مؤلفات وأزمات
مصطفى محمود.. وحكايات مع الرقباء
أثارت كتب عدة للراحل الدكتور مصطفى محمود (1921 ــ 2009) كثيراً من الجدل، ومن بين مؤلفاته التي صدرت في المرحلة المبكرة من حياته، وتسببت في ضجة كبيرة كتاب «الله والإنسان» الذي وصلت أزمته الى أعلى مستوى حين صدوره في خمسينات القرن الماضي، إذ كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ذاته طرفاً في تلك الأزمة، بالإضافة الى مشايخ من الأزهر الشريف، والرقباء الذين هاجموا بعض كتب محمود. يشار الى أن لـ«صاحب العلم والإيمان» الراحل حكاية متعددة الفصول مع الرقابة حول الكتب، فلم يكن آخرها «الله والإنسان»، إذ شهد كتابه الشهير «حوار مع صديقي الملحد» الكثير من الجدل، ولم تكن أزمته أخف حدة من سابقه، وكذلك تعرض مصطفى محمود لهجوم كبير بعد إصداره كتاب «الشفاعة».
«الله والإنسان» الذي ضم مقالات نشرت أولاً في جريدة روز اليوسف المصرية، رأى النور في عام 1975، وصدر عن دار الجمهورية، قال الدكتور مصطفى محمود في مقدمته: «في هذا الكتاب حاولت أن اناقش مشاكلنا كلها من جديد.. واطرح التركة الفكرية التي ورثناها عن الجدود في غربال واسع الخروق، ليسقط منها الفاسد ويبقى الصالح.. وحاولت أن أجعل رحلة القارئ بين دفتي الكتاب رحلة مرحة خالية من (دبش) الفلسفة الثقيل الذي يبعث على الصداع.. فالأدب في نظري كالحياة.. معرفة وإمتاع». تصاعدت أزمة الكتاب، ورمي صاحبه بالكثير من التهم، من بينها «الإلحاد والكفر»، وطالب البعض حينها بمحاكمة المؤلف، ولكن انتهى الأمر عند حد منع الكتاب، ومصادرته خلال تلك الفترة (1957)، بعدما تدخّل جمال عبدالناصر نفسه في الأزمة. هدأت العاصفة المثارة حول الكتاب بعد ذلك، وأبدى الرئيس الراحل محمد أنور السادات إعجابه بـ«الله والإنسان»، وأفرج عن الكتاب، فصدرت منه طبعة ثانية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news