أمسيات «كتّـــاب أبوظبي» مهمومة بـ «صنـاعة جمهور»
كشف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ــ فرع أبوظبي، عن اتجاهه للإعلان شهرياً عن كامل برنامج امسياته الثقافية التي تقام مساء يوم الاثنين من كل اسبوع، ضمن الخطوات التنظيمية الجديدة التي يتخذها الاتحاد بهدف تحقيق المزيد من التواصل المسبق مع جمهور الثقافة والمهتمين، ورغبة منه في إيجاد طرق لعلاج مشكلة غياب الجمهور، وقلة عدد الحضور في الأمسيات الثقافية، بحسب ما اوضح رئيس الهيئة الإدارية لـ«كتّاب أبوظبي»، محمد المزروعي، في اللقاء الذي جمع أعضاء الهيئة بالاعلاميين، مساء يوم الخميس الماضي، بمقر الاتحاد في المسرح الوطني في العاصمة الإماراتية.
وأشار المزروعي إلى ان الهيئة تبحث حالياً في ما يمكن تسميته بـ«صناعة الجمهور»، والتي تهدف إلى التنويع في فعاليات الاتحاد وتطويرها، بالإضافة إلى اشراك الكثير من المثقفين والمهتمين في العمل بالاتحاد، واختيار موضوعات غير مطروقة، او مطروقة إنما بأسلوب عرض مشوق خلال الفعاليات، بدلاً من اعتماد الدعاية من أجل الدعاية فقط، إذ يسهم طرح برنامج أمسيات الاثنين حصراً في خلق عمود فقري إعلامي، لافتاً إلى استمرار جماعة الإبداع في إقامة امسياتها مساء يوم الأربعاء من كل اسبوع، خصوصاً بعد نجاحها في صنع حضور جيد، على ان يعلن لاحقاً عن بقية انشطة الفرع من معارض وندوات وحوارات ونادي قراءة، وغيرها من مشروعات أخرى.
مبدعون ورؤى يضم برنامج أمسيات اتحاد كتاب وأدباء الامارات فرع أبوظبي، لشهر أكتوبر المقبل، خمس امسيات تبدأ غداً بأمسية للقاص زياد محافظة، يتحدث فيها عن مجموعته القصصية «أبي لا يجيد حراسة القصور»، ويقدمها الصحافي جهاد هديب. ويحل القاص ورسام الكاريكاتير الاماراتي خالد الجابري ضيفاً على الامسية الثانية (الثامن من الشهر الجاري)، وهي تندرج ضمن «سلسلة حوار»، ويتحدث فيها عن الرؤى والأفكار في تجربته، ويدير الحوار الكاتب وليد علاء الدين. وحول «الإمارات واليونيسكو بين الانجاز والطموح» يتحدث د. عوض صالح في امسية الإثنين (15 اكتوبر) التي تقدمها الاعلامية ايمان محمد. بينما تستضيف الأمسية الشعرية التي تقام الاثنين (22 أكتوبر) الشاعر الشاب جمال الملا، ويقدمه محمد المزروعي. وتختتم امسيات الشهر بأمسية «سلسلة تعريف» التي تلقي الضوء على دور «أكاديمية نيويورك للأفلام ودعم السينما الاماراتية»، ويتحدث في الامسية عماد دير عطاني، ويقدمه المخرج نواف الجناحي.
«العين تقرأ» يشارك «كتّاب أبوظبي» في معرض «العين تقرأ»، الذي تنظمه مؤسسة «كتاب» في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بـ 213 عنواناً في المعرض الذي ينطلق اليوم، ويستمر حتى السادس من أكتوبر المقبل، في مركز العين للمؤتمرات (الخبيصي) بمدينة العين. وقال محمد المزروعي إن «المشاركة ستقتصر في هذه الدورة على جناح لعرض إصدارات الاتحاد من الكتب والدوريات، لأن الوقت كان ضيقاً أمامنا، فلم يتح لنا أن نرتب لفعاليات أخرى». وأضاف «تأتي هذه المشاركة في سياق الاستراتيجية التي التزم بها مجلس الإدارة في الاتحاد، التي تقضي بالتواصل مع جميع المؤسسات الثقافية في الدولة، والتفاعل معها، وهو ما نعمل على تنفيذه من خلال الاتفاقات والتفاهمات والشراكات التي أقمناها ونعتزم إقامتها مع تلك المؤسسات». وتابع المزروعي «لدى مجلس الإدارة في دورته الحالية خطة للمشاركة في جميع معارض الكتب التي ستقام على أرض الدولة، ولن يقتصر ذلك على المعارض الكبرى، بل سيتجاوزها إلى المعارض المصغرة في المدارس والجامعات والهيئات التربوية والتعليمية والثقافية، وسنحرص على أن تكون تلك المشاركات مصحوبة دائماً ببعض الأنشطة».
|
طابع خاص
من جانبه، ذكر المسؤول الثقافي بالهيئة الإدارية لـ«كتّاب ابوظبي»، د.معن الطائي، ان وضع برنامج شهري للأمسيات والالتزام به يمنع الارتباك والحرج الذي قد يسببه العمل العفوي للمنظمين والضيوف معاً في بعض الاحيان، مشيراً إلى ان التجديد لم يقتصر على وضع برنامج شهري فقط، ولكنه يشمل أيضا تخصيص الأمسيات، بحيث تحمل كل امسية من امسيات الشهر طابعاً خاصاً بها، مثل امسية «لقاء حواري» التي ستستضيف مبدعاً إماراتياً شاباً لتسليط الضوء عليه من خلال لقاء تفاعلي مفتوح مع الجمهور، لاستبيان آرائه في كل القضايا الثقافية والفكرية والاجتماعية المطروحة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على رؤاه وأفكاره التي تدفع تجربته الإبداعية، سواء في الشعر أو القصة أو المسرح أو الصحافة أو التشكيل، أو غيرها من أشكال الإبداع.
وأضاف الطائي «هناك أيضاً أمسية (تعريف بمؤسسة)، التي تركز على تعريف الجمهور بالمؤسسات الثقافية. فنحن نحتاج بشكل دائم لمعرفة ما تقوم به المؤسسات الثقافية، وهناك لَبْسٌ ما عند كثيرين في ما تقوم به كل مؤسسة، أياً كانت الأسباب من الطرفين، لذلك فإن إقامة أمسيات تعريفية، ومعارض لمؤسسة ما؛ هو نوع من الخدمة الاجتماعية التي نعتقد أننا مسؤولون عنها بشكل ما، وغيرنا معنا بالتأكيد. ففي سياق القانون مثلاً يُقال ان على كل فرد معرفة حقوقه وواجباته، أما في السياق الثقافي، فإن الوضع يحتاج الى تهيئة بيئية تجعل من سهولة التواصل مبدأً لتفعيل كل ما هو ثقافي، في كل جزء من وجودنا».
بعيداً عن الرسميات
نائب رئيس الهيئة الإدارية للاتحاد فرع أبوظبي مسؤول جماعة الابداع، سالم بن جمهور، أوضح ان الجماعة تطلع بوظيفتين اساسيتين، الأولى البحث عن المواهب وتشجيعها، والثانية تحقيق التواصل بين المثقفين على اختلاف تجاربهم واتجاهاتهم واعمارهم، لافتا إلى ان الجماعة تستقبل اصحاب المواهب بصرف النظر عن أعمارهم او تجاربهم وخبراتهم السابقة.
وأشار بن جمهور إلى ان جماعة الابداع استطاعت ان تتجاوز اشكالية مهمة في الوسط الثقافي، وهي الحواجز التي تمنع المواهب الجديدة من عرض ما لديها من ابداع وتجارب، إذ تقام امسيات الجماعة في اجواء مفتوحة بعيداً عن الرسميات التي قد تقف حاجزاً أمام عرض المبدع لتجربته والتعبير عن نفسه وموهبته.