«أفلام الطلبة».. 14 عــــرضاً في 48 ساعة

«نمتلك قاعدة بيانات جيدة بشأن هواتف أهم نجوم الدراما المحلية تصل إلى 200 رقم، قمنا بالتواصل معهم، ونحن سعداء بمن حضر منهم، ومهرجاننا الناشئ بالأساس لا يستوعب ربما إقبالاً أكبر من فئة كبار الزوار أمثال نجومنا المحليين»، تعليق لا تعوزه الدبلوماسية لسقراط بن بشر مدير مهرجان أفلام الطلبة، الذي استضافته نهاية الأسبوع الماضي كلية دبي التقنية للطلاب، بالروية، بتنظيم وإدارة طلابية خالصة.

وعلى خلاف موسمه الأول، لم يلب سوى عدد محدود جداً من الفنانين دعوة الموهوبين الشباب للحضور والدعم، وانتظر الشباب أكثر من ساعتين من أجل إتاحة فرصة أكبر للمدعوين منهم لتلبية الدعوة في حدثه الافتتاحي دون جدوى، باستثناء الفنان عبدالله صالح الذي حضر متحدياً نصائح طبية بالراحة بعد شفائه من جلطة مفاجئة في القلب، وكذلك الفنان منصور الفيلي المشغول بالأساس بتصوير أكثر من عمل للعرض خلال شهر رمضان.

حضور إعلامي

أحد الطلاب الذين لفتوا الانتباه بأدائهم المبهر الذي لا يقل ثقة وقدرة عن نظرائه في مهرجانات كبرى، هو الطالب ياسر الخياط، الذي تم تكليفه بتولي إدارة العلاقات العامة، وبالفعل كان واعياً بفنيات ومتطلبات مهمته، وقام بشكل متوازن بالاهتمام بالمدعوين، دون أن يغفل الجوانب المتعلقة بالحضور الإعلامي، بل الأكثر حرفية أن الخياط كان يسعى دائماً لأن ينسج وصالاً بين الصحافيين والأشخاص المعنيين بالإجابة عن تساؤلاتهم، على تنوعها، دون أن ينصب نفسه لساناً يصادر آراء سائر زملائه في القطاعات الأخرى للمهرجان، وأبرزها لجنة التحكيم.

كل شيء هنا كان بصيغة الكبار، وتقاليد المهرجانات المعروفة، ليبدو الحدث بالفعل مهرجاناً سينمائياً، في الوقت الذي استكملت طالبات متطوعات جماليات المشهد التنظيمي من خلال مساهمة فاعلة تبشر بوعيهن بأن مسؤولية استكمال البناء الحضاري للوطن هي مسؤولية مشتركة مع زملائهن الطلاب.

ميزانية قدرها 30 ألف درهم فقط هي قيمة الدعم المادي الذي سير به الطلبة عرسهم السينمائي، حسب بن بشر، رغم ذلك وجدنا ملصقات دعائية وإعلانات ومطبوعات خاصة بالعروض، بل أيضاً هدايا تذكارية للحضور، وهو ما يعني أن مجلس إدارة المهرجان الطلابي نسخ تجربة الكبار مغفلاً العزف على المقولات المكرورة عن شح التمويل، وضعف الميزانية، مفضلين حلولاً مبتكرة تقفز على المشكلات، منها التوصل لرعاية مثمرة مع إذاعة «دبي إف إم» التي قامت بالتعريف بالمهرجان على مدار خمسة أيام متواصلة، قبل انطلاقه، وتكفلها بتوفير هدايا الحضور التذكارية.

طموح القفز بالمهرجان لمستوى تنظيمي أفضل، واستيعاب أكبر لأفلام الطلبة لا يغيب عن إدارته الناشئة التي تؤكد على لسان بن بشر، أن «الهدف هو الوصول مع دورته الخامسة لأن يصبح هذا المهرجان تحديداً الرابع من حيث الأهمية للوسط السينمائي الخليجي والمحلي بعد مهرجانات دبي وأبوظبي والخليج، من خلال انفتاحه على كامل المشهد السينمائي الذي يبدعه الطلبة، سواء في الإمارات أو مختلف دول الخليج العربي».

وكشف بن بشر الذي يدرس في السنة النهائية بقسم الإعلام بكلية التقنية، أن إدارة المهرجان تخطط لاستئجار مكتب دائم مستقل، بعد مخاطبة عدد من الشركات الوطنية المرشحة لتولي رعايته، كاشفاً أن عدداً من الطلاب الموهوبين في مجال الأفلام قد تلقى عروضاً للتوظيف من قبل مسؤولين لبوا دعوة الحضور، معتبرها «إحدى الثمار المهمة للمهرجان».

رغم ان الحدث تستضيفه كلية الطلاب، إلا أن مشاركة الطالبات كانت مؤثرة وحاضرة بقوة، وهو ما تبرره طالبتان تشاركتا في إنتاج فيلم غير مشارك في المهرجان هو «أوراق ولكن»، هما ريم الفلاحي وحصة الشويهي، من قسم الإعلام والاتصال الجماهيري، اللتان بدتا متواصلتين مع سائر فريق الاستقبال عبر أجهزة تقنية بجدية تتجاوز فكرة «المشاركة التطوعية الشرفية». ومن كلية تقنية رأس الخيمة، جاءت الطالبة ريم السويدي للتطوع في تنظيم المهرجان أولاً، والمشاركة بفيلم «أوراق» مدته ثلاث دقائق ونصف، لترصد هواجس طفلة تخاطب نبتة، متحدية إحباط رفض لجنة اختيار الأفلام في مهرجان الخليج السينمائي قبول ترشيح الفيلم ضمن المسابقة الرسمية لأفلام الطلبة، ما جعلها تفكر جدياً في مزيد من المشروعات السينمائية الأخرى.

كاتبة سيناريو «أوراق» الطالبة بالكلية نفسها عائشة الأحمد، تبدو أيضاً متفائلة بمستقبل يمنح فرصاً أكبر للمواهب الشابة، مضيفة «جميعنا هنا يتلمس الطريق، ويبحث عن آلية ما من أجل صياغة حلمه الإبداعي، وبالنسبة لي أريد أن ألمس مدى تقبل المجتمع لمشروعات شبابية من المنطقي ألا تكون مكتملة النضج، لاسيما في ما يتعلق بمجال كتابة السيناريو الذي يعتبره المتخصصون الحلقة الأضعف حالياً في الدراما والسينما الإماراتية، لكن كثيراً من الأمل في الوقت ذاته يحدوني لأن أسير على درب كاتب السيناريو الإماراتي محمد حسن أحمد».

مخرج فيلم «رائحة الجنة» الطالب بالسنة الثالثة بقسم الإعلام بكلية التقنية في دبي محمد سويدان، أصبح بفعل مشاركاته المتواترة بالفيلم ذاته في دبي والخليج السينمائيين وجهاً مالوفاً إعلامياً، لكنه يعلق على تلك المشاركة خصوصاً بقوله «الأمر هنا يختلف، فهذا المهرجان الطلابي هو بمثابة بيتي الابداعي، لأنه انتمائي الحقيقي، لذلك فقط قمت بتسخير وقت وجهد استثنائيين لتصميم حفل الافتتاح من خلال عرض ضوئي بعنوان (ثورة السينما)، يتتبع تاريخ الفن السابع العريق على مدار العصور».

الأكثر مشاركة