أيضاً، «المنتج والمخرج والكاتب، وجميع أسرة العمل هم من يفرضون حريتهم الإبداعية، من خلال الإخلاص للإبداع من جهة، ومعرفة أولويات المجتمـع من جهة أخرى، فالدراما ليســت بوقاً دعائياً، كما أنها ليست في حالة عداء مع مؤسسات المجتمع المختلفة».
وأضاف: «يسعى المسلسل في جزئه الرابع إلى نثر الابتسامة على شفاه المشاهدين، من خلال محتوى ناضج، يستوعب كوميديا الموقف، من خلال مناقشة موضوعية لقضايا بعينها، تم التعامل معها بحس إبداعي، وليس بحس رقابي، إذ إن الرقابة الوحيدة على العمل كانت ذاتية ومن الناحية الفنية، ولم تقم مؤسسة (دبي للإعلام)، الجهة التي يتم إنتاج العمل لصالحها، بأي شكل رقابي على المسلسل».
رغم ذلك، أبدى النيادي استياءه من عدم فاعلية بعض الجهات في التعاون مع أسرة العمل، من أجل تسهيل إجراءات التصوير الخارجية خصوصاً، مضيفاً «هناك انتقاد جاهز للدراما الإماراتية بأنها لا تقوم بإظهار الكثير من معالم ومرافق الدولة الحديثة التي تمثل منجزاً حضارياً يحق للمواطن الإماراتي أن يفخر به، في حين أن المعوق الأساسي يتمثل في صعوبة وروتينية الحصول على تصاريح للتصوير عندما يتعلق الأمر بمسلسل محلي، لكننا نفاجأ بأن المواقع التي يصعب على الكاميرا الإماراتية الوصول إليها، متاحة بسهولة في أعمال تلفزيونية وسينمائية غير اماراتية».
وفي حين كان من السائد أن تشكو الجهات القائمة بدور المنتج المنفذ مشكلات مالية مرتبطة بضخامة تكاليف التصوير وأجور الممثلين، إلا أن النيادي الذي يرتبط بشراكة مع «دبي للإعلام»، قال: «ضخامة الإنتاج ليست معيار الجودة دائماً، اذ يبقى المعيار دائماً في ما يطالعه المشاهد على الشاشة. وبالنسبة لي فقد وقعت عقداً مع مؤسسة (دبي للإعلام)، يشرفني أن ألتزم به، وبناءً عليه أقوم من جانبي بالتغلب على المعوقات الإنتاجية، وفق شرطين ثابتين، أولهما يتعلق بحق المشاهد في جودة وتميز الصورة، وحق الفنان وكل فرد في أسرة العمل في الحصول على الحقوق المالية المناسبة لما يقوم به»، لكنه أكد في السياق ذاتــه أن «الدراما الإماراتية بحاجة إلى مزيد من المراهنة المالية على نجاحاتها».
وفي ما يتعلق بانضمام وجوه جديدة لأسرة مسلسل «طماشة»، أشار النيادي إلى أنه تفاجأ بسرعة انسجام الفنانة بدرية أحمد مع طاقم العمل التي عادت إلى الدراما الإماراتية بعد سنوات من الاستقرار في الكويت، مؤكداً أن عودة «طماشة» إلى الاستعانة بالمخرج السوري عارف الطويل، بعد تجربة وحيدة العام الماضي مع المخرج الأردني زياد الدباس «منطقية».
وأضاف النيادي أن «ابتعاد عارف الطويل العام الماضي، كان اضطرارياً بسبب انشغاله بتصوير عمل آخر تزامن مع تصوير (طماشة)، وهو يعد من أكثر المخرجين العرب إلماماً بخصوصية البيئة والدراما الإماراتيين، لذلك فهو بمثابة شريك فني، ومخرج دائم للمسلسل بتعدد أجزائه المقبلة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news