«متوحدة» و«كفيف» يؤلفان «الحياة»
![](https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.526299.1462585081!/image/image.jpg)
الطنيجي والغفلي يسردان سيرتيهما فــي كتابين. من المصدر
أعلنت هيئة تنمية المجتمع في دبي عن إطلاق كتابين لأول مرة من تأليف شخصين من ذوي الإعاقة، الأول حمل عنوان «ألوان الحياة»، لمؤلفته زينب الطنيجي التي تعاني اضطرابات التوحد، والثاني بعنوان «للحياة مذاق آخر.. سيرة الانتصار على الذات»، للكفيف محمد الغفلي الذي يعمل في الهيئة، وهو اول إماراتي كفيف يدرس ويتخرج في قسم الصحافة.
وقالت زينب الطنيجي، إنها شرحت في كتابها كيف ترى العالم من خلال رسوماتها، وكيف اكتشفت العالم من خلال الرسم، واصفة معاناتها ومختلف محطات المعاناة والألم والتعب، بدءاً من حديث والدتها لها عن ولادتها، مروراً بمراحلها العمرية المختلفة إلى ان رسمت العالم كما تراه. وتجاوزت ظروف التوحد من خلال الرسم، وتمكنت من النجاح في التحدي، إلى أن وصلت إلى تأليف كتابها، وعرضت زينب في كتابها تجربتها في الرسم وفي الطبخ، واكتشفت أن الرسم هو الطريق لاكتشاف العالم.
وأضافت «(ألوان الحياة) هو سيرة ذاتية عرضت فيه محطات حياتي ومواهبي ورسوماتي». ويبدأ «ألوان الحياة» باللوحة الأولى التي حملت عنوان «إلى أمي».
من جانبه، قال محمد الغفلي، «عرضت في كتابي ما عايشته طوال حياتي، بدءاً من حياتي الأسرية مروراً بالمدرسة، وصولاً للجامعة، ثم التحاقي بالعمل في هيئة تنمية المجتمع». وتابع «ما أردت قوله في الكتاب، أننا أشخاص عاديون قادرون مثل بقية أفراد المجتمع على الدراسة والعمل والعطاء والإنتاج والنجاح والتميز والتفوق». وقال «عرضت في الكتاب تجاربي ومحطات حياتي، وكنت بدأت في تأليفه مع نهاية العام الماضي، وها هو يرى النور في معرض الشارقة للكتاب في الدورة الـ31».
ومن جانبه، قال المدير التنفيذي لقطاع البرامج والخدمات الاجتماعية في الهيئة، أحمد المهيري، «لدينا برنامج اسمه برنامج (كيت)، أي قارب النجاة، يعنى بذوي الاحتياجات الخاصة وإنتاجاتهم، حيث نوفر لهم من خلال البرنامج خدمات متنوعة تتضمن التدريب والتأهيل والتمكين والتوظيف والدمج». وتابع «بعد الدمج وتأمين التوظيف نتابعهم ونتأكد من استمرارية أدائهم وعطائهم، ومن ثم نسأل ماذا يمكن أن يقدموا للمجتمع، وماذا لدى كل واحد منهم كي يقدمه، وصولاً إلى واحدة من أهم محطات الدمج والتميز وهي تأليف وإنتاج الكتب، وبالتأليف نتجاوز معهم كل المراحل لنصل معهم إلى المرحلة الأهم وهي القدرة على التأليف والنجاح في إصدار كتاب، حيث من خلال الكتاب يكون ذوو الاحتياجات الخاصة في مكان قريب جدا ومباشر مع الجمهور، فالكتاب وسيلة لا يمكن التعويض عنها بوسيلة أخرى، وتعبير عن الأفكار لا يمكن التعبير عنها بطريقة أخرى».
ولفت إلى ان هذين الاصدارين فيهما تناقضين واضحين من حيث الشكل، فكتاب زينب يصور كيف ترى العالم، وكتاب محمد كيف لا يرى العالم، بل كيف يتذوقه لأنه لا يرى أصلاً، وهنا التحدي، حيث تمكن كل واحد منهما من أن يوصل ما يريد إلى العالم، وهو تحد له علاقة بكون صاحب الاعاقة هو الذي تكلم عن نفسه وليس أي شخص آخر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news