مسرحيته «مرسي عاوز كرسي» استبعدت من التلفزيون الرسمـي
أحمد بدير: دبي وجهة أولـى لهجرة الفن المصري
أحمد بدير في دبي هذه الأيام، دون الارتباط بتصوير أو استضافة من إحدى القنوات التلفزيونية، أو حتى لغرض عرض إحدى مسرحياته، ما الأمر، ابتعاد عن سخونة الأحداث في القاهرة؟ أم ماذا ؟ سؤال أجاب عنه بدير في بداية الحوار لـ«الإمارات اليوم» بأنه هنا لغرض سياحي بصحبة أسرته الصغيرة وأحفاده، مضيفاً: «لا يعلم الكثيرون أنني حينما أنشد قضاء وقت عائلي خاص، فإن دبي أولى الوجهات التي تقفز إلى مخيلتي».
صاحب دور (عبدالعال) في مسرحية «ريا وسكينة»، التي تعد من روائع الكوميديا المصرية، يرى أن «الشعب المصري لن يقبل بحكام يحولون بلاده إلى (طالبان) أخرى»، إلا أنه توقع «ألا ينجح حزب سياسي ما في فرض وصايته على الفن»، موضحاً: «لو أغلقت جميع الأبواب، فإن تجربة الستينات ستكون حاضرة، عندما اختار فنانون بعد نكسة 1967 الهجرة فصنعوا أعمالاً عظيمة حققت شعبية داخل مصر وخارجها».
رسالة تنويرية أبدى الفنان المصري أحمد بدير، اندهاشه ممن يسعى إلى تضييق الخناق على الفن والإبداع بدعاوى رقابية، مضيفاً: «لا يمكن لحزب سياسي أن يسكت الإبداع، لأن المبدع الحقيقي سيصل حتماً إلى قنوات تتيح له التعبير بعيداً عن الحسابات السياسية والمنفعة الحزبية الدعائية الضيقة». وأكد بدير أن «الفن رسالته تنويرية، وليس من مهام الفنان أن يكون داعية أو مروجاً أو مسوقاً لأفكار بدافع تحقيق مصالح البعض، ومخطئ من يظن بأن القبضة الحديدية على الفنانين من الممكن أن تتسبب في وفاة الفن، لأنه ببساطة شديدة الفن نتاج مبرأ من الموت». ولم يستغرب بدير أن يتم تمرير الجزء الثاني من مسلسل «كيد النسا» في ظل سيطرة «الإخوان المسلمين» على مقاليد الحكم في مصر، رغم أن البعض نوه إلى وجود مشاهد قد تثير اعتراض بعض الإسلاميين من وجهة نظر رقابية، مضيفاً: «المسلسل تم تمريره من دون أن يكون (الإخوان) قد أحكموا قبضتهم على السلطة، فضلاً عن أن العمل برمته يميل إلى الكوميديا الاجتماعية، ولا توجد به إشكاليات حقيقية». واعترف بدير بأن الفكرة التي قام عليها دوره في الجزء الثاني تمت صياغتها بعد أن استقر التفكير على صياغة جزء آخر من العمل، حيث فوجئ المشاهدون برب الأسرة الذي يؤدي دوره يعود للحياة بعد أن شاهدوا حادثة مصرعه، موضحاً: «لم يكن سيناريو العمل معداً بالأساس لوجود الجزء الثاني الذي تم الدفع به بعد نجاح الجزء الأول». |
بدير الذي قال إن مسرحيته «مرسي عاوز كرسي» التي قام ببطولتها قبل سنوات من فوز الرئيس المصري محمد مرسي بمنصب رئاسة بلاده، أضحت ممنوعة من العرض في قنوات التلفزيون الرسمي، أضاف: «إذا كانت بيروت قد استضافت فنانين مصريين بسبب ظروف سياسية في السابق، فإن الألق الذي تعيشـه دبـي، وارتباط الكثير من الفنانين المصريين بها، يجعلها مرشحة لاستيعاب هجرة فنية واسعـة في حال مورس تضييق ما عليهم، لاسيما أن الإمارة استضافت تصويـر الكثير من الأعمال الدرامية المصريـة في أوقات سابقـة بشكل مكثف، فضلاً عن حجم التسهيلات والدعم الذي توفره في هذا المجال من خلال آلية منظمة».
بدير الذي سبق له تصوير العديد من الأعمال في دبي، منها برنامج الكاميرا الخفية من 30 حلقة، يرى أيضاً أن «المدهش في دبي على عالميتها وتعدد جنسيات زوارها وقاطنيها، إلا أنها تتمسك في الوقت ذاته بهويتها العربية الخالصة».
ووصف بدير المرحلة التي تعيشها الدراما المصرية حالياً بـ«مرحلة جس النبض مع الحزب الحاكم»، مضيفاً: «توقف الكثير من المنتجين في وقت سابق عن الإنتاج خشية ألا يتمكنوا من متابعة تصوير أعمالهم أو تسويقها، لكنهم استأنفوا بعد ذلك جانبا من مشروعاتهم، وهناك 10 مسلسلات يتم تصويرها حالياً في وقت متزامن، لأن هناك قناعة لدى الفنان بأنه يتوجب عليه أن يستمر في رسالته بغض النظر عن حجم التحديات والمعوقات».
لكن بدير توقع في الوقت ذاته أن تنحسر هواجس التربص بالفن والفنانين في بلاده، موضحاً: «هناك قلة متأسلمة تسيء إلى الجميع، لكنها لن تنجح في إعادة المجتمع إلى عصور الظلام، بدليل أن من اعتدى على الفنانة إلهام شاهين بالقذف والسباب قد تم الحكم عليه بالسجن، لذلك فإن الفن والفنانين لا يأخذون موقفاً من جماعة سياسية على حساب أخرى، لكنهم في كل الأحوال لن يقروا بتغييبهم وسلب حقوقهم في التطرق إلى قضايا مجتمعهم عبر أدواتهم الفنية، أو الحجر على رؤاهم تحت زعم الرقابة».
بدير الذي نشط بشكل ملحوظ في الموسم الدرامي الأهم، خلال شهر رمضان الماضي، بعدة مسلسلات هي الجزء الثاني من «كيد النسا» و«ابن ليل» و«حارة 5 نجوم» و«عرفة البحر»، أشار إلى أن بعض هذه الأعمال تم تصويرها في وقت سابق، وجرى عرضها في توقيت واحد بسبب تأخر تسويقها بسبب أحداث الثورة، مضيفاً: «لا يختار الفنان غالباً أن يطل في أكثر من عملين في موسم واحد، لكن عندما يتم عرض عمل مع الفنان نور الشريف وهو (عرفة البحر) فلا يمكن رفضه، كما أن عملاً من إخراج اسماعيل عبدالحافظ الذي منعتني المصادفة من العمل معه قبل ذلك، رغم أنه من بلدتي نفسها، فهو أيضاً لا يمكن رفضه، بل إن الأقدار شاءت أن يكون (ابن ليل) هو آخر أعمال عبدالحافظ الذي رحل بهدوء عن دنيانا عقب انتهاء تصويره».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news