لوحتان لرينوار وبيكاسو بـ 13.2 مليون دولار.. وأخرى لدونغين بـ 9.6 ملايين

«أوبرا» تستهل مزاداتها بـ 97 مليون درهم

صورة

استضاف فندق «ريتز كارلتون» في مركز دبي المالي العالمي، أول من أمس، المزاد الأول لمجموعة «أوبرا» للمعارض الفنية، التي عرضت 140 عملاً مختلفاً شهدت 110 منها تنافساً شديداً على اقتنائها. ولم يقتصر التنافس على حضور قاعة المزاد الذي جرى بتنظيم ودقة ملحوظين، بل امتد عبر الانترنت و«الفيديو كونفرانس»، وكذلك استقبال المكالمات الهاتفية إلى متنافسين خارج قاعة المزاد، خصوصاً من أوروبا والشرق الأوسط، الأمر الذي أسهم في اشتعال المنافسة.

مغامرة محسوبة

وصول أغلى لوحة في مزاد أوبرا الأول في دبي إلى 9.6 ملايين دولار، ووجود لوحتين أخريين بيعت كل منهما بمبلغ 6.6 ملايين دولار، لم يكن مؤشراً إلى عودة ازدهار سوق الأعمال الفنية فقط، بل كان مؤشراً بالنسبة لبعض الحضور، إلى ضرورة أن تكون مغامرة اقتناء لوحة فنية ما مغامرة محسوبة، رغم أن رصد التجربة التي استمرت نحو ساعتين لم يؤشر بالضرورة إلى انها كذلك. المواطن الإماراتي سالم بن دسمال جاء خصيصاً من أجل اقتناء لوحة بعينها، تصادف أن اطلع عليها في أوبرا غاليري بالمركز المالي العالمي، وعندما طلب اقتناءها، تم إعلامه بأنها ستكون موجودة في هذا المزاد ليدخل عبره مغامرة اقتنائها.

بن دسمال اضطر إلى الانتظار طويلاً، بسبب ترتيب عرضها في ختام المزاد تقريباً، وقال لـ«الإمارات اليوم»: «لن أنجرف في مغامرة مفتوحة من أجل الحصول على العمل، لأن المغامرة بالنسبة لي محسوبة عند مبلغ معين، وبالفعل ظفر بن دسمال بعمل مميز للفنان الغيراني ميهرداد شوشجي بدأ بسعر 22 ألف دولار، وتوقف عند مبلغ 25 ألفاً.

ووصل سعر إحدى اللوحات التي تم بيعها بالفعل إلى 9.6 ملايين دولار، وهي للفنان الهولندي كييس فان دونغين، فيما وصلت لوحة ثانية إلى سعر 6.6 ملايين دولار، وهي بعنوان «فرنسا» لبيير اوغست رينوار تعود إلى عام ،1918 وهو السعر نفسه الذي وصلت إليه لوحة أخرى لبابلو بيكاسو بعنوان «اسبانيا»، ترجع إلى عام .1939 وحسب مديرة معرض «أوبرا» في دبي، الإماراتية مريم ثاني، فإن إجمالي ما تم تأكيد عملية اقتنائه وصل مجموع قيمته إلى 27 مليون دولار (97 مليون درهم)، لافتة إلى أن بعض عمليات الشراء غير المؤكدة قد تستغرق وقتاً أطول قبل تأكيدها بشكل نهائي.

وأعربت ثاني عن ارتياح كبير لإدارة «أوبرا» للتجربة الأولى في مجال المزادات الفنية، وكشفت ثاني أن الكثير من موجودات المزاد لا تعود لغاليري «أوبرا» نفسه، بل تعود بشكل مباشر لمقتني أعمال فنية متباينين حرصوا على التواصل مع «أوبرا» بمجرد الكشف عن التوجه لتنظيم مزاد عالمي.

وضم المزاد نحو 16 لوحة لعدد من ابرز الفنانين التشكيليين في العصر الحديث، منهم سلفادور دالي «1904- 1989»، وبيير أوغست رينوار «1841 1919»، وكلود مونيه «1840- 1926»، وبابلو بيكاسو «1881 - 1973»، إلى جانب مجموعة من أبرز الفنانين المستشرقين مثل كييس فان دونغين «1877 - 1868»، جنباً إلى جنب الفنانين العرب من مصر وسورية والعراق، وآخرين من باكستان والهند وايران وغيرهم.

رغم ذلك لم يكن الإقبال مرهوناً بأعمال الرواد وحدهم، وحظيت أعمال لفنانين عرب بإقبال ملحوظ، كما أن أعمالاً تحلت بروح شرقية خالصة، وخلفيات إسلامية وجدت تنافساً ملحوظاً على اقتنائها، منها عمل للفنان المصري يوسف نبيل أنجزه عام 1993 بعنوان«أماني»، يرصد فيه وجه امرأة بملامح شرقية خالصة، رغم ان معظم المتنافسين على اقتنائها كانوا من جنسيات أوروبية.

الخصوصية الثقافية رغم انها لم تحل دون تذوق الفن التشكيلي، إلا أنها في حالات بعينها وقفت حائلاً دون تسويق بعض اللوحات، الأمر الذي تبدى في عمل ليوسف نبيل أيضاً رسم عبره لوحة فنية للمطربة المغربية المقيمة في القاهرة سميرة سعيد، لكن اقتناء اللوحة لامرأة مجهولة بالنسبة لمعظم الحضور في نهاية المزاد الذي كاد يقتصر حينها على مقتنين أجانب لم يكن مبرراً، فخرجت اللوحة من المزاد.

تويتر