سلطان حضر انطلاق مهرجان الشعر الشعبي
أصبوحات وأمسيـات الشارقة.. منغّمـــة بالأهازيج
على وقع أهازيج شعبية، وفي أجواء أصيلة، انطلقت، أول من أمس، الدورة التاسعة لمهرجان الشارقة للشعر الشعبي، في القاعة الكبرى بقصر الثقافة، وتستمر فعاليات المهرجان حتى يوم الجمعة المقبل، وتضم أصبوحات وأمسيات منغمة بالإبداعات التي يقدمها شعراء من دول عربية متنوعة.
وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قد شهد حفل افتتاح المهرجان، وكرّم نخبة من مبدعي الشعر الشعبي في الإمارات. وحضر صاحب السمو حاكم الشارقة الأمسية الأولى في المهرجان، التي أحياها كل من الشاعر سعيد بن دري الفلاحي، والشاعر سعيد بن سيف القمزي، مقدمين ابداعات متنوعة ومتناغمة في مختلف موضوعات الشعر وطروقه.
برنامج تنظم غداً، ضمن فعاليات مهرجان الشعر الشعبي في الشارقة، أصبوحة نسائية (مغلقة) تشارك فيها شاعرات، منهن شيخة الجابري من الإمارات، والجفول الوايلية من الكويت، وعيون المها من السعودية، وتقدم الأصبوحة الشاعرة مريم النقبي. فيما تقام مساء اليوم نفسه أمسية شعرية يحييها كل من هادي المنصوري من الإمارات، وحمود بن وهقة من عُمان، وولاء عواد من فلسطين، وخالد منذر الشمري من العراق. وأما بعد غد فيقام في الفترة الصباحية ملتقى الإعلام والشعر الشعبي، من تقديم الشاعر والإعلامي راشد شرار، وتكريم المشاركين والإعلاميين. فيما يشارك الشاعر سعيد بن غليطة من الإمارات، وفيصل المريسي من البحرين، وعطية المرزوقي من مصر، ومحمود الفضيلي من سورية، بأمسية شعرية في مساء اليوم ذاته. وتختتم الفعاليات يوم الجمعة المقبلة بأمسية شعرية يشارك فيها كل من الشعراء راشد بن فطيمة المنصوري من الإمارات، ومحمد ولد عبدي من موريتانيا، وسعود الجوفان من الكويت، وحميد المرادي البحري من اليمن. |
وتجول سموه عند وصوله لمقر إقامة الفعاليات في المعرض المصاحب للمهرجان، والمقام على هامشه، الذي احتوى على مجموعة من الإصدارات الشعرية الخاصة بالنقد والدواوين والسير الذاتية ومجموعة من اللوحات الشعرية وبعض ملاحق الصحف المعنية بالشعر النبطي الشعبي.
وبدأت فعاليات حفل افتتاح المهرجان، بأهازيج ورقصات شعبية من أداء فرقة الشارقة للتراث الفني التابعة لإدارة التراث في دائرة الثقافة والاعلام.
ومن جهته، قال رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، عبدالله بن محمد العويس، خلال كلمة ألقاها في افتتاح المهرجان، إن «بحور الشعر الشعبي العربي تلتقي على ضفاف بحر الشارقة، وتتماوج مع أوزانها المتباينة، وتتناغم مع ألحان الحنين والتوق، مستبشرة بفرحة هذا اللقاء، إذ إن المهرجان موعد مهم وتجمُّع للإبداع الشعبي، يرعاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على مدى ثلاثة عقود مضت، ومن منطلق حرص سموه على رعاية الأدب الشعبي وحفظ تراثه ومفرداته، وتكريم رواده من شعراء وشاعرات». وتابع العويس أن «الشعر الشعبي مكتنزٌ ثمينٌ لجواهر الحكمة والأمثال، والقصة والحكاية، ويعد وسيلة للإبداع والتواصل الاجتماعي قديماً مع استمرار دوره المهم في المجتمعات العربية، ويحتضن مهرجان الشارقة للشعر الشعبي في هذه الدورة شعراء من دول عربية متنوعة».
أما مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، راشد شرار، فقال «في حضرة الشعر وتجلِّياته الإبداعية لا نملك إلا أن نصغي، ونتفاعل، وننعم بالرؤى، ونتابع الصور المرسومة بالكلماتِ، فنتقرَّى ونتحرى ما تفعله في مشاعرنا من دون أن نبحثَ لماذا يفعل الشعر فينا كل هذا، أو كيف يفعل الشعر فينا كل هذا، إن الشعر لغة ساحرة وسطوة غامرة قادرة على أن تنتزعنا من واقعنا وتزرعنا في عوالم أخرى، ونحن مقتنعون بتلك السطوة، وراغبون في الخضوع لأثرها، وبهذا المعنى يتحولُ الشعر إلى مساحات هوى نرسم في أجوائها ما ينتابنا من أحاسيس، ونستقبل من خلالها ما تجود به مواهب المبدعين، وما تتمخض عنه قرائح الشعراء، الشعر لا يعرف سناً، ولا لوناً، ولا جنساً، لأنه يمتلك مفاتيح القلوب، ويستوعب مفاهيم الحياة، ويعبر عن القوة الكامنة في النفس بطريقة ساحرة». وفي بادرة مميزة تبرز التعاون المشترك القائم بين مختلف المؤسسات الحكومية العاملة في إمارة الشارقة، قدم مجموعة من طلبة منطقة الشارقة التعليمية الموهوبين فقرة مجلس الشعراء التي أمتعت الحضور، وحازت اعجاب الجميع، كما عرض فيلم تسجيلي حول الشخصيات المكرمة في المهرجان، وهم نخبة من رواد الشعر الشعبي الإماراتي، بينهم الشاعر عيسى بن قطامي المنصور، الذي يعد من ألمع شعراء الغزل في الإمارات، وله ديوان بعنوان «عيد ومجد»، والشاعر حميد بن خليفة بن ذيبان، شاعر اليراع والشراع، وذلك لما للبحر من دور كبير في تكوين شخصيته الشعرية، إضافة إلى الشاعرة آمنة بنت علي بن حمد المعلا (سلوان) إحدى أبرز شاعرات الإمارات ولها ديوان بعنوان «سوايب». ويشارك باحثون وإعلاميون عرب ومحليون، في الأمسيات الشعرية اليومية والجلسات النقدية والأدبية المصاحبة والندوات الصباحية، إذ أقيمت ندوة الرواد، أمس، وتضمنت أوراق عمل للباحثين، الدكتور راشد المزروعي، وفهد المعمري، ومريم النقبي. كما أقيمت، مساء أمس، أمسية شعرية أحياها كل من ذياب المزروعي من الإمارات، وفالح الدهمان من السعودية، وحمد الدعية من قطر، وهلالة الحمدانية من عُمان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news