«الميتال» كثير من الغموض قليل من الحقائق
في خطوة نحو تنويع أنشطته، والسعي للتعاطي مع الثقافة بمعناها الواسع، نظم اتحاد كتاب أدباء الإمارات، فرع ابوظبي، محاضرة مساء أول من أمس، بعنوان «ثقافة موسيقى الميتال»، تناولت تعريفاً بموسيقى «الهيفي ميتال» ومراحل تطورها وموضوعاتها، مع التطرق لنظرة المجتمع العربي إلى هذا النوع من الموسيقى.
وأكد الموسيقي فواز، المعروف باسم «دي جي ستورم» ان ارتباط موسيقى الهيفي ميتال بعبادة الشيطان او بأداء طقوس غريبة، أمر لا أساس له من الصحة، وكل ما تردد في هذا الشأن هو مبالغات وجهل بالموسيقى وموسيقى الروك والميتال على وجه الخصوص. كما رفض فواز الصورة النمطية التي ارتبطت لدى شريحة كبيرة من العرب عن محبي وجمهور هذا النوع من الموسيقى من حيث ميلهم لارتداء ملابس معينة، خصوصاً سوداء اللون، واقراط وقطع مختلفة من الاكسسوار، وتصفيف شعورهم بطريقة خاصة. موضحاً ان الموسيقى ليست لها علاقة بالمظهر، وانها نوع من الموسيقى مثل غيره من الأنواع الأخرى، وان كانت أصعب، فإنجاز أغنية «روك» يحتاج إلى ما يقرب من اسبوع لتسجيلها فقط، بينما لا تحتاج أغنية البوب سوى ليوم واحد.
واستعرض فواز جوانب من تطور موسيقى الميتال التي ظهرت في بداية الستينات، وكانت البداية القوية لها مع فريق «البيتلز» الذي عمد افراده إلى تطوير الموسيقى السائدة في ذاك الوقت، وإيجاد اسلوب جديد أكثر سرعة وحيوية من موسيقى الجاز، ومن هنا ظهرت موسيقى الروك، ومع بداية السبعينات ظهرت موسيقى الهيفي ميتال، ومع بدايات التسعينات ظهرت موسيقى «بريتيش هيفي ميتال» التي تتميز بكونها أكثر سرعة وقوة، كما استحدثت بعض الآلات الموسيقية الاكثر تطوراً ما منحها نقاء في الصوت، وخلال تلك الفترة شهدت موسيقى الميتال تطورات مختلفة منها عزف مقطوعات سيمفونية وكنسية بهذا الأسلوب.
وذكر ان موسيقى «هيفي ميتال» دخلت العالم العربي مع بداية التسعينات تقريبا، واهتم بها قطاع كبير من الشباب، وتكونت فرق لعزفها، وادخلت عليها هذه الفرق ألحاناً شرقية باستخدام آلات مثل الطبلة احياناً، مشيراً إلى ان أوروبا تعد أكثر مناطق العالم تقبلاً لموسيقى الميتال، بينما لم يحقق هذا النوع من الموسيقى انتشاراً مماثلاً في العالم العربي نظرا لعدم معرفة الكثيرين اللغة الإنجليزية، وعدم وجود حوافر لجذب الجمهور مثل استضافة الفرق الشهيرة وإقامة الحفلات لهذه الموسيقى، مضيفاً: «تقبل العرب لموسيقى الميتال محدود، ويمثل المراهقون الشريحة الأكبر من محبيه، لأن ايقاعاته سريعة وغاضبة، وكثيرون يتوقفون أمام الموسيقى وصخبها او قوتها من دون ان يحاولوا فهم ما تعبر عنه الكلمات وما تحمله من رسالة تتطلب أحياناً قوة الايقاع».
و أشارت أمل مسالخي التي تعمل على انجاز ألبوم غنائي لها مع فرقتها التي تحمل اسم «باشن اوف انجر» لتطرحه العام المقبل، إلى ان ارتباطها بموسيقى الميتال بدأ منذ سنوات، حيث تعرفت إلى هذا اللون الموسيقي من خلال فريق «ميتالكا» الذي يعد الأشهر على مستوى العالم في موسيقى الميتال. مضيفة خلال الأمسية التي قدمتها الشيماء خالد: «قوة الكلمات واختلاف الموضوعات التي تطرحها أغنيات الميتال، كانا العامل الرئيس الذي جذبني لهذا النوع من الغناء، فعندما استمع لهذه الاغنيات أشعر بأنها تفهمني وتمنحني أجوبة لا اجدها من المحيطين بي، فهي تتحدث عن معاناة البشر من الحروب، والكثير من القصص الانسانية التي لا تناقشها انواع الموسيقى الأخرى، إلى جانب ما تحمله (الميتال) من تعبير عن الغضب، وقد منحتني هذه الموسيقى قدرا كبيرا من القوة كإنسانة، والقدرة على التعبير عن نفسي والانطلاق نحو الحياة والمجتمع بثقة ورغبة في تحقيق ما أريده من دون ان أشعر بالحاجة إلى تقليد الآخرين ليتقبلوني بينهم». كما رفضت نظرة البعض في المجتمع إلى هذه الموسيقى باعتبارها لا تصلح لها او للفتيات عموماً؛ معتبرة ان «الميتال» صالحة لكل الأعمار وللجميع، فإلى جانب الاغنيات ذات الايقاعات القوية، هناك أغنيات هادئة وتتناول موضوعات مثل السلام والحب والحياة.