«أنتَ تحذف نصف عمرك».. كتاب جديد لنادر رنتيسي
صدر للكاتب نادر رنتيسي عن الدار العربية للعلوم، «ناشرون»، في بيروت كتابه الثالث «أنتَ تحذفُ نصفَ عمرِكْ»، في 105 صفحات من القطع المتوسط، وبلوحة غلاف لرسام الكاريكاتير أمجد رسمي، تتشكل فيها اليد «فأرة كمبيوتر» كاشفة مع العنوان عن كنه أجواء فريدة لـ«سرد واقعي عن عالم افتراضي».
وتشتغل المجموعة على لعبة ماكرة تجمع بين الواقع والافتراض، وبصورة صادمة ابداعياً تطوع المفردات الكثيرة في عالم «الافتراض»، مقدمة سرداً قصصياً واقعياً موغلاً في إسقاط معاني الزمن الحاضر «الرقمي» بالماضي البعيد القريب «الثابت» وبحميمية دافئة.
ويتجاوز المؤلف، في كتابه، النسق والأسلوب الذي كتب فيه مجموعتيه السابقتين المثيرتين للجدل «السرير الحكاء» و«زغب أسود» الصادرتين في عمان عن دار أزمنة للنشر عامي 2004 و،2006 وذلك من حيث الشكل والمضمون والمساحة القصصية التي يبسطها لأفكاره.
ويرصد رنتيسي في الكتاب الأخير تنامي حضور أدوات التكنولجيا الحديثة ومفرداتها في حياة الإنسان العربي، مقدماً سرداً واقعياً عن الفضاء الإلكتروني الافتراضي المعتم، وما ينشأ عنه من مراهقات متقدمة أو متأخرة، وخيانات زوجية، ورغبات محمومة لإنشاء واقع بديل.
ترتبط الموضوعات المكتوبة في العناوين والقضايا بأثر تداعيات الحياة المعاصرة، والعالم الافتراضي الذي يُشكلُ أزمة للشباب بالانتقال من عالم الواقع إلى عالم الوهم، لذلك تم تثبيت عنوان فرعي شارح أسفل العنوان الرئيس هو «سرد عن واقع افتراضي». وعبر 24 نصاً يعاين المؤلف قضايا راهنة تتلمس ما نتج عن «فيس بوك»، و«تويتر»، وسواهما من الفضاءات التي تشغل الشباب، وتعيد تشكيل حياتهم، وهندسة التلقي لديهم وفق القنوات التي تتيحها الأداة بالتعامل مع الكائنات الأخرى كأيقونات وأرقام. شخصيات الكتاب رجال مُتعبون مصدومون بواقع لا يتغير، وزوجات يعانين الفراغ العاطفي، وشباب باحثون عن دهشات معتمة، وثوارٌ يطيحون بأنظمة قمعية عبر التكنولوجيا، وفي معظم القصص ثمة شخصية تتكرر بملامح واحدة قد يكون هو البطل الذي سمع وعاش كثيراً من تفاصيل حكايات شخوص الكتاب، فرواها في سرد مكثف يحمل عمقاً ودلالة ليست مباشرة تماماً.
ومن أجواء الكتاب «أنتَ لم تفعل في نصف عمركَ سوى الحلم؛ كنتَ لمـا تيأس من المشي الذي لا يقودكَ خطوةً واحدةً إلى الأمام، تعودُ ألف خطوةٍ محسوبةٍ إلى الوراء، تنتهي بكَ دائماً إلى السرير، هناكَ تشعرُ بأمانٍ نسبي، فتستدعي كل ما أخفَقْتَ في السير إليه، إلى عتمتكِ تحتَ اللحاف، تفكر فيه كثيراً وتقلبه على وجوه عدة ممكنَةٍ، تنامُ قبل أنْ تجزمَ أمرَ إمكانيته؛ فيأتيكَ طيعاً في الحلم».
ورنتيسي المولود في الكويت عام ،1979 حاصل على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك الأردنية، ويعمل مسؤولاً ثقافياً في صحيفة «الغد» اليومية الأردنية.