أعمالها تحصد جوائز كبرى.. ووزراء فخورون باقتنائها
مواطنة ستينية ترسم لوحات تشكيلية تطوف العالم
تمضي المواطنة صفية محمد (60 عاماً) ساعات عدة كل يوم حاملة في يدها فرشاة وألواناً «لتبدع لوحات تشكيلية تجسد تراث الإمارات، يتم عرضها في معارض مختلفة في العالم».
ظلت صفية على مدى 48 عاماً، تحمل كاميرا فوتوغرافية تجوب بها شوارع دبي ومختلف المدن الإماراتية في أوقات الظهيرة، بحثاً عن لقطة للتراث الإماراتي تصوّرها، ثم تعكف على رسمها بالفرشاة والألوان لتخرج لوحات بمواصفات عالمية.
ونالت لوحات صفية إعجاباً محلياً ودولياً كبيرين، وصارت لوحاتها تزين قاعات الاستقبال في مباني العديد من الوزارات والهيئات الحكومية في الدولة، ومبانٍ في دول الخليج.
ويعتز وزير الثقافة السابق عبدالرحمن العويس باقتنائه واحدة من لوحات صفية، قرر وضعها في قاعة الاستقبال بالوزارة، ليستقبل بها المراجعين.
وكان العويس حريصاً على اصطحاب المثقفين والأدباء والفنانين من زوار الوزارة لرؤية اللوحة وتعريفهم بصاحبتها، التي يصفها دوماً بـ«الفنانة الإماراتية المبدعة».
وعن بداية رحلتها الفطرية مع الفن التشكيلي، قالت صفية لـ«الإمارات اليوم»: «بدأت في عمر 12 عاماً، وقتها كنت في الصف السادس الابتدائي، وطلبت مني معلمتي أن أرسم لوحة تعليمية لتزيين جدران الفصل المدرسي، فنفّذت ما طُلب مني بصورة نالت إعجاب زملائي».
وتكمل «من وقتها أحببت الرسم، لكن لم يهتم معلمو مدرستي بهذا الأمر، وبعد حصولي على الشهادة الابتدائية لم أكمل تعليمي، وبقيت في المنزل أمارس هواية الرسم».
وتروي صفية (أم محمد) أنها رسمت مجموعة من اللوحات نالت إعجاب كثير من أهلها وأصدقائها، ما حفزها للمشاركة بها في معرض أقيم في أبوظبي، ولاقت مشاركتها إشادة كبيرة من عشاق الفن التشكيلي.
وأضافت «اختار المجمع الثقافي في أبوظبي بعض لوحاتي لعرضها في معارض عدة، ما أهّلني للفوز بجائزة (الإمارات في عيون أبنائها) عام 1998، بلوحات تبرز مشاهد من تراث الدولة».
ولا تملك صفية ورشة أو مرسماً تمارس فيه هوايتها، لكن الفرشاة والألوان موجودة في كل ركن من أركان منزلها في دبي، لتبدع كل بضعة أيام لوحة جديدة.
وعلى الرغم من قلة إمكاناتها إلا أنها استطاعت أن تكون واحدة من أهم أعضاء جمعية الفنون التشكيلية في الشارقة، التي عرضت لوحاتها في محافل فنية كبرى، وطلبت شخصيات عامة ووزراء في الدولة اقتناءها.
ونالت إبداعات (أم محمد) شهرة كبيرة بين محبي الفن التشكيلي في دول الخليج، وطُلب بعض لوحاتها للعرض في بينالي الشارقة وبينالي سورية، ومعارض كبرى في دول أوروبية وعربية، ما أهّلها للفوز بجائزة سلطان العويس الثقافية، لعامي 2001 و2003.
وتفخر الفنانة المواطنة بأن لوحاتها تزيّن قاعات العديد من الدوائر الحكومية، منها قاعة الاستقبال في وزارة الثقافة في دبي، ومكتب وزير الدولة لشؤون المالية والصناعة السابق، الدكتور محمد خلفان بن خرباش، إلى جانب اقتناء شخصيات من قطر بعض أعمالها.
واستطاعت (أم محمد) خلال رحلتها الطويلة مع الفن أن تبدع مئات اللوحات الفنية الضخمة، وفي الوقت نفسه وفرت الرعاية الكاملة لأبنائها الخمسة (ثلاث بنات وولدان) الذين حصلوا على شهادات جامعية عليا، ومنهم ثلاثة مهندسين حاصلون على شهاداتهم من جامعات إماراتية وأسترالية وأميركية.
ومثل أي فنان، حلمت الفنانة صفية كثيراً بأن تقيم معرضاً للوحاتها، لكن حلمها لم يتحقق، واكتفت بأن تعرض أعمالها في معارض مشتركة.
اللافت أن منزل (أم محمد) يخلو من أي أعمال لها، وتعزو ذلك إلى أن كل لوحة ترسمها، يطلب كثيرون اقتناءها، حتى نفدت كل أعمالها. ولعشقها الكبير للرسم، تضطر الفنانة المواطنة إلى التوجه إلى شاطئ الخليج في دبي، وفي مناطق صحراوية عدة في الدولة، وقت الظهر، لترسم لوحات من البيئة الإماراتية.
وتؤكد صفية أنها على الرغم من عمرها، إلا أنها لن تتوقف عن حمل فرشاة الرسم والألوان، لترصد الواقع الجميل للإمارات وتراثها عبر لوحاتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news