مؤلفات و أزمات
«جنة العبيط»
ارتبطت مؤلفات عدة للفليسوف المصري الراحل زكي نجيب محمود (1905 ـ 1993)، بإثارة الجدل في الساحة الثقافية المصرية والعربية، ومن أبرز تلك الكتب التي ارتبطت بأخذ ورد حولها كتب «جنة العبيط»، و«المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري»، و«شروق من الغرب»، إذ ضمت تلك المؤلفات وغيرها الكثير من الآراء ارتبطت بنقاشات طويلة حولها.
فمثلاً هاجم بعض الكتاب «جنة العبيط» الذي يعد باكورة نتاج زكي نجيب محمود، وضم مقالاته الأولى، معتبرين أن المؤلف تشبع بروح غريبة، وأنه انطلق في العديد من أفكاره بتأثير من آخرين، خصوصاً في ما يتصل بآرائه النقدية في المقالة الأدبية، ومقارناته بين كيفية كتابـة الغربيين لها، وكتابـة المبدعين العرب لها.
ويقول زكي نجيب محمود عن رؤيته لكيفية كتابة المقالة الأدبية: «نريد من كاتب المقالة الأدبية أن يكون قارئه محدثاً لا معلماً، بحيث يجد القارئ نفسه إلى صديق يسامره، لا أمام معلم يعنفه، نريد من كاتب المقالة الأدبية أن يكون قارئه زميلاً مخلصاً يحدثه عن تجاربه ووجهة نظره لا أن يقف منه موقف الواعظ فوق منبره يميل صلفاً وتيهاً بورعه وتقواه، أو موقف المؤدب يصطنع الوقار حين يصب في أذن سامعه الحكمة صبا ثقيلاً».
كما يعرض زكي نجيب محمود في «جنة العبيط» ببعض الرواد من الكتاب المشاهير في هذا العصر، ويقول في إحدى مقالاته: «شيخ هرم ملتح سكن كهفاً بعيداً عن العمران، وراح بالإكسير يخرج من النحاس الخسيس ذهباً إبريزاً، فما أن رأى الشيخ فتانا حتى أغراه بالمكث الى جواره ينفخ له النار، وله من محصول الذهب مقدار، ولبث الفتى ينفخ النار عاماً وعاماً وثالثاً بعده رابع وخامس، ورائحة الذهب تملأ أنفه وخياشيمه فلا يترك المنفاخ».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news