حاكم الشارقة وقرينته أكدا أهمية الفن في دعم تنمية المجتمع. من المصدر

سلطان وجواهر القاسمي يشـاركان فـي مزاد فني لتعليم الأيتام

شارك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الرئيسة الفخرية لمجلس سيدات أعمال الشارقة، في المزاد الإلكتروني على أعمال فنية، لدعم تعليم الأيتام في الإمارات. ويستمر المزاد الذي نظمته مبادرة صندوق تعليم الأيتام «تواصل» بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة الشارقة ومجلس سيدات أعمال الشارقة، بإشراف دار كريستيز للمزادات العالمية وكانفاس للفنون، حتى ‬14 يونيو المقبل. ويضم المزاد الإلكتروني ‬31 عملاً فنياً تحمل تواقيع ‬26 فناناً من ‬12 دولة.

وسجل سموه مشاركته الفعلية في المزاد من خلال مزايدته على لوحة «جرفمس على ورق البردي» للفنان التونسي نجا مهداوي بقيمة ‬60 ألف دولار، والتي تم تنفيذها باستخدام الحبر الهندي وورق البردي، وقد بدأت المزايدة على هذه اللوحة بقيمة ‬20 ألف دولار. أما سمو الشيخة جواهر القاسمي، فزايدت على لوحة «محرك الطاقة» للفنان اللبناني شوقي شمعون بقيمة ‬40 ألف دولار، التي بدأت المزايدة عليها بـ‬15 ألف دولار.

وبهذه المناسبة، قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة: «تملؤني الفرحة والغبطة والأمل الذي كان يراودني دائماً بتكريس مجتمع خير متكافل، الأيتام شريحة لا تتجزأ من مجتمعنا، والعمل على دفعها إلى الأمام واجب علينا، شخصياً أشعر بارتياح بالغ للدور الذي تضطلع به سمو الشيخة جواهر القاسمي في هذا المجال، ونحن من جانبنا على أتم استعداد لتقديم كل أشكال الدعم اللازم».

وفي سياق تعليقها على تنظيم هذا المزاد، قالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: «لاتزال المشروعات الموجهة لخدمة كل فئات المجتمع محط اهتمامنا الكبير، إيماناً منا بأن الإنسان على رأس قائمة من تقدم له برامج التنمية، كما أنه على قائمة المشاركين فيها».

وأضافت سموها «يأتي برنامج صندوق تعليم الأيتام (تواصل) ليعزز هذا التوجه الذي نسعى من خلاله إلى أن يتشكل واقعاً ملموساً، وهذا ما قامت به غرفة التجارة والصناعة بالشارقة، التي أطلقت هذه المبادرة بالتعاون مع مجلس سيدات أعمال الشارقة، وذلك لمساعدة الأيتام للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي في الدولة، مع ما يصاحب ذلك من تنمية لقدراتهم الأكاديمية».

وأكدت سمو الشيخة جواهر القاسمي، أن «الفنون في عصرنا الحالي لغة يشترك فيها العالم، وبإمكانها أن توجه إلى مساندة الإنسان ورفع معاناته، لهذا ينطلق برنامج (تواصل) مع هذه اللغة الجميلة إلى أفق إنساني نبيل عبر مزاد على الإنترنت لبيع لوحات أبدعها فنانون من بيئات عربية مختلفة، إضافة إلى فنانين من إيران، معتمدين على فكرة رئيسة لموضوع اللوحات». وأوضحت أن ريع مبيعات اللوحات يعود لمصلحة الأيتام الذين ستعمل المبادرة على تمكينهم لإعالة أنفسهم، وتأمين حياة مهنية لهم بمواصلة تعليمهم العالي، إلى جانب أنه سيبني قدرات حريصة على رعاية الأيتام في الدولة من خلال التعليم والتدريب والتطوير الوظيفي.

وتقدمت سموها بالشكر والتقدير إلى غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ومجلس سيدات أعمال الشارقة، والفنانين المشاركين بلوحاتهم في هذا العمل الخيري، مشيرةً إلى أنها تأمل في تواصل العطاء بمشاركة كل مؤسسات المجتمع وأفراده لتحقيق أهداف البرنامج، وتحفيز الهمم على العطاء والتفاعل مع الأوضاع الإنسانية بما يخدم المجتمع وأفراده، ويمكنهم من القيام بمسؤولياتهم وأدوارهم في تعزيز التنمية واستمرارها.

ويأتي تنظيم هذا المزاد بإشراف دار كريستيز للمزادات العالمية وكانفاس للفنون، تماشياً مع رؤية سموه في أن «التعليم هو حجر الأساس في تطوير المجتمع والارتقاء به، بوصفه الاستثمار الحقيقي لضمان مستقبل مزدهر لمختلف طبقات المجتمع عموماً، والأيتام على وجه الخصوص». ويضطلع الصندوق، الذي يعد هيئة غير ربحية، بمهمة تقديم المساندة الضرورية للأيتام لمتابعة تحصيلهم الجامعي، والانخراط الإيجابي في المجتمع، والإسهام في رفعته وتطوره لمواكبة مستجدات المنظومة الفكرية والثقافية الإقليمية والعالمية.

يذكر أن إقامة أول مزادات «تواصل» الخيرية عبر الإنترنت تأتي في إطار الجهود الرامية إلى ترجمة رؤية سموه في ضرورة دعم برنامج تعليم الأيتام وتكريس التطبيق العملي لها.

ودارت موضوعات معظم الأعمال الفنية المعروضة حول الطاقة والإنسان، والإمكانات الهائلة التي يتمتع بها وقدرته على إحداث التغيير المطلوب، إذ ترجم الفنانون المشاركون في المزاد هذا الموضوع باستخدام وسائل وأدوات وأساليب فنية مختلفة، شكلت لوحاتهم التي جسدت الحب والأمل والطموح والإيمان بقوة التعليم لبناء مستقبل مبهر للأجيال المقبلة.

وأثنى رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة، رئيس مجلس أمناء «تواصل»، أحمد محمد المدفع، على اهتمام ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، وقرينته سمو الشيخة جواهر القاسمي للمبادرة. وحث جميع مؤسسات القطاع الخاص على المساهمة في دعم البرنامج لتحقيق أهدافه، انطلاقاً من مبدأ المسؤولية الاجتماعية، وضرورة الالتزام بدعم البرامج التنموية التي تسهم في تطوير المجتمع.

وتصدر قائمة الفنانين المشاركين بأعمالهم الفنية في المزاد الإلكتروني الفنان فادي يازجي من سورية، والمغربي حسن حجاج، إضافة إلى أحد أهم عمالقة الفن الإيراني المعاصر فرهد مشيري الذي شارك بلوحة «العشق ذهب»، ومن البحرين الفنانون بلقيس فخرو، وجعفر العريبي، وعمر الراشد، وعبدالرحيم شريف، أما من الكويت فكانت هناك مشاركة لافتة من الفنان سامي محمد عن عمله «أنا صوت لمن لا صوت له». ومن فلسطين سامية حلبي.

وسجل فنانو الإمارات مشاركة فاعلة في التظاهرة الفنية الخيرية، منهم ميثاء بن دميثان، ومطر بن لاحج، وسمية السويدي، وميسون الصالح. وتضمنت قائمة الدول المشاركة في المزاد كلاً من الإمارات والسعودية والبحرين والمغرب وتونس والجزائر وسورية وفلسطين وعُمان والكويت والأردن وإيران. يذكر أن عائدات المزاد الخيري تشكل رافداً أساسياً لجهود أمانة مبادرة تعليم الأيتام «تواصل» في تمويل المشروعات والأعمال الخيرية الأخرى التي تضطلع بها، وبث القوة في جميع المشروعات التي تصب في مصلحة تقديم الدعم اللازم للأيتام في الحقل الأكاديمي والعلمي. وقد أسهمت المبادرة منذ تأسيسها عام ‬2007 في تعليم أكثر من ‬30 طالباً وطالبة من المواطنين ومختلف الجنسيات المقيمة في الدولة، كما شملت دعم دراسة الطلبة الأيتام بمختلف جامعات الدولة.

الأكثر مشاركة