334 فناناً يعرضون 1525 عملاً فنياً حتى نهاية مايو
المظلوم: «بينالي الخط» يوازن بـــين تاريخ الفن ومستقبله
امتداداً لدور «الشارقة» في صون الهوية العربية الإسلامية، واستنهاض آليات الدفاع عن هذه الثقافة، من خلال برامج واستراتيجيات عديدة، تنفتح على الآخر، معتدة بذاتها، وبمكوناتها، جاءت إقامة بينالي الخط في دورته الخامسة، والتي حملت ثيمة «كون»، لتواصل مسيرة الابداع في مجال الحرف العربي، وما يوازيه من ابداعات تنتمي لثقافات عالمية وتعكس التنوع المعرفي للإنسان، من خلال المواءمة بين الطرحين الأصيل «الكلاسيكي» والمعاصر.
ورش فنية مواكبة للخط العربي قال مدير إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة هشام المظلوم، إن هناك سبع ورش رئيسة تصاحب الملتقى، منها ما ينفذه فنانون من الإمارات واليابان وأميركا والعراق والنرويج وفرنسا ومصر وتونس. وتعتمد الورش في محتواها على الفنون الأصيلة والتقنيات المصاحبة لها، منها فن الإبرو وفنون إبداع اللوحة الخطية باللغة اليابانية، وورشة الأميركي إيبون هث الذي يطرح رؤيته في تقديم التراكيب البصرية المدهشة، معتمداً على التوليف بين الحروف الإنجليزية المعالجة رقمياً، كذلك ورشة الفنان الفرنسي نون دي ماتوس الذي يقدم رؤية تطبيقية تمتاز بالجرأة بالاعتماد على التباين القوي بين الخلفية وما تتضمنه من خطوط متشابكة. وأفاد المظلوم بأن «الورش ترتكز على عرض موجز الخبرات التقنية والأسلوبية لمجموعة مختارة من الفنانين العالميين والعرب المشاركين في معارض الملتقى، وتصب الورش بشكل مباشر في مصلحة جمهور المتلقى سواء كان ذلك الجمهور متخصصاً في مجال الخط أو في بقية الفنون، لاسيما أن هناك فائدة مباشرة وتفاعلاً ديناميكياً بين الأداء العلمي التطبيقي الذي يقدمه الفنان المشرف على الورشة والمجموعة، كما توفر لقاءات مباشرة وتفاعلية بين الفنانين والمعنيين، وتجمع هذه اللقاءات بين التعليق النظري والممارسة العملية، الأمر الذي يؤكد فكرة تبادل المعارف والخبرات في مجالات الفنون بكل أنواعها». |
هذا ما أكد عليه مدير إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة هشام المظلوم، الذي قال لـ«الإمارات اليوم» إن «أهمية إقامة بينالي الخط الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري، تكمن في إحياء فنون الخط العربي ورعاية مبدعيه وتكريمهم مع تشجيع الأعمال الجادة منها، والإسهام بشكل واضح في رفد الساحة بالمبدعين الجدد القادرين على تحقيق الجانب الفني والإبداعي في الخط العربي في الاتجاهين الأصيل والمعاصر»، مضيفاً أن ذلك ضروري «لضمان الاستفادة من القواعد والأسس التقليدية في فن الخط، والاهتمام بالتقنيات والتطور التكنولوجي من جانب آخر».
ولفت إلى ان «البينالي حقق الموازنة بين تاريخ الفن ومستقبله، إذ لا مجال لحدوث قطيعة بين الخطاط المنصاع للقاعدة الخطية التقليدية وذلك الذي لا ينفك عن محاولات التحرر من هيمنة الكلاسيكية في الخط، لذلك دأب الملتقى على المواءمة بين الطرحين الأصيل والمعاصر، لضمان بقاء الجمالية وتألق الأفكار وتواصل المقترحات والرؤى المعبرة عن قدرات الإنسان المبدع، إذ لا ينفصل المنتج الإبداعي عن المكنون الثقافي والفلسفي للفنان المبدع الساعي لتحقيق التوافق الأسلوبي والبصري».
ويشارك في الملتقى نحو 334 فناناً يعرضون 1525 عملاً فنياً ضمن فنون الخط والزخرفة والحروفية، والأنماط المعاصرة التي تستلهم الحرف وأعمال الفيديو والأعمال التركيبية، إذ شهدت ساحة الخط في منطقة الشارقة القديمة، أخيراً، جزءاً من المعارض الفنية التي تزخر بمشاركات فنانين ينتمون لأكثر من 28 دولة عربية وأجنبية، منها المعرض العام الاتجاه الأصيل والحروفية والمعارض الدولية الموازية ومعرض جمعية الامارات للتصوير الضوئي وأدوات الخط، إضافة إلى معرضي «كون» و«في حب سلطان».
ولم يخل الملتقى من الاتجاه الأصيل لفن الخط العربي، إذ ضمت معارض الخط مجموعة من اللوحات الفنية التي زينتها عبارات وجدانية وأدعية صوفية وأخرى مفردات مفرقة وآيات قرآنية تبرز جمالية الخط العربي، إضافة إلى ترانيم وأشعار احتضنتها لوحات الكانفيس بخطوط متنوعة منها خط الثلث والكوفي والثلث الجلي والديوان الرصين.
الخطاط الإماراتي
تتنوع مشاركات الفنانين الإماراتيين في الدورة الخامسة، هناك خطوط أصيلة ومشاركات في الاتجاه المعاصر، إضافة إلى مشاركات في المعارض الموازية، وفق المظلوم، الذي أكد أن «هناك مشاركات متميزة لخطاطين إماراتيين منهم الخطاط حسين الهاشمي والفنانة فاطمة لوتاه والفنان خالد الجلاف والفنانة إيمان البستكي، إضافة إلى مشاركات ضمن معارض تخصصية لجيل الشباب من بينها معرض خطاطات مواطنات الذي نظمه مكتب إدارة الفنون بالمنطقة الشرقية، ومعرض خطوط بلا قيود، وهنالك مشاركات مهمة في معارض كلمات وروائع الخط العربي ورسم الكلمات، وهي معارض تحتضنها مراكز الفنون في خورفكان وكلباء ودبا الحصن».
ولفت المظلوم إلى أن «الجديد في ملتقى هذا العام هو اختيار ثيمة (كون) لتكون بمثابة المعبر الحقيقي عن فلسفة الملتقى وطموحه في تجاوز الواقع الاعتيادي ولتكون مسألة اختيار الثيمة تقليداً راسخاً يتم تكراره مستقبلاً خلال الدورات القادمة من الملتقى، وسعت اللجنة التنظيمية لتقديم مجموعة من المعارض الفنية المعبرة عن مشروعات فنية راسخة قادمة من الغرب والشرق لفنانين من أميركا والمغرب والسودان وفرنسا واليابان ومصر، كذلك طرح موضوع جديد للنقاش الفكري يرتبط براهن الحرف العربي، تحت عنوان (كونية الحرف) بمشاركة نخبة من النقاد والمفكرين العرب والأجانب الذين تستضيفهم الشارقة للمرة الأولى، وانتقاء مجموعة من الفنانين الإماراتيين والعرب والأجانب المتميزين للمشاركة في هذه الدورة».
كونية الحرف
قال المظلوم إن «أهمية الندوة الموازية لملتقى الخط (كونية الحرف) تكمن في مناقشة مجموعة من المحاور المهمة، منها كونية الحرف العربي كمفهوم، والاصطلاحات البصرية المواكبة للنتاج الحروفي، والعلاقة بين جسد الحرف والأطر الفلسفية المرتبطة، بالإضافة إلى الحرف وعلاقاته بالمشروعات البصرية المعاصرة، والحرف العربي من الرسوخ إلى التحرر».
وأشار إلى أن «التوصيات التي تخلص إليها الندوات المصاحبة يتم الاستفادة منها من خلال نشر البحوث العلمية وتعميق الدراسات في مجال الخط والتواصل مع المبدعين والباحثين من كل البلدان العربية والأجنبية، وقاعدة المشاركة الشبابية سواء في الجانب الفني أو البحثي أو النقدي».
وأوضح أن «الندوة الفكرية كونية الحرف خلصت إلى عدد من التوصيات التي لامست واقع الخط وكونية الحرف العربي، إذ أجمع المشاركون في الندوة التي استمرت يومين، على ضرورة نشر الأبحاث المشاركة في الندوة في كتاب تخصصي وتعميق الدراسات الخاصة بتطوير الحرف العربي ضمن البرامج الرقمية، والعمل على تعميق الصلة مع طلاب الجامعات والمختصين عبر إقامة الندوات بالشراكة مع الكليات والجامعات المعنية، فضلاً عن تعميق الصلة مع الباحثين الأجانب، ومد جسور التواصل مع المؤسسات الخارجية».
وشدد المظلوم على أهمية تبني وإنتاج معجم يضم الأعمال الخطية مع التركيز على المبدعين في مجال الخط العربي، وتخصيص جلسات نقاشية تضم المكرمين من المهتمين بالخط والذين شاركوا ضمن الدورات السابقة للملتقى وذلك للاستفادة من تجاربهم وتبادل الخبرات، إضافة إلى العمل على إعادة الاعتبار إلى الخط العربي في المدارس، والدعوة إلى تدريس الخطوط في الكليات والمعاهد التخصصية، كما طالبوا بإصدار كتاب خاص يتضمن الأعمال الخطية الإبداعية، مع النظر في زيادة جوائز الملتقى وتصنيفها وفق اشتراطات جديدة تلائم التطور الحاصل في الفنون.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news