مسرح «ستاند أب» يتناول المشكلات الاجتماعية بأكثر مـن لغة
شيماء وعلي.. شقيقان يـقدّمان كوميديا إماراتية
ليس سهلاً على الفتاة الاماراتية دخول مجال «الستاند أب كوميدي»، إلا أن الاماراتية شيماء السيد استطاعت دخول المجال والعمل مع شقيقها علي الذي سبقها في هذا المجال، إذ منحها الكثير من خبرته ودعمه لتحدي صعاب هذه المهنة. ويقدم علي في عروضه الموضوعات الاجتماعية، بينما تركز شيماء على الموضوعات التي تتعلق بالمرأة، لاسيما الملابس، حيث أخذا على عاتقهما تقديم هذا الفن بصورة عربية وبإطار يناسب المجتمع الاماراتي، ليشكلا معاً الصوت الذي يستطيع طرح جميع الموضوعات المرتبطة بحياة الناس بأسلوب راقٍ.
كوميديا الكسول
يقول علي السيد عن العرض الأول الذي قام به: «كانت مدة العرض نصف ساعة، وقد تعلقت بالمسرح الكوميدي، فهذا المجال يتحول الى جرثومة، فلا يستطيع المرء تركه لاحقاً في حال استمتع كثيراً به»، ووصف السيد الكوميديا التي تعتمد على السياسة والجنس والدين بكوميديا الكسول، مشيراً الى أن الابداع ينطلق من قدرة الكاتب على نقل الموضوعات الاجتماعية التي تحرك الناس، موضحاً ان وضع الحدود للكوميدي يدفعه الى الابتكار. وشدد على أن «(الستاند اب كوميدي) لم يكن رائجاً كثيراً في الامارات منذ خمس سنوات، فلم نتمكن وقتها من تقديم اي عروض، حتى الاماكن التي زرناها في السابق وعرضنا عليهم فكرة تقديم العروض، رفضوا استضافتنا».
أسس السيد مدرسة خاصة بالكوميديا يقدم من خلالها الدروس للمشتركين حول كيفية انتقاء الموضوعات على المسرح، لاسيما أن معظم الموضوعات التي يتم اختيارها شخصية، واعتبر السيد أن الدروس التي قدمت أفادت المشاركين كثيراً، وهي تخدم هذا الفن، لهذا هم يخططون لتقديم هذه الدروس في قطر ومصر وكذلك لبنان. ويعمل السيد من خلال المدرسة على استضافة كوميدي كل عام، لافتاً الى ان الكوميدي الذي لفته كثيرا في العالم العربي هو اللبناني نمر أبونصار، الذي استطاع أن يثبت من النسخة الأولى للمهرجان أن هناك مسرحاً مهماً وتجارب مهمة في الوطن العربي، لكونه يستطيع مخاطبة مختلف الثقافات، ولا يشعر المشاهد أنه بعيد عن هذه الثقافة. واعتبر السيد أن التوجه العربي على المسرح مهم جداً، مبيناً أنه في الامارات هناك قلة في عروض اللغة العربية، لا بل تكاد تكون شبه معدومة، حتى هو معظم عروضه على المسرح تقدم باللغة الانجليزية، بينما يقدم على التلفزيون عروضه العربية. وبين السيد ان الجمهور جاهز وينتظر من يضحكه، ولهذا سيتم التركيز على العروض العربية في الفترة المقبلة، موضحاً انه في العامين المقبلين سيعمل أكثر على وجود مجموعة من الكوميديين العرب في الامارات الذين يقدمون «الستاند أب كوميدي». وشدد على انه في دبي تقدم ثلاثة عروض من الستاند أب كوميدي في كل اسبوع، ولكن بعضها يقدم في الحانات، لذا أغلبية الناس لا تشاهدها، مؤكدا انه سيتوجه للعمل على زيادة العروض في وجود مكان مخصص للكوميديا في دبي، حيث يستطيع الجميع الحضور. أما لجهة تناول الموضوعات الاجتماعية فاعتبره علي النوع الأصعب، مشيراً إلى أن النكتة عنده تنطلق من مبدأ ثابت وهو أنه لا يردد أي نكتة أمام الجمهور، لا يستطيع قولها أمام شقيقته أو أمه في المنزل. ورأى أن الكثير من النكات تستمد من المسرحيات القديمة التي نعرفها لكن المجتمع يحتاج الى أسلوب جديد في تقديم النكات، ولهذا لابد من تعزيز الدروس والعروض، مستطرداً للحديث عن المستوى الهابط في الفن الادائي، والذي طال كل المجالات، ومنها الغناء الذي لم يعد كافياً، مؤكداً، أنه في الكوميديا الأمر يختلف، لأن الكوميديا فقط تكفي.
تقريب الثقافات
شيماء تحدثت عن دخولها المجال، ممازحة، «دخلت (الستاند أب كوميدي) بسبب أخي»، وأضافت «لدى علي مدرسة كوميدية تستضيف فناناً من خارج الدولة كل عام، وكان ضيفه دين عبيدالله في احدى الورش، وأنا أحبه كثيراً، لذا سجلت لحضور ورشة العمل، وشاركت وأديت مع الحضور، وكنت أكتب بعض النصوص التي يجب ان تقدم لثلاث دقائق». ولفتت الى أن عبيدالله شجعها كثيرا، وبالتالي شكل هذا حافزا كبيرا لها، مبينة أنها اشتركت بعد ذلك بالدروس المتقدمة في المدرسة الكوميدية، وقدمت عروضاً أطول، ولاقت استحساناً من قبل الحضور. وقدمت شيماء في عروض البنات التي تقدمها المدرسة، وقد حظيت بفرصة ان تكون في عروض الفتيات، وقد أحبت المجال. واعتبرت أن وجود شقيقها سهّل عليها دخول المجال من دون أن تواجه صعوبات من قبل العائلة، لاسيما ان دخول المجال قد يكون صعباً على فتاة اماراتية. ونوهت شيماء بأن مهمة إضحاك الناس أسهل على الفتاة الاماراتية، بسبب فضول الجمهور للتعرف الى ما ستقدمه الفتاة الاماراتية على المسرح وهي ترتدي الشيلة والعباءة. كما رأت شيماء أن الكوميديا تعد من أبرز المجالات التي تقرب الثقافات، وهي تستخدمها على المسرح لتصحيح مفهوم الناس، لاسيما الأجانب عن الفتاة العربية التي تلبس الشيلة والعباءة، حيث إنها غالبا ما توضع في إطار غير واقعي بسبب ما ترتديه. ورأت السيد أن هناك الكثير من الأفكار السلبية عن المجتمع العربي، وبالتالي من الممكن أن نصحح المعتقدات من خلال العروض، موضحة أن الحياة اليومية تمد المرء بالكثير من الموضوعات التي يمكن أن تضحك الناس، فالابتكار عنصر أساسي في عمل الكوميدي. أما اكثر الموضوعات التي تتناولها شيماء فهي اللبس ودور الخادمة في الحياة الاماراتية. أما ما يحدد طبيعة النكات التي تقال على المسرح، فردته شيماء الى الجمهور وثقافته وليس اللغة، لأن التواصل بين الكوميدي والجمهور يقوم من خلال النص وليس الناس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news