50عملاً للبورمية كاتي مياتي بمعرض في أبوظبي

لوحات ملوّنة بالعقيق وحجر القمر

كاتي مياتي تنفذ أعمالها في بلدها بورما. تصوير: إريك أرازاس

بالأحجار الكريمة، اختارت الفنانة البورمية كاتي مياتي أن تدخل عالم الفنون لتتفرد بلوحاتها المرصعة بالياقوت والزبرجد والصفير وحجر القمر وغيرها، لتخلق لمسة خاصة أكثر جمالاً، وهو ما ظهر بوضوح في الأعمال التي قدمتها في المعرض الذي افتتح مساء الخميس الماضي في فندق ميلينيوم أبوظبي.

أكثر من 50 لوحة جمعها المعرض الذي يستمر أسبوعاً؛ تنوعت بين الصور الشخصية «البورتريه» والمناظر الخلابة، ومشاهد الطبيعة الصامتة، ومفردات التراث، وغيرها من الموضوعات الفنية، صنعت كلها من الأحجار الكريمة الطبيعية، بحسب ما أوضحت الفنانة كاتي مياتي لـ«الإمارات اليوم»، مضيفة «تشتهر بلدي بورما على مستوى العالم بغناها بالأحجار الكريمة ذات الأنواع والألوان المختلفة، وفي هذه اللوحات استخدم الأحجار لتكون بديلاً عن الألوان، بحيث يتم اختيار الأحجار المستخدمة في اللوحة وفقاً للألوان التي نحتاج إليها».

وأشارت إلى ان تنفيذ اللوحات يتم في بلدها بورما إذ تمتلك عائلتها ورشاً متخصصة للعمل على تكسير وطحن الأحجار الكريمة ومن ثم تركيبها على اللوحات، ولديها وجود في أسواق شرق آسيا.

معالم ومشاهد

أنواع

تتنوع الأحجار التي تستخدمها الفنانة البورمية كاتي مياتي في تنفيذ أعمالها تنوعا كبيرا، ومن ابرزها الياقوت والزبرجد والصفير وحجر القمر (مون ستون)، والعقيق والتورمالين، بالإضافة إلى الكريستال والهيماتيت حجر الدم، والجمشت والزاركون الأخضر والأحمر وغيرها، كما تستخدم مادة الميكا العازلة. بينما تختلف أسعار اللوحات وفقاً لحجمها وحجم الاحجار المستخدمة في تنفيذها، وتراوح في المعرض بين 3000-5000 درهم، في حين يبلغ سعر أغلى لوحة في المعرض 6500 درهم، وهي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

تصدرت المعرض لوحات للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولوحة تحمل الشعار الرسمي للإمارات. كما نفذت الفنانة لوحة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كلها نفذت بالأحجار الكريمة.

كما ضم المعرض عدداً من لوحات الخط العربي التي تعددت بين الآيات القرآنية وأسماء الله الحسنى، إلى جانب لوحات للمسجد النبوي والحرم المكي الشريف والمسجد الأقصى، وغلب على اللوحات استخدام الأحجار باللونين الأحمر والأصفر، أما الأحجار ذات اللون الأخضر فكانت حاضرة في عدد كبير من اللوحات التي جسّدت مشاهد الطبيعة بما فيها من أشجار وجداول وأنهار، في حين غطت الأحجار الكريستالية والبيضاء اللوحات التي جسّدت مشاهد الثلوج وهي تكسو قمم الجبال والاشجار في الشتاء. ومن التراث الإماراتي عرضت الفنانة لوحات تمثل الصيد بالصقور، وقوافل الجمال، والخيول العربية وغيرها، كما جسّدت مسجد الشيخ زايد الكبير الذي يعد من أبرز المعالم السياحية في العاصمة ابوظبي في أكثر من لوحة بعضها لمشاهد صباحية للمسجد تبرز انسجام مآذنه وقبابه بلونها الأبيض الناصع مع زرقة السماء، والبعض الآخر ليلي يبرز سحر المبنى مع الأضواء المحيطة به. واللافت ان زائر المعرض من الصعب أن يمنع نفسه من ان يمد يده ليتحسس سطح اللوحات والأحجار الدقيقة التي تغطيه لمنحه اللوحة بريقاً لافتاً.

«البورتريه».. الأصعب

قالت كاتي مياتي التي تقيم في ابوظبي منذ ما يقرب من خمس سنوات، عن مراحل العمل على لوحاتها، إنها في البداية ترسم اللوحة على قطعة من الخشب وفقاً للحجم المطلوب، وبناء على الالوان في اللوحة يتم اختيار الاحجار التي تناسبها، كما يتم تحديد حجم قطع الأحجار، ثم يجرى تركيبها يدوياً قطعة قطعة باستخدام مادة لاصقة خاصة لتثبيتها بطريقة محكمة حتى لا تسقط مع الوقت»، مؤكدة أن كل الأحجار المستخدمة طبيعية، ولا تستخدم أي ألوان صناعية في عملها، حتى خلفيات اللوحات يتم تلوينها ببودرة الأحجار الكريمة بعد طحنها بدرجة نعومة مختلفة.

وذكرت كاتي أن الوقت الذي يستغرقه تنفيذ اللوحة يعتمد على حجمها، ويمكن ان تحتاج إلى ما يقرب من أسبوع للوحة الواحدة، لافتة إلى أن البورتريه هو الاصعب في التنفيذ، إذ يحتاج رسم الوجه وتنفيذه بالأحجار إلى الكثير من الدقة حتى يخرج متطابقاً مع الصورة الاصلية.

وأوضحت الفنانة البورمية انها تتلقى العديد من الطلبات لتنفيذ لوحات مختلفة، معظمها يتمثل في الصور الشخصية (البورتريه)، واللوحات ذات الطابع الديني كالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، موضحة أن معرضها هذا هو الأول لها، وقد أرادت من خلاله تعريف الجمهور بما تقدمه من فنون، وان تبرز ما يمكن أن تمنحه الاحجار الكريمة للصورة من جمال وتألق يفوق اللوحات المنفذة بالألوان أو بالخامات الأخرى.

تويتر