أحمد الملا: أرفض تيـــار «بوس الواوا»

بعد فترة غياب طويلة، يعود الفنان الإماراتي أحمد الملا إلى الساحة الفنية، مجدداً، ليقدم هذه المرة أغنية باللغة الإنجليزية من كلماته وألحانه بعنوان Come Back To Me واعتبر الملا أن الأغنية التي سجلها اخيرا، والتي من المقرر أن تبث قريبا في الإذاعات المحلية تمثل بالنسبة له تجربة جديدة ومختلفة تناسب عودته للساحة، وفي الوقت نفسه يعمل من خلالها على تطوير اللحن الشعبي الإماراتي.

وأشار الملا في حواره مع «الإمارات اليوم» إلى ان اتجاهه إلى مجال الغناء والفن لم يأتِ سعياً خلف الشهرة والمال، ولكن لتقديم وجه مختلف للفن عن التيار السائد حالياً من أغنيات الحب والعواطف و«بوس الواوا»، من خلال تقديم أغنيات شعبية، تحمل في الوقت ذاته رسالة تفيد أفراد المجتمع ككل، وتناقش قضايا من الواقع.

ولفت إلى انه اتجه إلى طرح أغنية واحدة لصعوبة إصدار ألبوم كامل بسبب صعوبات الإنتاج، وارتفاع كلفة انتاج الألبوم، لذا قرر الاتجاه لتنفيذ أغنيات منفردة خلال هذه الفترة، حتى يأتي الوقت المناسب لتحضير ألبوم كامل.

شركات إنتاج

الجسمي نموذجاً

ذكر المطرب أحمد الملا أن «الفنان من حقه ان يجرب تقديم ألوان مختلفة من الغناء، او ان يغني بلهجات مختلفة، بشرط ان يختار العمل الذي يتناسب مع شخصيته وصوته وامكاناته»، معتبراً الفنان الإماراتي حسين الجسمي نموذجاً للفنان الذكي الذي يعرف كيف يختار أغنياته، ما يجعله يستحق وبجدارة أن يصل إلى الجمهور في الدول العربية والخليجية معاً.

وأوضح انه؛ وبعد عودته إلى الغناء، لا يبحث عن منافسة أحد من خلال هذه العودة، وانه حريص على كسب محبة كل الفنانين. وقال: «عدت إلى الفن منذ شهرين فقط، وما ابحث عنه هو تقديم أعمال جيدة تصل إلى الجمهور وتحقق رد فعل ايجابياً، وأتمنى لكل الفنانين النجاح والتوفيق، كما أتمناهما لنفسي، فأنا بطبعي لا أحب المشكلات، وأكره القيل والقال».

 

عن علاقته بشركات الانتاج؛ قال الملا إن «تجربتي دفعتني لتجنب التعامل معها، والاعتماد على نفسي في عالم الفن، حتى لا أفقد حريتي، خصوصا ان كل شركات الإنتاج لا تسعى إلا إلى تحقيق الربح، وتوظيف الفنان الذي يلتحق بها لتحقيق أكبر مكسب ممكن بأي شكل من الأشكال، وإذا لم يكن الفنان الدجاجة التي تبيض لها ذهباً، يتم تهميشه وعدم الاهتمام به، إضافة إلى الأساليب غير اللائقة التي يتبعها بعض المسؤولين في هذه الشركات ووعودهم الزائفة».

وأضاف «كان ألبوم (خاف ربك) أول ألبوم لي، وكان من إنتاجي الخاص، ولكن للأسف لم يأخذ حقه في الدعاية والإعلان والتوزيع، لذلك اتجهت للبحث عن شركة تدعمني في الدعاية والتوزيع، وساعدني الشاعر عبيد حارب، في الانضمام إلى شركة ميوزيك بوكس، وأصدرت معها ألبومي الثاني (يا هاجسي)، وعلى الرغم من أن مسؤوليها لم يقصروا معي، إلا أنني لم ارتح معها نظراً لعدم الاهتمام، وكذلك التدخل في اختيار أغنيات غير مناسبة لي، ففكرت وقتها في فسخ العقد وترك الشركة بكل احترام وود.

وعندما علم عبيد حارب بهذا الأمر، اتفق معي منذ فترة قصيرة على الانضمام إلى شركته (ميوزيك ماجيك)، على أن تهتم بالتوزيع والدعاية بالتعاون مع شركة EMI للأغنيات والألبومات المقبلة».

ضغط عمل

أرجع الفنان الإماراتي الشاب ابتعاده عن الفن في الفترة الماضية إلى ظروف عمله موظفاً في شركة الحقول الوطنية، وضغط العمل الذي يأخذ كثيراً من وقته وجهده، وان كان يحاول حاليا التوفيق قدر الإمكان بين عمله وفنه، وكذلك التزاماته تجاه عائلته وولديه محمد وعلي.

وعن بدايته في عالم الغناء والتلحين؛ أوضح الملا انه تعلم الموسيقى والعزف على آلة العود في الـ14 من عمره، وواصل التعلم والتدريب على أيدي أساتذة متخصصين، حتى تمكن من تلحين بعض القصائد الشعبية التي حققت له نجاحا كبيرا، وهو ما شجعه على خوض تجربة أداء الأغنيات المنفردة التي كوّنت له قاعدة جماهيرية جيدة في الإمارات ودول الخليج، الأمر الذي شجعه على إصدار ألبومين.

وأوضح «بدأت الغناء منذ الصغر، وكانت بدايتي عبر المشاركة في الحفلات المدرسية، وبعد فترة تعلمت العزف على آلة العود في إحدى المدارس الموسيقية، وأحببت وقتها مجال التلحين وكانت أول أغنية ألحنها قصيدة للشيخ زايد رحمه الله بعنوان (أفديك)، بعدها اتجهت إلى الكتابة والغناء، إذ كتبت وأديت أغنية للمنتخب الإماراتي، لاقت ردود فعل ايجابية من الجمهور عندما بثت على الإذاعات المحلية، ومنذ ذلك الوقت بدأت اجمع بين الغناء والتلحين وكتابة الأغـاني».

مشيرا إلى انه وجد رفضا شديدا من الاسرة عندما قرر احتراف الغناء، بسبب العادات والتقاليد التي مازالت سائدة في المجتمع الإماراتي، والتي تنظر إلى الفن باعتباره مجالاً غير محبب للعمل فيه، إضافة إلى كونه الأخ الأكبر لإخوة من الشباب والفتيات، واصرار والده على انه قدوة لإخوته، ويجب أن تكون تصرفاته على قدر هذه المسؤولية. كل ذلك احتاج إلى وقت ومجهود كبيرين لإقناع الاسرة بالسماح له بدخول مجال الفن، مع وعد منه بالاعتزال إذا ما وجدت العائلة منه أمراً مرفوضاً او غير مقبول.

الأكثر مشاركة