«رحلة عبر مصر» في متحف الشارقة

في منطقة قلب الشارقة، وتحديداً في متحف الشارقة للفنون، تلتقي نخبة من أعمال مجموعة مميزة من المستشرقين الذين زاروا في القرن ‬19، عدد من المدن المصرية وتعرفوا إلى حضاراتها العريقة، ورصدوا ذلك في لوحات طباعة حجرية ملونة، اقتناها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتعرض يوم غد ضمن معرض «رحلة عبر مصر».

ومن أبرز المستشرقين الذين رصدوا تلك الحقبة من الزمن، ورسموا لوحات بطباعة حجرية مميزة، المستشرق ديفيد روبرت، الذي قدم نحو ‬62 عملاً منفذة بأسلوب الطباعة الحجرية وتقنية الألوان المائية، منها عمل يجسد «بازار» في شارع يؤدي إلى مسجد «الموريستان» بالقاهرة، ومنارة المسجد الكبير في أسيوط «صعيد مصر»، ورسم يوضح الطريق المركزي لقاعة الأعمدة الضخمة، في الكرنك، إضافة إلى المقر الرئيس لـ«دير سانت كاترين» بجبل سيناء.

وحول المعرض، الذي يفتتح يوم غد الأربعاء بمقر متحف الشارقة للفنون، قال مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة هشام المظلوم، إن «معرض «رحلة عبر مصر»، يضم مجموعة جديدة لم تعرض من قبل لمجموعة من الفنانين المستشرقين، ترصد زيارتهم لمصر في القرن ‬19، وهي من مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة، وجاء المعرض تلبية لتوجيهات سموه، وبمتابعة حثيثة من سمو الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، لما يمثله هذا المعرض من أهمية ثقافية وفنية وحضارية، والتي يود سموه أن ينشرها لتعم الفائدة المرجوة أبناء الدولة والمقيمين والزائرين للمعرض».

وتابع، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس، أن «المعرض يشتمل على ‬67 عملا فنيا من مقتنيات صاحب السمو الحاكم، تعود لتسعة فنانين من أهم المستشرقين الذين زاروا المنطقة، وأرخوا لمرحلة من تاريخها من خلال أعمالهم الفنية، من بينهم مستشرقون من انجلترا واسكوتلندا، على رأسهم الفنان الاسكتلندي ديفيد روبرت الذي يقدم ‬62 عملا، منفذة بأسلوب الطباعة الحجرية وتقنية الألوان المائية».

ولفت المظلوم أن «أهمية هذا المعرض تكمن في رسم صورة حية للحياة في تلك الفترة، من النواحي التاريخية والجغرافية والاجتماعية وطراز مصر المعماري المميز، لاسيما أن في تلك الفترة لم تكن توجد آلات تصوير، ما أكسب هذه الأعمال أهمية توثيقية».

وذكر المظلوم أنه «تقام بالتزامن مع المعرض الذي استغرق تنظيمه نحو خمسة أشهر، ندوة فكرية تبحث في الاستشراق ودور الفنان الأوروبي في نقل صورة عن حقبة زمنية معينة مرت بها مصر، كما تتحدث عن الأعمال المعروضة، يشارك فيها نخبة من النقاد والأكاديميين من مصر». يعد المعرض استمرارية لمتوالية عطاء حاكم الشارقة، الذي يعرض بشكل متتالٍ مقتنيات فنية نادرة، لأشهر المستشرقين الذين قاموا برحلات استكشافية بعدد من الدول، منها رحلات إلى بلاد الشام وفارس ومصر، إذ تم رصد الحياة اليومية بتلك المناطق في حقبات قديمة وتوثيق، من خلال أعمال طباعة حجرية، ملونة تفاصيل الحياة في تلك المدن، منها دور العبادة من كنائس ومساجد ومعابد، إضافة إلى الأسواق والعمارة.

والمتابع تلك المعارض التي تنظمها دائرة الثقافة والإعلام، ممثلة بإدارة الفنون لن يشعر أو يلاحظ وجود اختلاف زمني في الأعمال، لأنها جميعا كانت عبارة عن رحلات لمستشرقين في القرن الـ‬19، لكن يمكن ملاحـظة الاخـتلاف في الحياة نفسها من بلد إلى آخر، وقد ركزت الموضوعات المعروضة في اللوحات الفنية، رغم كثرتها إلا أنها في الواقع متشابهة إلى حد قريب، لاسيما أنها تركز بحسب ما تأثر به الفنانون، على المناظر الطبيعية التي سحروا بها، خصوصاً الجو الصافي الذي يتيح لهم مجالاً للرؤية، فمنها الطبيعة الصحراوية، والبحيرات، والكثبان الرملية، والجبال الشامخة.

وأكد المظلوم أن «التسلسل الزمني ـ في أوقات تنظيم المعارض ـ مرتبط بشكل كبير بتوجيهات حاكم الشارقة، لأن مقتنياته لا تقتصر على اللوحات والأعمال الفنية، إنما هناك خرائط أيضاً، ورغم ذلك فإن جدول إقامة المعارض جاهز».

الأكثر مشاركة