«تاء الخجل» رواية تدخل حقل ألغام
واجهت رواية «تاء الخجل» لفضيلة الفاروق العديد من المصاعب، حتى من قبل صدورها، اذ احتاجت الكاتبة الجزائرية الى عامين للعثور على ناشر للرواية التي رفضتها دور عدة، الى أن طبعت في دار رياض الريس في بيروت عام .2000
رأى البعض أن «تاء الخجل» رواية صادمة، شكلاً ومضموناً، اذ تدخل الى منطقة جريئة، وتناولت ظاهرة نساء تعرضن للاغتصاب خلال فترة المواجهات بين الجزائر والجماعات المتشددة، ووصل عددهن الى آلاف، وتخلت الكثير من العائلات عن بناتهن اللواتي تعرضن لذلك القهر، ووصل الأمر ببعض الفتيات الى الانتحار، بينما اختارت أخريات الرحيل، والبحث عن حياة جديدة، وليس الهروب الى الموت.
أما على صعيد الشكل، فأثارت الرواية جدلاً، اذ عمدت الكاتبة الجزائرية الى شكل التحقيق الصحافي المطول، ووصف البعض «تاء الخجل» بأنها تنتمي الى العمل التوثيقي، أكثر من انتمائها الى الرواية الفنية المتكاملة العناصر. ومن أجواء الرواية: «سنة العار.. 1994 التي شهدت اغتيال 151 امرأة واختطاف 12 امرأة من الوسط الريفي المعدم. ثم ابتداء من عام 1995 أصبح الخطف والاغتصاب استراتيجية حربية، إذ أعلنت الجماعات الإسلامية المسلحة في بيانها أنها قد وسعت دائرة معركتها، «للانتصار للشرف بقتل نسائهم، ونساء من يحاربوننا أينما كانوا، في كل الجهات التي لم نعترض فيها لشرف سكانها. وسنوسع أيضاً دائرة انتصاراتنا بقتل أمهات وأخوات وبنات الزنادقة اللواتي يقطن تحت سقف بيوتهن واللواتي يمنحن المأوى لهؤلاء». يشار الى أن رواية «تاء الخجل» لم تكن آخر أعمال فضيلة الفاروق المثيرة للجدل، فقد اعتادت أعمال الكاتبة الجزائرية ولوج مناطق إشكالية، كما حدث مع روايتيها «مزاج مراهقة» الصادرة عام ،1999 و«اكتشاف الشهوة» الصادرة عام .2005