الحكومات التي تواجه الفن «غبية»
يحيى الفخراني: لا يمكن للفن تجسيد «الربيع العربي» طالما لم تتضح صورته
وصف الفنان المصري يحيى الفخراني الحكومات التي تقف في وجه الفن الراقي وتواجه الفنانين ب«الحكومات الغبية»، وأنه طالما كان الفنان بخير لن تستطيع أي حكومة كانت عمل شيء ضد هذا الفنان أو ما يقدمه من فن صادق.
تصوير : تشاندرا بالان
ومن أبرز الأنشطة الثقافية مجموعة من الفعاليات المتنوعة التي تقام في الجناح المصري، أطلق عليها «مقهى ريش»، منها الأمسيات الشعرية والتي سيقرأ فيها سيد حجاب وفاروق شوشة وإيمان بكري، كما تقام ندوة «كتب الأطفال في العالم العربي» التي تتحدث فيها الدكتورة زينب العسال والناشرة فدوى البستاني. وتشارك بتقديم شهادات روائية في المقهى أسماء أدبية بارزة، مثل محمد جبريل وفؤاد قنديل وهدرا جرجس زخاري وسعيد الكفراوي، إضافة إلى مشاركة الروائي المصري ناصر عراق في أكثر من نشاط، منها ندوة «الصحافة الثقافية - الدور المفقود» و«الثقافة بوصفها باب المستقبل». وجاء اختيار مصر ضيف شرف بناءً على تمتلكه من دور لموروثها الثقافي الذي يعد منبراً مميزاً للثقافة والأدب والفن، ومن خلاله تعمل مصر على توطيد وترسيخ دعائم التواصل بين الشعوب والحضارات من أعماق تاريخ مؤسساتها الثقافية والتعليمية، والتي تتلمذ على أياديها كبار المثقفين والكتاب والأدباء والفنانين، إضافة إلى دورها الفعال لتكوين الوجدان العربي وبناء الهوية العربية لثقافة الضاد، كما تعد بوتقة للحضارات والثقافات المختلفة عبر عمالقة الفكر والأدب العربي |
وقال الفخراني في ندوة «السينما بعد الربيع العربي»، والتي عقدت أول من أمس، ضمن البرنامج الفكري المصاحب لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته 31، إنه لا يتمنى أن تعود أفلام المقاولات القائمة أساساً على فن رديء، والذي اذا ما ظهر في أي مكان في العالم، فإنه سيكون دليلا واضحاً على ضمور واضمحلال الثقافة في ذلك المجتمع. وعن السينما في مصر قال الفخراني إن الانتاج الفني لم يكن أخيراً بتلك الجودة، وإن كانت هناك محاولات جيده لا يغفل عنها، إلا أن المنتج صار ينتظر الربح السريع على حساب جودة العمل نفسه، وهو ما يمكن أن نطلق عليه منتج {take aw0yz.
لافتاً إلى أن «مصير السينما المصرية وجودتها قائم على الفنانين أنفسهم، إذا لا يمكن التكهن في الوضع الحالي الذي يمكن وصفه بالضبابي، ما اذا كانت الدولة ستساعد في تطور هذا الفن أم لا، إلا أن ما يمكن أن أجزمه أن تلك الحكومات باتت غير قادرة على تكميم الأفواه وقطع الانفاس، كما كان حاصلاً في الماضي، لاسيما بوجود الفضاء الالكتروني الواسع من مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) و(تويتر) وصولاً إلى (يوتيوب)، وحتى إذا ما «خنق» الفنان بشكل ما في وطنه يمكنه أن يعمل بإنتاج خارجي في دول أخرى، وإن لم يعرض عمله في بلاده، لكنه سيعرض في العالم أسره بوجود القنوات الفضائية المفتوحة».
قصور في التفكير
الفنان الفخراني قال رداً على سؤال طرحته «الإمارات اليوم»، حول أبرز مخاوف الفنان المصري في فترة ما بعد «الربيع العربي»، خصوصاً إذا كان هذا الفن المقدم يحترم الجمهور ويراعي ولا يتعارض مع القيم الانسانية بشكل عام، والعربية بشكل خاص، أنه «لا يوجد خوف أو مخاوف تذكر، إنما هناك قصور في التفكير قد يشكل لدى البعض هواجس من نوع آخر تقيده وتمنع حركته بسلاسة، فأنا شخصياً لا أسأل عن المنتج من هو، ولا اهتم كثيراً لملته أو دينه سواء كان مسيحياً أو مسلماً، أو حتى إذا كان ينتمي إلى (الاخوان المسلمين)، المهم أن يكون العمل جيداً وغير موجّه».
لافتاً إلى أن «الجميع يتحدث عن نوع معين من الرقابة التي قد تفرض من قبل الحكومة على الفن، وما إلى ذلك من أقاويل وهواجس محبطه، إلا أني اعتبر وبشكل شخصي أن الرقابة ليست مهمة، أو كما نقولها بالعامية المصرية (ملهاش لزمه)، وذلك لأن لدينا الخجل المصري الذي يردعنا عن تجسيد مشاهد لا تحترم مشاعر المتفرج، إذ إن الفنان الذي يحترم فنه لا يمكنه أن يقدم مشهداً مخلاً يخجل منه أي انسان، وأقصد هنا المواطن العادي، بمن فيهم أبنائي».
ربيع غائم
الفخراني أضاف أن «الفنان الصادق بإمكانه وبسهولة أن يقدم فناً ودراما جيدة، ولكن تبقى تلك القناعات التي تحكم الفنان تجاه العمل الذي يقدم على تنفيذه، إذ يجب أن يأخذ وقته ومساحته في العمق في النص الذي يجب أن تكون حكايته واضحة، وهذا الأمر مازال غائماً في مسألة (الربيع العربي)، إذ مازلنا لا نعرف إذا كان هذا الربيع عربياً أو غير عربي».
مشيراً إلى أنه يمكنه أن يبدي رأيه كمواطن مصري في مسألة (الربيع العربي) والثورة، ولكن تجسيد عمل فني لا يمكن في الفترة الحالية، خصوصاً أن الفن محسوب على الفنان، ويشترط الصدق في تجسيده، وهذا حال ثورة 25 يناير التي يجب أن يمر وقت طويل على قيامها حتى يستطيع الفن أن يكون صادقاً في تجسيدها، لاسيما أن الشعب المصري بشكل عام حساس ويفهم ويميز الفن الصادق من عدمه».
وحول مسلسل «الخواجة عبدالقادر» أكد الفخراني أن العمل كان مهماً بالنسبة له وتحديداً شخصية الخواجة التي جسدها بكل صدق، ماجعلها تحظى بحب الجمهور، ورغم أن الفخراني تربى على الاسلام الحقيقي والعقيدة الصحيحة البعيدة كل البعد عن التطرف، إلا أنه كان متخوفاً قليلاً من تجسيد تلك الشخصية
تجمع عربي
نادى الفنان المصري يحيى الفخراني إلى ما أطلق عليه «التجمع العربي» القائم على وقوف العرب مع بعضهم بعضاً للوصول إلى العالمية، من خلال تكاثف الجهود، لاسيما أن العرب جميعاً يشتركون في اللغة والطبيعة الانسانية الموحدة، وهذا الأمر يمكن توظيفه للنهوض بالفن العربي.
مشيراً إلى أنه من خلال استغلال الموارد البشرية والطاقات الابداعية والمواهب الفنية، وحتى الامكانات المالية، يمكن إنتاج اعمال مشتركة تستطيع المنافسة أو حتى مواكبة ما صارت عليه السينما الأميركية والتي تحتل حاليا المرتبة الأولى في عالم الفن، كونها متطورة ومنفتحة على جميع العوالم.
وتابع «يبقى أن نقول إن هناك أعمالاً هي دون المستوى تقدم حالياً وتحقق إيرادات عالية، إلا أنها لا تلبث أن تختفي، بل ولا تذكر أصلاً، كما أن هناك أفلاماً قديمة خالدة في الذاكرة، كونها أفلاماً جيدة وصادقة مع الجمهور»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news