مؤلفات وأزمات

«أنف وثلاث عيون».. متهمة بخدش الحياء

إحسان عبدالقدوس. أرشيفية

تُعد أزمة رواية «أنف وثلاث عيون» للكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس، من أشهر الأزمات التي تعرضت لها حرية الإبداع، خلال ستينات القرن الماضي، إذ اعترض نواب في مجلس الشعب المصري (مجلس الأمة حينها) على العمل، معتبرين أنه خادش للحياء، مطالبين بمصادرة العمل. في المقابل، اعترض إحسان عبدالقدوس على تدخل مجلس الشعب في تقييم عمل أدبي، مطالباً باحترام قيمة الكلمة وحرية الإبداع، ورفض محاولات إبعاده عن الوجهة الفنية التي ارتضاها لقلمه القصصي. يرجع تاريخ الأزمة تحديداً إلى عام ،1964 حينما قدم نائب في مجلس الشعب استجواباً للاعتراض على رواية «أنف وثلاث عيون»، والمطالبة بمصادرتها. حاول إحسان عبدالقدوس أن يكون جبهة من الأدباء للدفاع عن عمله بشكل خاص، والإبداع بوجه عام، لكنه لم يفلح في ذلك، ووجد نفسه وحيداً في تلك المعركة، يروي عبدالقدوس في لقاء صحافي بعض تفاصيل الأزمة، قائلاً: «حين قدم السؤال إلى مجلس الأمة بشأن الرواية الأزمة طلبت عقد لجنة القصة بالمجلس الأعلي للفنون والآداب، وكان من أعضائها توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ومعظم كبار الأدباء، وقد أحضرت لهم القصة وقلت لهم أريد رأيكم سواء بالموافقة أو بالرفض، وقال لي توفيق الحكيم: إنني قرأت القصة وليس فيها شيء يمس أو يخدش الحياء، بل هي قمة من قمم الإبداع الأدبي، وامتدح القصة مدحاً غير طبيعي، فقلت له بعد أن انتهي من كلمته تسمح تعطيني ورقة بهذا المعنى، فإذا بتوفيق الحكيم يقول لي لا.. لا أستطيع أن أفعل ذلك». وقال الناقد الدكتور جابر عصفور عن أزمة «أنف وثلاث عيون»: «الرواية الأولى التي مارس عليها مجلس الشعب في مصر رقابته القمعية كانت رواية (أنف وثلاث عيون) التي احتجّ عليها أعضاء تقليديون في مجلس الشعب وحاولوا مصادرتها. ولولا خطاب بليغ كل البلاغة أرسله إحسان عبدالقدوس إلى جمال عبدالناصر لكانت هذه الرواية قد قُبرت إلى الأبد، لكن الإبداع انتصر على تقليديي مجلس الشعب وعلى العقليات الجامدة فيه».

تويتر