مزاد فني إلكتروني لــــدعم الثورة السورية
خصصت هيئة مغتربي سورية الأحرار موقعاً على الإنترنت للأعمال الفنية التي ضمها معرض لدعم الثورة السورية، وإغاثة المهجرين السوريين في مخيمات اللاجئين، وكذلك لدعم صمود الشعب السوري في الداخل. ويتضمن الموقع مزاداً إلكترونياً يمكن من خلاله شراء أعمال فنية يذهب ريعها إلى أعمال الإغاثة داخل سورية وخارجها. وسينتقل المعرض إلى الاسكندرية في فبراير المقبل، كما يتوقع نقله إلى المغرب.
وكان المعرض الذي نظمته الهيئة في دار الأوبرا في القاهرة في الفترة من 20 إلى 24 ديسمبر الماضي، تضمن أكثر من 165 لوحة، علاوة على أعمال حفر «غرافيك» ومنحوتات، وشارك فيه 137 فناناً تشكيلياً من 23 دولة عربية وأجنبية، من بينها سورية والإمارات وفلسطين والأردن والسعودية وفرنسا وبولندا، تضامناً مع الشعب السوري الذي هب في ثورة الحرية منذ 15 من مارس 2011، ولايزال يقدم التضحيات يومياً في سبيل سورية حرة وديمقراطية.
وجاء المعرض ضمن مهرجان ثقافي بعنوان «حرية وبس»، تضمن أمسيات شعرية وغنائية وموسيقية وعروضاً فنية، بحضور معارضين للنظام السوري، بينهم أدباء وفنانون تشكيليون وممثلون وسياسيون ورجال أعمال.
وأكد رئيس الهيئة المهندس يحيى قضماني أن المهرجان يسهم في دعم ثورة الشعب السوري التي قامت من أجل الحرية. وقال إن «للثقافة والفنون دوراً مهماً في الثورة، وإن المهرجان الذي نظمته الهيئة يأتي لتأكيد دور الإبداع في دعم الحلم بالحرية والديمقراطية»، مشيراً إلى أن مشاركة عدد كبير من الفنانين العرب والأجانب يؤكد نصرة العالم للشعب السوري الذي يعاني يومياً، ويقدم التضحيات الكبيرة من أجل حريته. وأضاف قضماني الذي يقدم منذ عام 1998 جوائز ثقافية في سورية، كما يرعى جائزة مهرجان المزرعة للإبداع الأدبي والفني الذي يقام في مدينته السويداء، أن الفنانين المشاركين في المعرض من مختلف دول العالم عبروا عن دعمهم لحرية سورية، مؤكداً «تلقينا لوحات من دول عدة في العالم، ما يؤكد أهمية الإبداع في الدعم المعنوي للثورة»، مضيفاً أن «المعرض سيتم نقله ليقام في مدن عدة لتعميم فكرته وتأكيد دور الثقافة في دعم الثورة».
وأوضح أن هيئة مغتربي سورية الأحرار عززت التفاعل والمشاركة في دعم هدف المعرض من خلال تخصيص موقع إلكتروني للأعمال الفنية المشاركة في المعرض، يتيح الاطلاع عليها وشراءها عبر مزاد الكتروني، كما يتيح للفنانين المشاركة في التبرع بأعمالهم، إذ يذهب ريع اللوحات والأعمال النحتية إلى دعم الثورة السورية.
وكان وزير الثقافة المصري الدكتور محمد صابر عرب الذي افتتح فعاليات مهرجان «حرية وبس» رحب بنقل معرض الفن التشكيلي في النحت والخزف والتصوير الضوئي والزيتي والكاريكاتير والغرافيك إلى الإسكندرية، ومن المتوقع إقامة المعرض في دول عربية عدة.
وجاء في الموقع www.faose-gallery.com «ندعو الفنانين الراغبين في دعم العمل الاغاثي للشعب السوري البطل إلى الإسهام بتقديم عمل فني أو أكثر من خلال الموقع، وسنكون على تواصل معكم لتأمين عرضها في القاهره أو في مدن عربية أخرى». كما دعا الموقع داعمي الثورة من مختلف الدول العربية والأجنبية إلى شراء الأعمال الفنية المعروضة من خلال الآلية المتوافرة في الموقع، وسيذهب ريع الأعمال كاملاً الى الجهات الاغاثية التي تعمل في جميع المناطق السورية المنكوبة، وفي مخيمات اللاجئين في الأردن وتركيا ولبنان والعراق.
وأكد أحد منظمي المعرض، الفنان السوري مجيد جمول، الذي حصلت منحوتات له على جوائز في معارض ومسابقات دولية، ويعمل محاضراً في أكاديمية الفنون الجميلة في وارسو في بولندا، نجاح المهرجان الثقافي الذي أقيم في القاهرة، ويهدف إلى دعم الشعب السوري في ثورته من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة. وقال إن «المعرض تعبير عن مساندة الشعب السوري الثائر، وكان ناجحاً بكل المقاييس، خصوصاً أنه يهدف إلى دعم ثورة الانعتاق من الديكتاتورية والاستبداد، من أجل سورية حرة وديمقراطية ومتقدمة»، مشيراً إلى أن الأعمال المشاركة جاءت وفق اختيار الفنانين، من دون تحديد موضوعاتها. وأضاف جمول الذي كرمته بولندا بوضع منحوتة له وسط العاصمة وارسو، أن «المسياتا الثقافية التي نظمتها هيئة مغتربي سورية الأحرار، ومنها المعرض الفني لدعم المجهود الإغاثي للشعب السوري البطل، حققت نجاحاً واهتماماً وإقبالاً جماهيرياً لافتاً في القاهرة، وحظيت بتغطية إعلامية متميزة، مثلما حظيت بترحيب ورعاية خاصة من وزارة الثقافة المصرية والمؤسسات المعنية فيها»، وأكد «بناء على اقتراح وزير الثقافة المصري سيتم نقل المعرض الفني إلى مدينة الإسكندرية، حيث سيعرض في متحف محمود سعيد في النصف الثاني من شهر فبراير المقبل، ومن المحتمل أن ينقل إلى المغرب بعد ذلك». وأوضح أن عدد المشاركين في المعرض وصل إلى 137 فناناً من 23 دولة، ورافق المعرض دليل أولي وملصق ضم كل منهما أسماءالفنانين المشاركين مع صور أعمالهم المشاركة.
وقال الفنان ربيع الأخرس، الذي أسهم في تنظيم المعرض، إن «الأعمال الفنية المشاركة تتحول إلى لقمة خبز تسهم في دعم صمود الشعب السوري في ثورته»، التي انطلقت منذ مارس عام 2011. وأضاف أن المعرض يعبر عن تجارب شخصية للفنانين المشاركين.
وكانت الفنانة البولندية آنّا بياتا فونتروبسكا فدوفيارسكا، وهي من أهم فنانات الميدالية وتصميم العملة في بولندا، تعاونت مع الفنان جمول في تصميم وتنفيذ المجسم الأولي النحتي لميدالية تكريم المشاركين في المعرض، وقامت مؤسسة ياتسيك ياكوبتشاك بصك 150 قطعة من الميدالية، دعماً للثورة السورية.