يصوّر «حبر العيون» و«اليحمــــــــــــــــــــــــوم» و«ريح الشمال» لرمضان
الجســـمي: الدراما الخلـيجية رهـان رابـــــح لـ «الفضائيات»
«لا أنفي أن الإطار الذي يحكم سياسة المنتج التلفزيوني يبقى تجارياً وربحياً في المقام الأول، خلافاً لأولويات الإنتاج في العمل المسرحي، لكن حينما يكون المنتج ذاته فناناً حقيقياً، لابد بالضرورة أن قضايا فنية مهمة ستزاحم تلك الأولوية»، تصريح بدأ به الفنان أحمد الجسمي، حواره مع «الإمارات اليوم»، منفتحاً خلاله على قضايا متعددة، بعضها أجاب عنه بمخيلة الفنان، وبعضها الآخر حكمته حسابات المنتج.
مقارنة مرفوضة حينما طُلب من الفنان أحمد الجسمي أن يختار اللقب الأقرب له، هل هو عضو مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح، أم نائب رئيس جمعية المسرحيين الإماراتيين، أو رئيس مسرح الشارقة الوطني، ابدى اعتزازه بكل تلك الألقاب، لكنه اختار لقب «الفنان الإماراتي أحمد الجسمي». المقارنة بين عمله منتجاً من جهة ووقوفه على خشبة المسرح من جهة أخرى مرفوضة من وجهة نظره، مضيفاً «المسرح يأخذني إلى حالة عصية عن المقارنة من خلال حالة من النقاء والصفاء الإبداعيين، لا يمكن أن تتلبس الفنان إلا على خشبته، وبحضور جمهوره». الجسمي الذي يعد أحد أهم المنتجين الإماراتيين الذين قدموا أعمالاً مميزة بالشراكة مع مؤسسة دبي للإعلام التي اعتمدت عليه منتجاً منفذاً لعدد من المسلسلات، أكد أنه غير راضٍ عن المرحلة الماضية التي انحاز فيها للإنتاج على حساب المشاركة في أعمال مهمة، مؤكداً أن مشاركته في أي عمل من إنتاجه يبقى مرهوناً بإرادة المخرج من جهة، ومدى اقتناعه هو بالأساس بالدور المرشح له، مضيفاً «المقولة المتعلقة بشباك التذاكر تؤشر إلى أولوية قرار الجمهور، وفي كواليس العمل الفني أخرى تؤشر إلى ديكتاتورية المخرج التي تمنحه حقوق التصرف الفني، بما في ذلك اختيارات الممثلين، أما سلطة المنتج فيجب أن تظل بعيدة عن التأثير في العمل الفني». |
الجسمي الذي يصور ثلاثة مسلسلات، أحدها المتعدد الأجزاء «ريح الشمال»، للعرض خلال شهر رمضان المقبل، ويشارك ممثلاً في اثنين منها، هما «حبر العيون» و«اليحموم»، أكد أن الدراما الخليجية «مهيأة لتكون الرهان الرابح في مختلف الفضائيات العربية، وليس الخليجية فقط، خلال شهر رمضان المقبل، من خلال نخبة من الأعمال المهمة التي من المتوقع أن يتم الدفع بها في الموسم الأهم للعرض».
رغم ذلك أكد الجسمي أن انشغاله بشكل أكبر خلال المرحلة الماضية بالإنتاج التلفزيوني، لم يحل دون انشغاله معنوياً وفكرياً بالمسرح، مضيفاً «لا أستطيع أن أنفصل عن المسرح، وحتى عندما أشارت الإحصاءات إلى جماهيرية مسلسل (عجيب غريب) بأجزائه المتعددة، كان هاجسي الأول هو محاولة استثمار تلك الجماهيرية التلفزيونية، من أجل بناء جماهيرية موازية للمسرح الإماراتي، من خلال مسرحية (عجيب غريب)، ثم مسرحية (عجيب غريب زنقا زنقا)».
وأضاف الجسمي أن المتتبع لكثافة الحضور وأسعار التذاكر التي وصلت للمرة الاولى في الإمارات إلى 300 درهم، سيدرك أن (غريب) في عروضها المسرحية، سواء في الجزء الأول منها أو الثاني قادت المسرح الإماراتي إلى الجماهيرية، من خلال مسرح تجاري، لكنه بعيد عن الإسفاف، وهذا من وجهة نظري الضمانة الوحيدة لمسرح قوي، لذلك لا أستبعد أجزاء أخرى من المسلسل، وأجزاء أخرى أيضاً من المسرحية تستأنف تلك العلاقة الإيجابية بين المسرح والجمهور».
غياب الممثل
متى يجب على الممثل أن يغيب عن الشاشة، أو بالأحرى أي الظروف الأكثر دفعاً له لأن يفضل طوعاً الغياب، سؤال لم يتردد الجسمي في الإجابة عنه من خلال الاستشهاد بغيابه عن الشاشة الرمضانية العام الماضي، باستثناء «عجيب غريب»، مضيفاً «أعتقد أن غيابي القسري في تلك الفترة هو مثال واقعي لبعد الممثل عن الكاميرا التلفزيونية، عندما يغيب النص الجيد، المتاحة له المشاركة فيه».
رغم ذلك لم ينكر الجسمي أن شركة «جرناس» للإنتاج الفني التي يديرها قد أسهمت في مزيد من تقليص حضوره على الشاشة الصغيرة، مضيفاً «الطموح الإنتاجي مساره غالباً لا يتوازى مع الطموح الفني، ولا تستطيع بسهولة أن تكون منتجاً ماهراً، وفناناً مثالياً في الوقت نفسه، وإذا كانت سنوات تأسيس قد احتاجت إلى طاقات المنتج، فإنني بكل تأكيد سأنحاز في المرحلة المقبلة لطموح الفنان، الذي يبدو فور كل نجاح أكثر توقاً لتحدٍ آخر، لذلك فإنني أستطيع أن أؤكد للجمهور أن عودتي بقوة إلى الشاشة من خلال أكثر من عمل هذا العام، لن تكون حالة مؤقتة».
وحول المحتوى الدرامي لمسلسل «اليحموم»، قال الجسمي إن العمل، الذي يعود نصه للكاتب البحريني عيسى الحمر، يلامس تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية في المنطقة، وتداعياتها على الحياة الاجتماعية للافراد، من خلال شخصية رجل أعمال يدعى «سعيد» يدير شركة استثمارية تتعرض للافلاس والخسارة، ليجد البطل، الذي يؤدي دوره الفنان الجسمي، نفسه في موقف لا يحسد عليه، امام ابناء عمه الذين يقطنون قرية نائية ويطالبونه برد اموالهم التي وعد باستثمارها وتحقيق ارباح خيالية لهم، لكن فقدانه الذاكرة على اثر حادث، واختفاء حقيبة الأموال من سيارته، يؤثران في مجرى الأحداث التي تتداخل خيوطها عبر تقنية الفلاش باك، ليسير المسلسل في زمنين مختلفين.
الرهان الآخر
الجسمي أشار الى أن المسلسل الذي يخرجه البحريني مصطفى رشيد يضم أيضاً إلى جانبه كلاً من الفنان الكويتي ابراهيم الصلال الذي يلعب شخصية كبير العائلة «حارث»، والفنان القطري صلاح الملا والذي يلعب شخصية مدرس في القرية اسمه «غانم»، كما تشارك في البطولة كل من هدى الخطيب، وملاك الخالدي، وزينة كرم، ومشعل الجاسر، وحبيب غلوم وآلاء شاكر، وامل محمد، وعبدالله زيد والفنان عبدالله مسعود والفنانة هدى الغانم.
الرهان الآخر للجسمي ممثلاً ومنتجاً منفذاً لمصلحة شركة «صباح بيكتشر» الكويتية، عبر مسلسل «حبر العيون» الذي يجمعه بسيدة الشاشة الخليجية الفنانة حياة الفهد، ونص الكاتب الإماراتي جمال سالم، والمخرج البحريني أيضاً أحمد يعقوب المقلة، وعدد من نجوم الدراما المحلية والخليجية، منهم حبيب غلوم ومنصور الفيلي وهند البلوشي وهيا عبدالسلام ومحمود بوشهري.
وبغض النظر عن السياق الدرامي للعمل فإن الجسمي يؤكد أن تلك الشراكة النادرة بين شركة كويتية منتجة للعمل، وأخرى إماراتية منفذة «تؤكد أن الحواجز بين الدراما الخليجية لا مجال لها إلا في رؤوس مدّعيها».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news