أبواب إماراتية منقوشـة بالشِّعر
يرى الفنان الضوئي، يوسف القيس، أن الأبواب وجه البيت وأهله، تعبر عن روح المكان، لذلك جمع في كتابه الأول الذي صدر أخيراً، بين صور لأبواب من الإمارات وأبيات من الشعر العربي على مر العصور، تناولت الأبواب وعبرت عن معانيها المتعددة.
وقال القيس، الذي ولد في مدينة الشوف في جبل لبنان عام 1967، لـ«الإمارات اليوم» إن «فكرة الكتاب المصور ولدت أثناء تجوالي في الإمارات ضمن مهامي الصحافية، إذ شاهدت في إحدى المناطق باباً مصنوعاً من سعف النخيل، يفضي إلى بيت يعبر عن روح التراث الإماراتي». وكان ذلك الباب «السعفي» بداية مشروعه لتصوير أبواب لبيوت في الإمارات السبع.
وأضاف المصور، الذي درس في معهد دامس للفنون في إيطاليا، أن الكتاب «أبواب الفردوس» الذي صدر في أبوظبي «يأتي تعبيراً عن شكري للإمارات التي توفر الأمان وتفتح أبواب الرزق والإبداع، وتحتضن جنسيات متعددة من العالم على أرضها، وهي بذلك تمثل أنموذجاً للتعايش بين الشعوب».
وأوضح القيس، العضو المؤسس في جمعية فن التصوير الفوتوغرافي في لبنان، أن كل باب يمثل وجه البيت، ويصور روح العلاقات الاجتماعية لساكني البيت، مضيفاً أن «البيت يمثل الوطن، وجاء اختياري لموضوع الأبواب التراثية الإماراتية للتعبير عن الوفاء للبلد، ومن جهة ثانية تصوير عنصر تراثي يعبر عن الهوية الإماراتية، ويعبر عن الماضي، وتبين أن الإمارات بيت للجميع يؤلف بين ساكنيه بالمحبة». وأشار إلى أن الأبواب عناوين للتواصل والكرم والانفتاح على الآخر، وأن تراث الإمارات عريق ويعبر عن روح التسامح والطيبة والكرم.
وأفاد بأنه اختار عنوان الكتاب «أبواب الفردوس» ليكون معبراً عن الإمارات. وقال إن «الإمارات تقدم الفرص للحياة الكريمة والإبداع لكل من يعيش على أرضها، ففيها فضاءات للإبداع والثقافة والعمل والاستثمار والترفيه، في ظل الأمان والاستقرار والاحترام لكل إنسان».
وفي مقدمة الكتاب الذي جاء باللغتين العربية والإنجليزية، كتب القيس «أبواب من الإمارات عملي الأول، وأتمنى ألا يكون الأخير»، مؤكداً أن الصور تكشف مدى احترام الإماراتيين للأبواب، من خلال حجمها والاعتناء بتفاصيلها، ونقوشها الخشبية، معبرة عن الدفء والترحيب بالضيف. وأضاف ان الباب «أول المستقبلين، ليعطيك الانطباع الأول عما بعد الباب، بزخرفته وعراقته يحدثك ويهمس في عينيك قصصاً عن المسكن وسكانه، في لحظات».
وأضاف «حاولت ان اسجل هذه اللحظات لكي نعيشها لأطول وقت ممكن. قرعت عدستي الأبواب الخشبية من إمارة إلى إمارة، فكنت أجدها مرحبة، مبتسمة، تعبق برائحة الزمن الجميل، ردت عدستي السلام، فكان هذا الكتاب، حوار الضيف والمضيف، حوار العدسة والباب».
وتضمنت مقدمة الكتاب كلمة للكاتب حسان الزين، جاء فيها ان «الأبواب هنا خزائن أعمار وبصمات وحكايات، هي النظرة الأولى، ولا يلتقطها أو يشعر بها إلا حساس ومحب يخفق قلبه من النظرة الأولى». وأضاف الزين «كل باب نظرة أولى، والصور مواجهات هادئة بين حبيبين، لا يرى كل منهما إلا الأشياء والأبعاد الجميلة في الآخر. لا يشعر المصور بحاجة إلى إجراء عمليات تجميل إلى حيل أو ادعاءات وألعاب نارية، بل تراه يقدم الأبواب كما هي، كما هي تماماً. ويقف وجهاً لوجه معها كي تبدو كاملة واضحة. فهي في عينه وفي صوره، تحف تقوم كل منها في ذاتها. وكل واحد منها يروي حكايته، ولا تغيب البيوت خلفها».
في صور يوسف القيس، تبدو الأبواب كتباً يمكن قراءتها بهدوء، ومتابعة نقوشها وأثر الإنسان فيها، إذ تعبر عن ثقافة وجمال وحياة مجتمع.