مؤلفات وأزمات

«المتشدّدون» بين «المفتي» والسلفيين

أثار كتاب «المتشددون.. منهجهم ومناقشة أهم قضاياهم»، لمفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، كثيرين ممن ينتمون إلى التيار السلفي، إذ اعتبروا الكتاب هجوما حادا، و«حرباً شعواء» على منهجهم.

واعتبر مفتي الديار المصرية في كتابه أن المتشددين هم العائق أمام تقدم المسلمين، وفكرهم المانع لتجديد الخطاب الديني، وقال: «لقد أصبح توجه هؤلاء المتشددين عائقا حقيقياً لتقدم المسلمين ولتجديد خطابهم الديني وللتنمية الشاملة التي يحتاجها العالم الإسلامي عامة، ومصر على صفة الخصوص، وهذا التوجه المتعصب أصبح تربة صالحة للفكر المتطرف، وأصلا للمشرب المتشدد الذي يدعو إلى تشرذم المجتمع وإلى انعزال الإنسان عن حركة الحياة، وأن يعيش وحده في خياله الذي غالباً ما يكون مريضاً غير قادر على التفاعل مع نفسه أو مع من يحيط به من الناس».

وأشار جمعة في كتابه الذي صدر منتصف العام الماضي، إلى أن مصطلح السلفية أسيء فهمه واستغلاله أيضاً، إذ «ادعى من ينتسب إلى هذا المصطلح أنه الوارث الوحيد للسلف، بل يصفون علماء الأمة بالمبتدعين»، نافيا وجود أي صلة بين سلفية العصر الحالي والسلف الصالح، ومن يصف مذهب هؤلاء المتشددين بالسلف يمارس الخداع ويروج الوهم.

من جانبهم، رأى منتمون للتيار السلفي أن هجوم المفتي عليهم أتى ضمن حملة ضدهم، للحد من ظهورهم على الساحة المصرية، خصوصا بعد تصاعد التيارات ذات التوجهات الدينية، ومن بينها الجماعات السلفية، في مصر. ورأوا أن الكتاب يأتي «محاولة لحجب الأضواء المتزايدة عنهم، وكبح جماح نجمهم الصاعد بقوة في السماء المصرية سياسيا واجتماعيا ودينيا وفكريا».

وانبرى بعض قيادات الدعوات السلفية في مصر ودول أخرى للهجوم على المفتي الدكتور علي جمعة، فيما حاول آخرون تفنيد آراء الكتاب بشكل هادئ بعيداً عن التعصب.

 

تويتر