«المرأة الإفريقية تكتب الوطن» في أبوظبي
نظمت جامعة نيويورك، بالتعاون مع اتحاد الكُتّاب في أبوظبي ندوة بعنوان «المرأة الإفريقية تكتب الوطن»، ضمت كلاً من عميد كلية الآداب بجامعة نيويورك جودي ميلر، ومدرس مادة الأدب الإفريقي في الجامعة أوام، والأديبة الإماراتية عائشة الكعبي، التي ترجمت بعض الأعمال الشعرية لشاعرات من إفريقيا، والباحثة في الأدب الإفريقي سوزان أندرادي، وذلك لمناقشة كتاب الأخيرة المعنون بوثيقة مصغرة عن الوطن، الذي حقق نجاحاً كبيراً بين المهتمين بالأدب النسوي الإفريقي.
قدم المحاضرين المدير الأكاديمي لجامعة نيويورك في أبوظبي، الدكتور فيليب كينيدي، ثم افتتحت الندوة بملخص عن الكتاب باللغة العربية طرحته الكعبي، حيث أشادت بالكتاب، ثم قالت إن «فكرة الكتاب تدور حول دحض الاعتقاد السائد بأن الأدب النسوي في إفريقيا ينأى عن السياسة ويتمحور حول هموم المرأة الشخصية والعائلية فقط، كما أنه يطعن في الإدعاء القائل إن الأدب الذكوري هو الصوت الوحيد الذي تكلم عن القضايا السياسية، وتحدث عنها بشكل معلن وصريح».
وتوضح أن «الباحثة اعتمدت على تحليل أكثر من نص إفريقي نسائي في الفترة الممتدة من عام 1955 وحتى عام 1988، وهي الفترة التي نالت فيها بعض دول القارة استقلالها على فترات متفاوتة، لتؤكد نظريتها بأن المرأة الإفريقية، وإن بدا للقارئ انغلاقها على همومها اليومية المعاشة، إلا أنها كانت تسقط التداعيات السياسية لبلادها على شخصيات أعمالها الأدبية مستخدمة هذه الوحدة الصغيرة عن المجتمع ككناية مبطنة عن الوطن ككل. تلا ذلك عرض قدمته المؤلفة عن أهم الدوافع التي حثتها على كتابة هذا البحث وأهم الأسئلة التي قادتها إلي هذه النظرية، إضافة إلى التحديات التي واجهتها في كتابة البحث».
وقدمت الدكتورة جودي ميلر، نبذة تعريفية عن أهم الكاتبات والكتاب الإفريقيين، الذين استشهدت الباحثة بأعمالهم في كتابها، من أمثال: فلورا نوابا وإيميشيتا من نيجيريا، وعثمان سيمبين ومرياما با وأميناتا سوفول من السنغال، وسيتسي دانغاريمبغا من زيمبابوي، ونورالدين فرح من الصومال، و آسيا جبار من الجزائر.
وعقّب أوام على الكتاب مشيداً به وباعتباره أحد أهم المراجع التي تعرضت للأدب الإفريقي النسوي، لأنه يعيد قراءة هذه النصوص بتصور جديد يتناسب والسياسات التي تتبعها المؤسسات الثقافية في إفريقيا، التي تركز على تعزيز الحس الوطني في الجيل الجديد، لكنها كانت تستبعد الأدب النسوي، نظراً لإيمانها بافتقاره إلى أي طابع سياسي. وفي ختام الندوة فتح باب المناقشة للجمهور، إذ قامت الكاتبة بالإجابة عن التساؤلات التي طرحت عليها من قبل الحضور، الذي أبدي اهتماماً بالغاً بالأدب النسوي الإفريقي .